مفهوم الزواج
عليك أن تكون كما أنت الآن، فإن كنت أهلاً للإنسانية فكل ما بعد ذلك هيّن، فلا كفر ولا ارتداد عندما يستريح المرء، فالعيب ليس في راحة البال إنما في أن تكون ناقص الإنسانية، شعورك الإنساني هو الذي يجعلك تشعر بالمسؤولية.
"متزوج عشان بس يداوم وينام وياكل"! جملة نسمعها كثيرا، ونرددها أحيانا، ونتحلطم بها غالبا. لوهلة فقط ارتجلتُ عن نص هذه الحياة الرتيبة، وقانونها الوضعي، وروتينها الممل، خرجتُ عن نطاق ما يُحيط بي من ضوضاء الناس وصخب الواجبات الاجتماعية والالتزامات وكل ما يثقل كاهل المرء من مسؤوليات. أردتُ أن أفكر بطريقة تختلف عما تتوارثه العقول من معتقدات وعادات لازمة، تمرّدت عن كل ما قيل من تعويذات الجدّات ووصايا الأمهات، توصلتُ إلى حقيقة آمنتُ بها وقد يختلف معي الكثير، هي أن الزواج ليس بالصعوبة التي خلقناها! وليس بهذا التعقيد الذي يُربكنا، ولا بهذا الكابوس الذي يُلاحقنا.
الزواج ليس مدرسة نظامية يقوم قانونها على شرط الأخذ والعطاء أو العكس، الزواج مرحلة كباقي مراحل الحياة، لا شيء لازماً فيه عدا أن تكون إنسانا لا أقل ولا أكثر! ليس مطلوباً منك نمط معيشي معين، ولا عادات خارقة أو وظائف جبّارة! عليك أن تكون كما أنت الآن، فإن كنت أهلاً للإنسانية فكل ما بعد ذلك هيّن، فلا كفر ولا ارتداد عندما يستريح المرء، فالعيب ليس في راحة البال إنما في أن تكون ناقص الإنسانية، شعورك الإنساني هو الذي يجعلك تشعر بالمسؤولية، والاستلقاء لا يمنع المسؤولية في شيء! كوني كما أنتِ، لا تبالغي في زينتك إلى حد الجنون والهوس! فمن يحبك حقا فإنه سيجدُ في شحوب وجهك نضارة! وكن كما أنت، ولا تُرهق نفسك أكثر من اللازم، فلو لم يكتب الله الرزق لك فلن تطوله مهما فعلت! كونوا كما أنتم، ولا تكونوا حكاما على بعض، ولا كُتاب محاضر، فكلنا عيوب والكمال لله وحده دون شك، ومن لا يُعجب بطبيعتك ولا يتحمل أسوأ حالاتك لا يليق بك.