«غوغل» تصدر الحرارة إلى جوف الأرض صيفاً وتستعيدها شتاءً
في موقع بناء مجمع شركة "غوغل" الجديد في بي فيو –على بعد بضعة أميال من مقرها في ماونتن فيو قرب سان فرانسيسكو، ترفع الرافعات الأنابيب عالياً في الهواء وتلقي بها في حفر بعمق 80 قدماً في باطن الأرض. وهذه أنابيب ستسمح بتدفئة وتبريد ثلاثة مبان مكاتب عملاقة بصورة ذاتية، ومن دون الحاجة الى نفط أو غاز. ويستخدم النظام مضخات الحرارة الجوفية معتمداً على درجة الحرارة الثابتة للأرض وهي 65. ويمكن للنظام ارسال الحرارة الزائدة من الأبنية الى باطن الأرض لتخزينها واعادة استعمالها عند الحاجة. وقال اريك سولرين من مجموعة انتغرال، وهي شركة هندسية عملت مع "غوغل" في تصميم المباني "في فصل الشتاء نحتاج الى تدفئة الأبنية، لذا سنمتص الحرارة من جوف الأرض، وفي فصل الصيف، حيث نحتاج الى تبريد المباني، سنرسل الحرارة من المبنى الى جوف الأرض". ويعرض اريك تصميماً للمجمع الذي يهدف الى الحصول على شهادة بلاتينيوم لييد، وهي أعلى درجة تصنيف للمباني. وفي محيط المجمع ستتم زراعة 20 أكراً من النباتات المحلية، كما سيتم تجميع مياه الأمطار ومعالجتها لإعادة استخدامها في برك الموقع.
وستكون النوافذ معالجة بأسلوب يمنع الطيور من الاصطدام بالزجاج، والنوافذ قادرة أيضاً على تظليل نفسها بصورة آلية والتعتيم أثناء الليل بهدف تقليل تلوث الضوء. واضافة الى ذلك فإن استعمال الكهرباء سيعوض من خلال مصادر الطاقة المتجددة. وعبر استخدام مضخات الحرارة ستقلص الشركة بقدر أكبر انبعاثات الكربون.ومن دون مضخات الحرارة كانت الأبنية ستحصل على التدفئة عن طريق الغاز الطبيعي، لكن تلك المضخات ستلغي استخدام الغاز بصورة تامة. ورغم أن حرارة الأرض تقارب الـ65 درجة فإن الأبنية ستكون أكثر دفئاً، لأن المضخات تركز الحرارة. وبإمكان مضخات التدفئة توفير 95 في المئة من التبريد الضروري، وهذا سيغني عن 8 ملايين غالون من المياه في كل سنة، وهذه مسألة مهمة في منطقة عرضة الى الجفاف ويحتمل أن يزداد ذلك مع تطور التغير المناخي.وقال أسيم طاهر، وهو تنفيذي بمشروع من خدمات العقار والعمل في "غوغل"، والذي يدير تصاميم البناء واستراتيجية الطاقة في منشآت غوغل المكتبية "يتعين علينا أن ندرك كيفية تصميمنا لمشاريعنا".وكانت "غوغل" تفكر في استخدام مضخات الحرارة في أبنيتها منذ سنوات، وفي سنة 2010 قامت بتركيب نظام صغير في مجمعها الرئيسي بهدف توفير مياه ساخنة للمطبخ. ولكن الشركة لم تجد حتى الآن المشروع الملائم من أجل نظام كبير. ومن خلال استخدام ركائز عميقة فإن دعاميات الأساس اللازمة للأبنية الجديدة تتطلب توفير 4000 ركيزة طويلة تنتشر فوق منطقة كبيرة بغية تمديد الأنابيب في عمق الأرض، وكان بالإمكان جعل النظام محتملاً. ويوفر النظام أيضاً فوائد أخرى – الأبنية العادية تعيد تدوير الهواء عندما يكون حاراً أو بارداً في الخارج، لأن عملية الاستمرار في احضار الهواء النقي ومعالجته مكلفة جداً. ويستخدم نظام مضخات الحرارة الطاقة بصورة فعالة، بحيث ان الأبنية الجديدة تستطيع بشكل مستمر استخدام الهواء الخارجي وتحسين نوعيته.وعلى الرغم من أن بعض الأبنية في أوروبا تستخدم أنظمة مماثلة فإن نظام غوغل سيكون الأكبر في أميركا الشمالية، وتخطط الشركة لمشاطرة ما تعلمته مع جهات اخرى ترغب في تنفيذ مشاريع مماثلة.