أزمة نقص أساتذة جامعة الكويت مستمرة وآخذة في التصاعد
مسؤولون جامعيون لـ الجريدة•: قلة المميزات الأكاديمية ورفع الطاقة الاستيعابية أهم الأسباب
أكد عدد من الاساتذة في جامعة الكويت أن فترة الابتعاث تستغرق وقتاً طويلاً لعضو هيئة التدريس للحصول علي شهادة الدكتوراه مما يحتم على الجامعة الاستعانة بالهيئة الاكاديمية المساندة.
تعاني جامعة الكويت نقصاً في أعضاء هيئة التدريس، في مختلف الكليات والأقسام العلمية، بين العديد من الأساتذة، نظراً لطاقتها الاستيعابية الكبيرة من الطلبة، باعتبارها الجامعة الحكومية الوحيدة، كما تلعب الامتيازات المالية للأساتذة من الأجور والرواتب دوراً مهماً في استقطاب الاساتذة من الجنسيات العربية (الوافدين)، في جامعة الكويت، وهذا ما نفتقده، إذ أصبح الأساتذة يعزفون عن التدريس فيها. «الجريدة» تواصلت مع عمداء وروساء الأقسام العلمية في جامعة الكويت، والتمست معهم الأسباب التي أدت الى قلة الأساتذة في الجامعة، وفيما يلي التفاصيل:في البداية، قال عميد كلية الهندسة والبترول د. عبداللطيف الخليفي إن من المسببات الرئيسية لنقص الأساتذة في جامعة الكويت زيادة الاعداد الطلابية في الكليات، إذ يترتب على ذلك حاجة ماسة الى توفير العديد من اعضاء هيئة التدريس لمختلف الفصول الدراسية، ولكن في المقابل هناك سياسة قبول في الجامعة تقبل الطلبة الذين يستوفون الشروط، وتلك الاعداد تحتاج الى توفير اكبر قدر ممكن من الاساتذة.
وأضاف الخليفي أننا لن نجني ثمار خطة البعثات لأعضاء هيئة التدريس في الوقت الحالي، وأن كلية الهندسة والبترول جلبت ٧ أساتذة سوف يواصلون التدريس في الكلية للفصل الدراسي القادم، لأن فترة الابتعاث تستغرق وقتا طويلا يصل الى ٧ سنوات حتى توفر الكلية العديد من الاعضاء الذين يسدون النقص في التدريس.وأشار إلى ان اعضاء هيئة التدريس الكويتيين مهمون جدا، ونحن نطمئن لكفاءاتهم، ولكن بالمقابل الطاقم التدريسي مع تقدم العمر سوف يصل الى سن التقاعد، والبعض منهم يذهب للعمل في قطاعات مختلفة، بما توفرة من امتيازات لعضو هيئة التدريس، حتى يصل بنا الأمر الى النقص، موضحا ان اعضاء هيئة التدريس من الجنسيات العربية يخدمون العملية التعليمية والبعض منهم يمتلك قدرات جيدة.
أرقام معينة
وعن البعثات الخارجية لأعضاء هيئة التدريس بين الخليفي ان خطة الابتعاث يكون لها أرقام معينة، ومن ثم يتم ترشيح الكفاءات الكويتية للدراسة في الخارج، ليكونوا ضمن صفوف اعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، وفي المقابل يتم اختيار الاساتذة غير الكويتيين (الوافدين) من خلال الاختبارات ومعاينة خبرته التدريسية.ومن جانبه، قال رئيس قسم المحاسبة في كلية العلوم الادارية في جامعة الكويت د. صادق البسام إن الاوضاع السياسية في منطقة الخليج جعلت هناك نفورا من الاساتذة عن التدريس في الجامعة، كما ان بعض الدول الخليجية تعطي الاستاذ العديد من المميزات والأجور المناسبة للتدريس بها، وهذا ما يجعل العديد من اعضاء هيئة التدريس من الجنسيات العربية يعزفون عن التدريس في جامعة الكويت.سن التقاعد
وأضاف البسام لـ «الجريدة» ان العديد من اعضاء هيئة التدريس في قسم المحاسبة بكلية العلوم الإدارية قد وصلوا الى سن التقاعد، وهو الـ ٧٥، وبعضهم على مشارف هذا العمر، مما يؤكد أن الفترة القادمة ستشهد نقصاً في الأساتذة، وهذا أحد مسببات نقص أعضاء هيئة التدريس، لذا ستفتقد الجامعة نحو ٥٠ في المئة من أساتذتها بسبب التقاعد.وأشار إلى أن جامعة الكويت حتى تغطي النقص الذي تعانيه من اعضاء هيئة التدريس تطبق خطة الابتعاث السنوية للاساتذة لاتمام دراسة الدكتواره، كما تضطر في الوقت الحالي إلى جلب العديد من الاساتذة من مختلف بلدان العالم حتى تغطي حاجاتها من هيئة التدريس إلى حين عودة المبتعثين، موضحا أن اقساماً عديدة في الجامعة باتت تعاني نقصاً في الكوادر الاكاديمية، مبيناً أن ٥٠ في المئة من طاقم التدريس في قسم المحاسبة من الكويتيين، والنصف الآخر من الجنسيات العربية.وفيما يخص السعة وتزايد أعداد الطلبة، أوضح أنه تم حلها من قبل ادارة الجامعة السابقة، وذلك بإعطاء أجر إضافي لعضو هيئة التدريس حتى يتم تدريس اكثر من شعبة دراسية، حتى وصل الأمر إلى عدم اعطاء الاجور الاضافية للاساتذة، مما جعلهم ينسحبون من الشعب الاضافية، والتي كانت تساهم في حل مشكلة السعة أو الكثافة الطلابية في الجامعة، إلى أن وصل الأمر الى تكدس القاعات الدراسية بالاعداد الطلابية المهولة.الجامعة الوحيدة
بدوره، قال رئيس قسم التاريخ في كلية الاداب بجامعة الكويت د. عبدالله الهاجري إن «جامعة الكويت، هي الجامعة الحكومية الوحيدة، وهي تقبل كل من ينطبق عليه الشروط، وقد عاصرنا في احدى السنوات الدراسية قبولها 8 الاف خريج من الثانوية العامة، بينما طاقتها الاستعابية لا تتعدى الـ 4500، مما ادى إلى وجود شعب مغلقة، ما ترتب عليه تذمر الطلاب ونقص أعداد الاستاذة في الاقسام العلمية».وأضاف الهاجري لـ «الجريدة «: «حين فتحنا باب التعيينات للعديد من الكفاءات الكويتية والخريجين من جامعات عربية وجدناهم غير مؤهلين للتدريس في قسم التاريخ وتبين لنا ضعف مستوياتهم، وهذا ما يسبب الفرق بين مبتعثين قسم التاريخ في جامعة الكويت والمبتعثين الآخرين، إذ يخضع مبتعثونا للعديد من الاختبارات المعينة حتى يأتوا بافضل الدرجات إلى الجامعة، كما ان مبتعثينا يمثلون كفاءات عالية تخدم العملية التعليمية بالجامعة».وأشار إلى أن جزءاً من سياسة الجامعة يتمثل في إرسال ادارة البعثات مبعوثيها للحصول على الدكتواره، وذلك من اجل توفير طاقم تدريس بجودة عالية، «ولاشك أن الإجراءات تاخذ وقتاً طويلاً حتى يعود المبتعث للتدريس، لذا نضطر لفتح باب التعيينات والحصول على طاقم تدريسي اخر لسد النقص».
الخليفي: نعتمد على البعثات الخارجية حتى نجني ثمارها في التدريس
البسام: الأوضاع بالمنطقة جعلت الأساتذة "الوافدين" يعزفون عن التدريس بالخليج
الهاجري:هناك ضعف في خريجي جامعات الدول العربية ونراهم غير مؤهلين للتدريس
البسام: الأوضاع بالمنطقة جعلت الأساتذة "الوافدين" يعزفون عن التدريس بالخليج
الهاجري:هناك ضعف في خريجي جامعات الدول العربية ونراهم غير مؤهلين للتدريس