أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، اليوم، توصل القوات العراقية إلى اتفاق مع البيشمركة الكردية لوقف إطلاق النار في مناطق خطوط التماس على جميع الجبهات.

وفي وقت سابق، أمهلت القوات العراقية، اليوم، نظيرتها الكردية «ساعات» للانسحاب من المنطقة الحدودية مع تركيا فيها معبر فيشخابور يمر فيها أنبوب نفطي كان سيطر عليها الإقليم بعيد عام 2014.

Ad

وقال مسؤول أمني عراقي، طالباً عدم كشف هويته، إن «إطلاق النار متوقف حالياً، لكن هناك رشقات بين الحين والآخر»، مضيفاً ننتظر استجابة الأكراد للمهلة.

ودارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة، مساء أمس ، بين البيشمركة الكردية والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور، سعياً إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي. وتقع فيشخابور على رأس مثلث بين الأراضي التركية والعراقية والسورية.

ولفت المسؤول العراقي إلى أن «فصائل كردية انفصالية تستميت في القتال ضد القوات العراقية دفاعاً عن المنطقة الواقعة شمال ناحيتي زمار وربيعة، لقربها من حقلي الرميلان وكراتشوك النفطيين في سورية»، مشيراً إلى أنه عبر هذه المنطقة يتم «شراء النفط السوري من عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، لعدم وجود منفذ لتهريب النفط إلى تركيا من جهة سورية».

وذكر أن الأكراد السوريين «يبيعون النفط عبر الشاحنات التي تمر من قرية المحمودية العراقية، التي لم يسمح لسكانها بالعودة إليها منذ دخول البيشمركة إلى المنطقة»، لافتاً إلى أن «نائب قائد قيادة دهوك للبيشمركة العميد عمر خالد في منطقة زمار قتل خلال قصف مدفعي للقوات العراقية على مواقع البيشمركة».

من جهته، أكد مجلس الأمن دعمه لوحدة الأراضي العراقية، فيما أعرب عن «قلقه» بشأن أنباء تحدثت عن أعمال عنف بين القوات الاتحادية والبيشمركة.

العبادي

من جهته، جدد رئيس الوزراء حيدر العبادي في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، مساء أمس ، مطالبة سلطات كردستان بتسليم المنافذ الحدودية والمطارات في الإقليم إلى الحكومة الاتحادية.

وشدد العبادي على أن «الحكومة مصممة على تطبيق القانون والدستور في جميع المناطق وعلى إقليم كردستان الالتزام بتسليم المنافذ الحدودية والمطارات»، موضحاً، أن إعادة الانتشار وفرض السلطة إجراء قانوني ودستوري وأن الحكومة حريصة على أمن المواطنين في تلك المناطق.

بدوره، أكد تيلرسون دعمه لوحدة العراق وتفهمها لفرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك وبقية المناطق، مؤكداً أهمية تعاون الإقليم مع السلطة الاتحادية والتأكيد على الحوار في إطار الدستور العراقي.

الحشد الشعبي

في السياق، رفض رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض اليوم، تصريحات تيلرسون بشأن الحشد.

وقال الفياض، إن «وزير الخارجية الأميركي ليس مؤهلاً للتعليق على الحشد الشعبي العراقي»، مشدداً على أن «هذه التصريحات مرفوضة ورئيس الوزراء حيدر العبادي اعتبرها تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق».

وأضاف، أن «الحشد الشعبي يعد قوة أساسية وشارك بشكل مؤثر في الانتصار على داعش وهزيمة العدو في جميع المناطق طيلة السنوات الثلاث الماضية»، معتبراً إياه «مدعاة لفخر جميع العراقيين». وأكد الفياض، أن «الحشد الشعبي هو ممثل الشعب العراقي الذي لبى نداء المرجعية الدينية وبادر إلى الدفاع عن أرضه ومقدساته»، مشدداً على «عدم السماح لأي أحد بأن يسيء لهذه المؤسسة الشعبية».

القائم وراوه

ميدانياً، وعلى الجبهة الغربية من العراق، تواصل القوات العراقية عملياتها العسكرية وتقدمها الكبير في استعادة الأرض في القائم وراوه.

وأكد قائد الفرقة الثامنة بالجيش العراقي اللواء الركن عبدالحسين سوادي، أن القوات العراقية المدعومة بفصائل من الحشدين الشعبي والعشائري «اشتبكت مع عناصر لتنظيم داعش جنوب شرق القائم، بمختلف الأسلحة والأعتدة، واستخدم فيها الجيش المدفعية وراجمات الصواريخ»، مشيراً إلى أن القوات العراقية قتلت أكثر من 25 إرهابياً وتدمير معداتهم خلال التقدم.

وقال سوادي، إن «قطعات الجيش من الفرقة الثامنة وبمساندة مقاتلي عشيرة الجغايفة يواصلون تقدمهم نحو مدينة القائم، لتحريرها من داعش».

وأضاف سوادي، أن قواته بمساندة العشائر مسكوا منطقة «تي 1» بعد تحريرها من داعش، لافتاً إلى «مقتل عدد من عناصر تنظيم داعش وتدمير معداتهم خلال تقدم القطعات نحو أهدافها».

من جهته، قال قائد عمليات تحرير غرب الأنبار الفريق قوات خاصة الركن عبدالأمير يارالله في بيان اليوم، إن القوات في محور قيادة عمليات الجزيرة تمكنت من تحرير مفرق راوه والسيطرة على منطقة الحصى ومجمعات الحصى السكنية ومنطقة الجباب.

أما على محور قيادة عمليات الأنبار، فأوضح يارالله أن القوات العراقية تمكنت هناك من تحرر دائرة البحوث الزراعية شمال الطريق الاستراتيجي ومحطة «اتش1» وقرية أم الوز ومنطقة الحسينيات ومنطقة النادرة.