حذّر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس السبت من أن كوريا الشمالية ستعرّض نفسها «لرد عسكري ضخم» إذا لجأت الى استخدام سلاح نووي، وذلك على خلفية توتر شديد قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كوريا الجنوبية.

وكانت كوريا الشمالية أثارت قلقاً شديداً عند اجرائها في سبتمبر تجربة نووية سادسة واختبارها لصواريخ قادرة على بلوغ الأراضي الأميركية.

Ad

وشدد ماتيس الذي يقوم بزيارة إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في محادثات دفاعية سنوية على أن الدبلوماسية لا تزال «الخيار الأفضل» لحل الأزمة الحالية لكنه شدد على أن «دبلوماسيينا أكثر فعالية عندما تدعمهم قوة عسكرية ذات مصداقية».

لكنه قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ-مو ان «أي هجوم ضد الولايات المتحدة أو ضد حلفائنا سيتم احباطه».

وتابع أن «أي استخدام للأسلحة النووية من جانب الشمال سيؤدي إلى رد عسكري ضخم وفعّال وساحق»، ومضى يقول «لست أتخيل أي ظروف يمكن أن تقبل فيها الولايات المتحدة بكوريا شمالية لديها سلاح نووي».

ولم يحدد ماتيس ماهية السلاح النووي الذي سيؤدي إلى رد عسكري أميركي.

وكان ري يونغ-هو وزير الخارجية الكوري الشمالي أعلن في سبتمبر أمام الجمعية العام للامم المتحدة أن بلاده يمكن أن تختبر قنبلة نووية فوق المحيط الهادئ.

وحث ماتيس بيونغ يانغ السبت «ألا تتوهم»، مضيفاً أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «تفوقاها قوة».

وتنشر الولايات المتحدة 28.500 جندي في الجنوب.

تأتي زيارة ماتيس قبل الزيارة الرئاسية الأولى لترامب إلى كوريا الجنوبية يومي 7 و8 نوفمبر، في اطار جولة تشمل خمس دول في المنطقة.

وسيصل ترامب إلى اليابان في الخامس من نوفمبر ثم يتوجه إلى كوريا الجنوبية والصين وفيتنام وأخيراً الفلبين.

وستكون رسالة ترامب إلى الشمال والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اونغ محط الأنظار خلال زيارته إلى البرلمان في سيول وقاعدة عسكرية أميركية.

وكان ترامب صرح في مطلع أكتوبر الحالي أن «شيئاً واحداً فقط سيكون له مفعول» مع كوريا الشمالية ما أثار تكهنات مجدداً حول امكان نشوء نزاع مسلح.

إلا أن ماتيس شدد مراراً على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي وأن واشنطن «ليست مسرعة نحو الحرب» وأن هدفها «ليس الحرب».

وكان بعض مستشاري ترامب أشاروا إلى أن الخيارات العسكرية الأميركية محدودة في شبه الجزيرة فكوريا الشمالية تنشر قوات مدفعية كبيرة على طول حدودها مع الجنوب ولديها صواريخ متوسطة وطويلة المدى يمكن أن توقع عشرات آلاف الضحايا في كوريا الجنوبية في مطلع أي نزاع محتمل.

ولا تبعد سيول التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة سوى 50 كلم عن الحدود مع الشمال.

كما أن البلاد حققت تقدماً ملحوظاً في تكنولوجيا الذرة والصواريخ منذ تولي كيم الحكم إثر وفاة والده كيم جونغ ايل في العام 2011.

وأشرف كيم منذ ذلك الحين على أربع تجارب نووية من أصل ست قامت بها البلاد، وأشاد بـ «السيف النووي» الذي يشكل حماية للبلاد من أي غزو محتمل من جانب «العدو الامبريالي الأميركي».

ودفعت التهديدات المتزايدة للشمال بعض نواب الجنوب إلى المطالبة بنشر أسلحة أميركية تكتيكية في الجنوب لكن سونغ استبعد مثل هذه الفرضية.

وقال سونغ «لا نعتقد أن هناك حاجة لنشر صواريخ نووية في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفاً أن بلاده قادرة على الرد دون اللجوء إلى سلاح ذري في حال شن هجوم نووي من الشمال.