يبرز في كلاسيكيات الدراما المصرية «رأفت الهجان» من بطولة النجم الراحل محمود عبد العزيز، ويتكوّن من ثلاثة أجزاء. أنتج أول جزء منه عام 1987 ويدور حول ملحمة وطنية من ملفات المخابرات المصرية. كذلك «زيزينيا» الذي أُنتج عام 1997، للنجم الكبير يحيى الفخراني، وآثار الحكيم، وعدد من النجوم، ومن تأليف الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وإخراج جمال عبد الحميد.المسلسلان أعيد عرضهما على الفضائيات المصرية، فضلاً عن «كفر عسكر» الذي عُرض لأول مرة عام 2004، ويعد من الأعمال العالقة في أذهان المُشاهدين، وهو عن رواية للروائي أحمد الشيخ الحاصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1985.
قامت ببطولته مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم الفنان الكبير صلاح السعدني، وحنان شوقي، وفتحي عبد الوهاب، ودلال عبد العزيز، ومنة فضالي، وضيف الشرف سعد أردش، بمشاركة توفيق عبد الحميد، وهالة فاخر، وفتوح أحمد، وجليلة محمود، وميسون، مع المشاركة المميزة لعمرو عبد الجليل، وأحمد بدير، ويعد أحد أكثر المسلسلات المصرية التي استعرضت الأحوال والعادات والتقاليد في الريف المصري.وفي السياق نفسه أعيد عرض «لن أعيش في جلباب أبي» من بطولة النجم الراحل نور الشريف، إلى جانب كل من عبلة كامل، ومحمد رياض، ومخلص البحيري، وسهير الباروني، وحنان ترك، وأحمد سلامة، والعمل عن رواية لإحسان عبد القدوس، ومن تأليف مصطفى محرم، وإخراج أحمد توفيق.ولم تخل هذه النوستالجيا الدرامية من بث الفضائيات مسلسل «ليالي الحلمية»، أبرز كتابات الراحل أسامة أنور عكاشة، ومن إخراج إسماعيل عبد الحافظ، حيث رصد من خلالها التاريخ المصري الحديث من عصر الملك فاروق حتى مطلع التسعينيات في أجزاء عدّة، وشاركت في بطولته نخبة كبيرة من الفنانين المصريين تخطوا 300 ممثل.وضمن خطط التوعية المُجتمعية من الإرهاب والتطرف وآلياته لجأت الفضائيات إلى عرض «العائلة» الذي أنتج عام 1994 ويتناول الفقر الذي يدفع بالفقراء إلى الانجراف وراء التيارات المتطرفة، أخرجه المُخرج إسماعيل عبد الحافظ، وهو من كتابات المؤلف وحيد حامد، وبطله الراحل الفنان محمود مرسي إلى جانب عبد المنعم مدبولي، وليلى علوي، وخيرية أحمد.كذلك «المال والبنون» أحد أفضل المسلسلات ويسعى الجمهور دوماً إلى متابعته، أنتج على جزأين قام ببطولتهما كل من أحمد عبد العزيز وشريف منير، ثم وائل نور، وفايزة كمال، وفريدة سيف النصر، ويوسف شعبان وعبد الله غيث، ثم حمدي غيث، وحسين فهمي، وشيرين سيف النصر، والسيد راضي، وحنان ترك، وعبلة كامل، وزيزي البدراوي، ووحيد سيف وهادي الجيار، فيما تولى التأليف محمد جلال عبد القوي، والإخراج مجدي أبو عميرة.
رأي النقد
قال الناقد الفني محمود قاسم إن ظاهرة بث كلاسيكيات الدراما مرات عدة نتاج طبيعي لنجاحها وتأثر الجمهور بها، وليس لسد مساحات الإرسال الطويلة فحسب، خصوصاً أن الفضائيات تستعد راهناً لتجهيز موسم مواز يتضمن عدداً من الأعمال الجديدة. لذا تعوض الوقت الحالي بمسلسلات يرغب في مُتابعتها المُشاهد ولا يمل من تكرارها نظراً إلى قيمتها، ما يحقق المعادلة الناجحة للقنوات، أي التكرار وفي الوقت نفسه ضمان عدم الملل.وأضاف الناقد أن القنوات تلجأ إلى هذه الوسيلة كل فترة لأن تلك الأعمال مضمونة النجاح مقارنة بأعمال أخرى ربما يملّ منها المشاهد، خصوصاً العروض الثانية والثالثة لموسم الدراما الرمضاني والتي حتما ستصيب المشاهد بالملل.بدورها أرجعت الناقدة حنان شومان عرض هذه الأعمال بصفة مستمرة إلى قيمتها المهمة، لأن الوضع بات مُختلفاً راهناً وأصبحت القنوات تلجأ إلى الأعمال التي تجذب إليها المُعلن، من ثم المُشاهد، لا سيما تعدد المواسم الموازية وظهور عدد وافر من الأعمال الحديثه درامياً، بالإضافة إلى ظاهرة الأعمال المدبلجة سواء المسلسلات التركية أو الهندية، وانتشارها طوال أيام السنة. ذلك كله يقلِّل فرص عودة عرض الدراما الكلاسيكية في أوقات كثيرة من العام.واستكملت حديثها بأن إعادة عرض الكلاسيكيات مرات عدة لا تقلل من قيمتها إطلاقاً، بل تلبي متطلبات تسويقية لدى القنوات، لا سيما خلال استعدادها لإعلان خريطة درامية جديدة سواء المصرية أو المدبلجة التركية والهندية ومواسم جديدة للأعمال.