موسكو تتسلم قاعدة «منغ»... وواشنطن تتحضر للبوكمال

• لندن تتحرك لإدراج دمشق تحت الفصل السابع
• عودة تداول اسم طلاس لقيادة «جبهة الجنوب»

نشر في 28-10-2017
آخر تحديث 28-10-2017 | 21:00
سورية تحتفل مع ذويها بزفافها في الرقة أمس الأول (أ ف ب)
سورية تحتفل مع ذويها بزفافها في الرقة أمس الأول (أ ف ب)
مع إعلان واشنطن قرب عملية وشيكة تستهدف مركز ثقل تنظيم «داعش» بمدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، استبقت قوات سورية الديمقراطية (قسد) تقدم القوات التركية إلى المنطقة، وسلمت قاعدة «منغ» الجوية في ريف حلب للقوات الروسية، التي رفعت علمها عليها.
رفعت القوات الروسية علمها فوق مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي، أمس، بعد خروج عناصر قوات سورية الديمقراطية (قسد) منه باتجاه مدينة عفرين، التي تعتبرها فصائل الجيش الحر الموالية لتركيا هدفها التالي.

ووفق مصدر في المعارضة السورية، فإن "تسليم مطار منغ جنوب بلدة عزاز للقوات الروسية، مؤقت لحين دخول فصيل عسكري تابع للجيش الحر، تم تشكيله في وقت سابق ومتوافق عليه من أنقرة وموسكو، ويرجح أن يكون ألوية النصر، وتكون القوات الروسية هي خط الفصل وإتمام عملية المراقبة وفتح طريق حلب - غازي عنتاب".

وأوضح المصدر أن "قسد" باشرت يوم الجمعة الانسحاب من القاعدة، التي سيطرت عليها في فبراير العام الماضي، وخرجت جميع الآليات التابعة لها أمس، كما أزالت كل الإعلام والرايات الخاصة بها، مشيراً إلى أن ذلك ترافق مع دخول قوات المشاة الروسية التي قدمت من قاعدة كفر جنة.

وفي ضوء التقدم العسكري التركي في ريف إدلب بهدف إقامة قواعد عسكرية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإقامة مناطق خفض التصعيد، كشف المصدر عن انسحاب "قسد" أيضا من قرى وبلدات عربية في المنطقة، ومنها مدينة تل رفعت وبلدات كفرنيا ومنغ ومرعناز وحربل ودير جمال ومريمين والشوارغة.

معركة البوكمال

وبالتوازي مع تقدم الجيش السوري الموالي الرئيس بشار الأسد بمحافظة دير الزور، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي رايان ديلون، أمس، أن قواته بقيادة الجيش الأميركي تعد هجوماً على مدينة البوكمال، مركز ثقل تنظيم "داعش".

وقال ديلون لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "ينبغي أن نرسخ إنجازات سورية الديمقراطية بحقول العمر النفطية الأكبر في سورية بتعزيز سيطرتها عليه داخله وخارجه والمنطقة المؤدية إليه، للتأكد من أن المنطقة آمنة، وتخصيص الموارد المناسبة للزحف إلى البوكمال ومواصلة تنظيف المنطقة التي لاتزال خاضعة لسيطرة داعش، ومن ثم الإعداد للهجوم على المدينة، التي يوجد فيه غالبية قادته".

واعتبر المتحدث باسم التحالف، الذي يقود حملة موازية لعملية النظام شرق نهر الفرات، أنه بعد الاستيلاء على الموصل في العراق، والرقة في سورية، تبقى مدينة البوكمال أهم معقل للإرهابيين.

«داعش»

ونبه ديلون إلى أن "داعش" يعزز دفاعاته في البوكمال والقائم على الحدود بين سورية والعراق، تحسباً لهجوم لطرده من آخر معاقله، مؤكدا أن قيادة التنظيم انتقلت إلى البوكمال من بلدات في العمق السوري.

وتزامنت تصريحات ديلون مع تقدم الجيش السوري والقوات الرديفة له باتجاه البوكمال، بعد أن تمكن من استعادة قرى عدة في الضفة الغربية لنهر الفرات في أقصى الريف الجنوبي الشرقي لدير الزور.

الجبهة الجنوبية

وفي تطور ميداني، نقلت تقارير أن ترتيبات متسارعة تجريها شخصيات سورية على اتصال بالروس، مع فصائل الجنوب المعارضة، لاستكمال موافقتها على تولي العميد المنشق مناف طلاس قيادة "الجبهة الجنوبية".

وإذ أوضحت المصادر أن طلاس سيتوجه من مقر إقامته في باريس إلى الأردن قريباً، لم تؤكد ما إذا كانت هذه التحركات مرتبطة بـ "مؤتمر الشعوب السورية"، التي تعتزم روسيا عقده في قاعدة حميميم العسكرية.

والعميد طلاس، هو نجل وزير الدفاع الأسبق العماد مصطفى طلاس، وكان أحد قادة الحرس الجمهوري قبل انشقاقه عنه في يوليو 2012 وانتقاله منذ ذلك الوقت إلى فرنسا مع والده وشقيقه الأكبر، فراس.

الفصل السابع

وبعد تقرير الكيماوي الذي أكد مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم بغاز السارين على خان شيخون في أبريل الماضي، ولد حراك جديد في مجلس الأمن، لطرح مشروع قرار "تحت الفصل السابع"، بحسب السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، الذي اعتبر أن "الرد الدولي الحازم أساسي الآن لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم".

وشدد ريكروفت على أنه "يقع الآن على عاتق مجلس الأمن أن يتحرك بناء على هذه النتائج وأن يفرض العدالة"، موضحا أن بريطانيا تتشاور مع الولايات المتحدة لصياغة مشروع قرار دولي يفرض عقوبات إضافية على سورية تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز التدخل العسكري.

رسالة واضحة

وفي حين وصفت دمشق تقرير الأمم المتحدة بأنه "تزوير للحقيقة وتحريف لكل المعلومات الدقيقة حول ما جرى في خان شيخون"، دعت واشنطن مجلس الأمن إلى بعث "رسالة واضحة" إلى نظام الأسد والجماعات الأخرى بعدم التسامح مع استخدام الأسلحة الكيماوية، مجددة التزامها بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.

ووصفت الخارجية الأميركية استخدام روسيا حق النقض (فيتو) ضد تمديد مهمة لجنة الأمم المتحدة بأنه "يظهر مجدداً أنها تهتم بحماية حليفها نظام الأسد أكثر من وقف الاستخدام الوحشي للأسلحة الكيماوية".

أكبر ميزانية

داخليا، رفع رئيس حكومة النظام عماد خميس إلى البرلمان، الأربعاء، مشروع قانون الموازنة العامة للدولة لعام 2018 بمبلغ 3187 مليار ليرة سورية، مقارنة مع 2660 مليارا في 2017، تمهيدا لاعتماد أكبر ميزانية في تاريخ سورية بشكل نهائي.

دمشق تعتمد أكبر ميزانية في تاريخها
back to top