وزير الري المصري الأسبق لـ الجريدة•: إثيوبيا لم تكشف كل تفاصيل «النهضة»
قال وزير الري المصري الأسبق، محمود أبوزيد، في حوار مع «الجريدة»، إن إثيوبيا أخفت تفاصيل فنية عن المكتب الاستشاري الفرنسي بشأن بناء سد النهضة، معتبراً أن السودان يتخذ موقفاً أقرب إلى الجانب الإثيوبي لاعتقاده أن بناء السد يصب في مصلحته. وفيما يلى نص الحوار:
• كيف ترى زيارة وزير الري المصري الأخيرة لموقع سد النهضة الإثيوبي؟- سد النهضة أصبح حقيقة واقعة بالفعل، وزيارة وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي للسد تعني اعترافًا من الدولة المصرية بوجوده، وأهم ما في هذه الزيارة هي أنها أتاحت للوفد المصري الاطلاع على سير العمل ونسبة الإنجاز في عملية البناء، وإن كان هناك حديث من بعض الخبراء بشأن أن إثيوبيا لم تقدم كل التفاصيل الفنية الخاصة ببناء السد إلى المكتب الاستشاري الفرنسي حتى يمكنه دراستها وتقديم تقريره إلى الدول الثلاث.• في حال اكتشفت مصر عقب انتهاء الدراسات الفنية أن السد ستكون له تأثيرات سلبية خطيرة، ألا يمكنها التصعيد على المستوى الدولي لإيقاف بنائه؟
- للأسف عملية بناء سد النهضة أصبحت أمراً واقعاً، ولا يوجد أي وسيلة لإيقاف بنائه، وكل ما يمكن أن تفعله مصر حالياً هو التفاوض مع أديس أبابا لتقليل حجم الأضرار الناجمة عن عملية تشغيل السد.• هل الخرطوم تتخذ موقفاً محايداً في هذه المفاوضات؟ ـ من الواضح أن الجانب السوداني يرى أن بناء سد النهضة يصب في مصلحته، لذلك فهم يميلون إلى الجانب الإثيوبي بشكل واضح.• ما تقييمك لحجم الأضرار المتوقعة من عملية بناء السد؟- من دون شك سيؤثر هذا السد على حصة مصر من مياه نهر النيل، وبالتالي سيتأثر منسوب المياه أمام السد العالي، وهو ما سينعكس بالسلب على توليد الكهرباء، بالإضافة إلى التأثير على الزراعة والمياه الجوفية، كل ذلك سيؤثر على دفع عجلة التنمية إلى الأمام، لكن حجم الضرر سيظهر بشكل أوضح بعد ملء السد وتشغيله، ولذلك يجب التأكيد على الجانب الإثيوبي خلال المفاوضات على عدم استخدام مياه السد في الزراعة، لأن المياه التي ستُستخدم في الزراعة ستُستقطع من حصة مصر من المياه.• ما مدى جدية إثيوبيا في التوصل إلى اتفاق بشأن تشغيل السد؟- إثيوبيا كعادتها تحاول التنصل من التزاماتها بتقديم التفاصيل المطلوبة منها بشأن بناء السد في المواعيد المتفق عليها لكسب المزيد من الوقت بسبب أنهم يواجهون صعوبات في عملية تمويل بناء السد، ومن المتوقع البدء في عملية ملء السد خلال العام المقبل 2018.• هل تمتلك مصر أية أوراق للضغط على الجانب الإثيوبي خلال المفاوضات الجارية حالياً؟- في الحقيقة مصر لا تمتلك أوراقاً قوية للضغط على إثيوبيا، لكن كل ما تسعى إليه مصر حالياً هو محاولة الحصول على تقرير المكتب الاستشاري الفرنسي في أسرع وقت ممكن، لمعرفة حجم الآثار السلبية الناجمة عن عملية ملء السد في الوقت المناسب، والتعامل مع هذا الأمر من خلال التوصل إلى اتفاق يحكم عملية الملء والتشغيل، ولذلك أقترح أن يعمل المفاوض المصري قدر المستطاع على التوصل إلى اتفاق يقضي بملء السد في أطول فترة ممكنة، ثم تشغيله بطريقة تقلل حجم الآثار السلبية إلى حد ما.