إسبانيا تنادي بحل إقامة دولتين
![بوسطن غلوب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1482344505076281100/1482344512000/1280x960.jpg)
أعلنت الحكومة الإسبانية بدون أي تردد دعمها السيادة الفلسطينية، فشدد القادة الإسبان، مثل وزيرة الخارجية السابقة ترينيداد خيمينيث، على أن الخطوة الرئيسة نحو السلام في الشرق الأوسط "تقوم على تعايش دولتين". ولكن كيف يُعقل أن تكون إسبانيا مستعدة إلى هذا الحد لتأييد حل إقامة دولتين بين إسرائيل والفلسطينيين وأن تعاديه بشدة كحل لصراعها مع كتالونيا؟ ولا تقتصر هذه الظاهرة على إسبانيا، فقد دعم العراق أيضاً قيام دولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة في الأمم المتحدة، إلا أنه أبى تطبيق هذا الحل في تعاطيه مع أكراد العراق الذين صوّتوا بقوة للاستقلال الشهر الماضي. كانت معارضة بغداد للاستفتاء الكردي شديدة وردت بعنف: نشرت الدبابات والجنود بغية السيطرة على مدينة كركوك البالغة الأهمية بحقولها النفطية، مما شلّ بالتالي حكومة إقليم كردستان. ينطبق الأمر عينه على الصين، ففي شهر يوليو استقبل الرئيس الصيني تشي جين بينغ محمود عباس في بكين وأيّد "تسوية القضية الفلسطينية على أساس حل إقامة دولتين". ولكن من المستحيل أن تفكّر الصين في حلّ "إقامة دولتين" في تعاطيها مع التبتيين، ذلك الشعب العريق الذي يتفرّد بهويته اللغوية، والثقافية، والدينية. ما ينطبق على إسبانيا، والعراق، والصين ينطبق أيضاً على عدد من الدول حول العالم، إذ تتوق شعوب كثيرة إلى سيادة موطنها التقليدي. على سبيل المثال نشهد حركات انفصالية في اسكتلندا، وكورسيكا، وتايوان، فضلاً عن التاميل في سريلانكا، وسكان كيبيك في كندا، والفلاميين في بلجيكا، وفي كل هذه الحالات لا تطالب القوى العالمية والمنظمات الدولية بحل "إقامة دولتين"، على العكس يُمارس الضغط الدولي غالباً ضد الحركات الانفصالية، مهما كانت محقةً. ثمة معايير قانونية رسمية لتحقيق الاستقلال، إلا أن القانون الدولي يؤدي دوراً أصغر بكثير في ولادة الأمم الجديدة، مقارنةً بالقوة العسكرية وسياسات القوى. لا تقوم الدول بتكرار عبارة "حل إقامة دولتين!" بلا تفكير بل بالسعي بجد وشغف، والصبر، والدبلوماسية، والحظ الجيد الاستثنائي.* «جيف جاكوبي»