دخلت عملية سيطرة الحكومة الإسبانية على إقليم كتالونيا حيز التنفيذ، حيث فوض رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، نائبته سورايا دي سانتاماريا بجميع صلاحيات رئيس كتالونيا ونائبه فوراً.وأوضح المرسوم الذي نشر في الجريدة الرسمية للدولة الإسبانية أن راخوي أوكل إلى سانتاماريا جميع مهام الرئيس الكتالوني كارليس بوتشيمون ونائبه أورويول جونكيراس، بموجب البند 155 من الدستور الإسباني.
وكان راخوي أعلن، أمس الأول، عزل حكومة كتالونيا بكاملها من مهامها، في إطار إجراءات صارمة ضد القيادة الانفصالية في الإقليم، كما أعلن حل البرلمان الكتالوني، على أن تجرى انتخابات جديدة في الإقليم في 21 ديسمبر المقبل.وكان برلمان كتالونيا قد صوت في وقت سابق أمس الأول على قرار لمصلحة الانفصال.وقال راخوي إن الحكومة في مدريد ستطلب أيضا من المحكمة الدستورية أن تبطل القرار الصادر من برلمان كتالونيا.وأوضح أن عزل الحكومة والإجراءات الأخرى لن تكون سارية إلا بعد نشرها في الجريدة الرسمية بإسبانيا.
إقالة رئيس الشرطة
وفي إجراء آخر، ذكر وزير الداخلية الإسباني خوان زويدو إنه أقال جوسيب ترابيرو، رئيس قوة شرطة كتالونيا موسوس ديسكوادرا، الذي يخضع بالفعل للتحقيق بتهمة التحريض. وأصبح ترابيرو بطلا في عيون الانفصاليين بعدما اتبعت قواته نهجا أخف بكثير من نهج الشرطة الإسبانية في تطبيق حظر فرضته مدريد على استفتاء بشأن الاستقلال أجراه الإقليم في أول أكتوبر.وقال ضباط بشرطة كتالونيا والشرطة الإسبانية لـ "رويترز" إنه توجد حالة من انعدام الثقة بين مؤيدي الاستقلال ورافضيه داخل قوة شرطة الإقليم.وحظي ترابيرو بشهرة دولية في أغسطس، بوصفه قائد قوة شرطة كتالونيا في أعقاب هجومين إرهابيين في مدينة برشلونة وإقليم كامبريليس.وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أنها عينت فيران لوبيز، قائدا لقوة "موسوس ديسكوادرا".من جانبه، دعا رئيس حكومة كتالونيا كارليس بوتشيمون، أمس، الى "الاعتراض بشكل ديمقراطي على تطبيق المادة 155" من الدستور الإسباني.وقال بوتشيمون في خطاب متلفز: "نحن واثقون بأن أفضل وسيلة للدفاع عن الانتصارات التي تحققت حتى اليوم هي الاعتراض الديمقراطية على تطبيق المادة 155"، وأضاف في خطابه الذي اختار عباراته بعناية "سنواصل العمل حتى بناء بلد حر".وظهر بوتشيمون محاطا بعلم كتالوني وآخر أوروبي. وحملت الصيغة المكتوبة للخطاب التي وزعت تزامنا مع بثه توقيع "كارليس بوتشيمون، رئيس الهيئة الحاكمة (جينيراليتات) لكتالونيا".واعتبر أن إقالة الحكومة الكتالونية وحل البرلمان الإقليمي من جانب مدريد "هما قراران يتنافيان وإرادة مواطني بلادنا التي تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع".وتابع أن سكان كتالونيا "يعلمون تماما بأنه في مجتمع ديمقراطي، فإن البرلمان هو الذي يقيل الرئيس"، لافتا الى أن تفعيل المادة 155 يشكل "اعتداء مخططا له على إرادة الكتالونيين".وشدد على وجوب الدفاع عن المرحلة الجديدة التي دخلتها كتالونيا "بروح مدنية وسلمية"، مضيفا ان "إرادتنا هي مواصلة العمل لإنجاز تفويضنا الديمقراطي".تظاهرات
وتأكيدا على وحدة البلاد، نظم آلاف المواطنين، أمس، مظاهرات بميدان "بلازا كولون" بالعاصمة الإسبانية مدريد منادين بوحدة البلاد. وحمل المتظاهرون أعلام دولتهم، بينما اتشح بعضهم بها، مرددين شعارات "تحيا إسبانيا" و"تحيا كتالونيا".وانضمت أعداد متزايدة من المواطنين إلى التظاهرة بعد علمهم بها مصادفة عبر الإذاعة.وفي شأن متصل، تواترت ردود الفعل الدولية لاسيما الأميركية والأوروبية منها، لتؤكد عدم اعترافها بإعلان كتالونيا الاستقلال من جانب واجد باستثناء أسكتلندا.أما منطقة أوكسيتاني الفرنسية الواقعة على الحدود مع كتالونيا، فدعت زعيمي إسبانيا وكتالونيا الى بدء محادثات بأسرع وقت ممكن لضمان السلام الداخلي.وقالت كارول ديلغا رئيسة أوكسيتاني في بيان: "منطقتنا لها تاريخ خاص مع إسبانيا، وتربطنا علاقات وثيقة بجارتنا كتالونيا منذ عقود".وأضافت "في مواجهة هذا الطريق المسدود، أود أن أؤكد الحاجة إلى التوصل لسبيل لبدء محادثات بأسرع وقت ممكن لضمان السلام الداخلي".ومن ناحية أخرى، قال رئيس جمعية كورسيكا جان جي تالاموني على "تويتر" إنه اعترف "بميلاد جمهورية كتالونيا"، لكنه دعا السلطات الأوروبية للتوسط بين مدريد وبرشلونة.وقال لمحطة فرانس إنفو الإذاعية في وقت لاحق: "على الجانب الأوروبي، ما يثير القلق هو هذا الدعم لمدريد التي استخدمت وسائل عنيفة لمنع أناس سلميين من التصويت".وتشهد كورسيكا مساعي للانفصال عن فرنسا.