لم يعد سوق واجف، أو سوق الحريم، يحمل أياً من تلك الصفات التي التصقت به منذ زمن بعيد، فلا "حريم" يبعن أو يشترين، ولم يعد يقف أحد هناك سوى مَن تبقى من أصحاب المحال من كبار السن، الذين ارتبطوا بالمكان، رغم قلة الإقبال وضعف الحركة.وسوق واقف، أو كما يُطلق عليه باللهجة الكويتية "واجف"، يُعد من الأماكن الشعبية الشهيرة، ومن الأسواق القديمة، حيث يبدأ من الجزء الجنوبي من الشارع الجديد (شارع عبدالله السالم)، قبل بناء ذلك الشارع، ممتداً إلى الشمال، ثم إلى مدخل سوق الغربللي، حيث كان عبارة عن أزقة ضيِّقة يجلس بها النساء والباعة المؤقتون، لبيع مختلف أنوع السلع، مثل: الملابس النسائية والرجالية المخيطة، والأحذية، ومستلزمات النساء ومواد الزينة، كالحناء والسدر والكحل والديرم، ومواد كثيرة أخرى.
ومن السلع المعروضة أيضاً؛ الأدوات المستخدمة في المنازل والمحال، كالمطارق وأدوات النجارة الصغيرة والمسامير والأقفال، إضافة إلى احتياجات المنازل، كأدوات المطابخ والخياطة.وكانت النساء يفترشن الأرض، واضعات ما لديهن من سلع فوق قطعة من القماش أو الحصير، وكنَّ يحتمين صباحاً بظلال الحيطان، حتى تشتد حرارة الشمس قبل الظهر، حيث يغادرن إلى بيوتهن، ليعدن مساءً لمتابعة العمل.وحديثاً، ومع بعض التطور الذي طرأ على سوق المباركية، وما يجاوره من أسواق، مثل سوق واجف، قامت بلدية الكويت بترميم السوق، وضمن ما رممته "البسطات"، وأعطت النساء الكويتيات اللائي يرغبن في العمل بالسوق تراخيص بإيجارات رمزية (20 ديناراً شهرياً)، لكن بعد فترة لُوحظ أن جميع العاملين في السوق من الجنسيات الآسيوية، مع أنه ضمن شروط العقد؛ أن تعمل في البسطة كويتيات، وعلى ذلك تم سحب 65 رخصة بسطة، من أصل 68، حيث لم يتبقَ سوى ثلاث بسطات!
أخر كلام
«واجف» بعد خلوه من «الحريم»... موحش
29-10-2017