«محمية الجهراء».. بذرة بيئية تفتح آفاقاً سياحية جديدة في الكويت

نشر في 29-10-2017 | 13:43
آخر تحديث 29-10-2017 | 13:43
في موازاة جهود الدولة للتوسع في خلق أنشطة تنموية لتنويع مصادر الدخل وايجاد مناطق ترفيهية تجذب المواطن والوافد سعت الهيئة العامة للبيئة الكويتية لزرع بذرة بيئية تفتح آفاقاً سياحية جديدة تتماشى مع خطة التنمية.

ويأتي الحديث هنا عن افتتاح فريد من نوعه ويعد الأول على مستوى الدولة لـ «محمية الجهراء» التي خضعت لتأهيل بيئي لسنوات طويلة بجهود حثيثة بذلتها هيئة البيئة لتتميز بطبيعة خلابة وتصبح من أكثر المناطق في البلاد التي تشهد دورة كاملة للحياة الفطرية.

وتقع «محمية الجهراء» في الجهة الغربية لجون الكويت بمساحة تبلغ 19 كيلو متر مربع وتضم بركاً للمياه العذبة تحوي أسماكاً وعوالق نباتية وحيوانية وطحالب ورخويات وبرمائيات وغيرها من الكائنات الحية كالطيور والنباتات والحيوانات الدقيقة لتخلق نظام ايكولوجي في المحمية.

وفي هذا السياق، أعلن المدير العام ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله أحمد الحمود الصباح في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد أن الهيئة ستفتتح غداً الاثنين «محمية الجهراء» وهي أول محمية طبيعية في البلاد والأولى من نوعها افتتاحاً تجريبياً لقياس مدى الاقبال عليها.

وأضاف أن افتتاح المحمية مبدئياً سيكون فقط للطلاب والمراكز العلمية والتعليمية والزوار رفيعي المستوى والمعنيين بشؤون البيئة، لافتاً إلى أن الافتتاح الرسمي سيكون في شهر فبراير العام المقبل لعموم الزوار.

وأوضح أن المحمية ستفتح أبوابها خلال فترة النهار فقط طوال العام، مبيناً أن للمحمية قدرة استيعابية معينة حيث سيتم تحديد عدد زوارها في اليوم الواحد وتجهيزها بشكل لائق لاستقبالهم.

وأفاد بأن رسوم دخول المحمية تختلف بين المواطنين والوافدين حيث تبلغ قيمة تذكرة المواطن الكويتي ومواطنو دول مجلس التعاون دينارين لمن هم أكبر من عشر سنوات ودينار واحد لمن هم أصغر من عشر سنوات فيما يبلغ رسم الدخول للوافدين ثلاثة دنانير لمن هم أكبر من عشر سنوات ومن دينار ونصف لمن هم أصغر من عشر سنوات.

وذكر أن الدخول سيكون مجاناً لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وطلاب المدارس والجامعات الحكومية «الرحلات الجماعية» بينما طلاب المدارس والجامعات الخاصة «الرحلات الجماعية» سعر التذكرة سيكون دينار ونصف كما أن سعر التذكرة لجمعيات النفع العام تبلغ ديناراً واحداً.

وأشار إلى أن الرسوم سيتم دراستها مرة أخرى بعد سنة من افتتاح المحمية مع مجلس إدارة الهيئة، مبيناً أن التجول داخل المحمية سيكون فقط بقيادة مشرفين مختصين حيث سيتم تنظيم جولات مدروسة ونقط محددة لحمايتها والمحافظة على مكوناتها.

ومن جانبه، قال رئيس قسم رصد الأحياء البحرية في الهيئة الدكتور فهد العجمي في تصريح مماثل لـ (كونا) أن هدف الهيئة من افتتاح المحمية هو اطلاع المجتمع على الحياة الفطرية في الكويت في حال المحافظة على البيئة وحماية مكوناتها.

وأضاف أن المحمية تُحظى بنظام بيئي شامل يزخر بالعديد من الكائنات الفطرية الحية كأسماك البلطي والحشرات وأكثر من 370 نوع من الطيور من المستوطنة والمهاجرة والنادرة فضلاً عن أشجار الخوص، لافتاً إلى أنه سيتم تزويد المحمية بالحيوانات لايجاد سبل تعليمية وترفيهية أكثر للزوار.

وأوضح أنه سيتم انشاء مباني جديدة داخل المحمية تكون مجهزة بأحدث التقنيات والوسائل التعليمية العلمية والتوعوية حيث سيتم تخصيص احد المباني ليكون متحفاً بيئياً وآخر سيكون خاص لرصد ومراقبة الطيور.

وذكر أن اختيار «محمية الجهراء» لتكون الأولى كونها تقع تحت سلطة الهيئة العامة للبيئة وحجمها مناسب وفي حال نجاح التجربة سيتم تعميمها على بقية المحميات شبه الجاهزة كمحمية «صباح الأحمد» و«اللياح» و«كبد».

يُذكر أن عدد المحميات الطبيعية في الكويت يبلغ 12 محمية موزعة على مناطق مختلفة بالبلاد وهي «الجهراء» و«سعد» و«صباح الأحمد» و«خليج الصليبيخات» و«أم النقا» و«أم قدير» و«وادي الباطن» و«الهويملية» و«اللياح» و«ضلع القرين» و«مبارك الكبير» و«الصليبيخات» وتختلف كل منها بحجمها ومكوناتها وبطبيعتها البرية أو البحرية أو المسيجة.

ووفق قانون البيئة الجديد، أصدر المجلس الأعلى للبيئة قراراً يحدد الجهة المالكة للمحميات والمشرفة عليها حيث تتبع محميات «الجهراء وسعد وصباح الأحمد» الهيئة العامة للبيئة على أن تشرف على الأولى والثانية الهيئة ذاتها والثالثة مركز العمل التطوعي بينما تقع «محمية اللياح» تحت سلطة واشراف معهد الكويت للأبحاث العلمية.

وفيما يخص «محمية ضلع القرين» فهي تتبع شركة نفط الكويت وتحت إشراف مركز العمل التطوعي في حين تقع محميات «خليج الصليبيخات وأم النقا وأم قدير ووادي الباطن والهويملية ومبارك الكبير والصليبيخات» تحت سلطة واشراف الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية.

back to top