انطلقت فعاليات {أيام طرابلس الثقافية» في لبنان أخيراً وتستمر حتى 9 نوفمبر المقبل، وتتضمن وفق البرنامج المعلن ندوات ومحاضرات وعرضاً أول للفيلم السينمائي {يا عمري» الحائز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان {مالمو» بالسويد للمخرج هادي زكاك. إضافة إلى عرض مسرحي للفنان الإيمائي فائق حميصي وفرقته، وسهرة فنية مع غسان علم الدين وفرقته بعنوان {تحية إلى اسمهان وعبد الوهاب».افتتحت الفعاليات أخيراً في احتفال حضره كل من ممثل الرئيس نجيب ميقاتي مقبل ملك، وممثل وزير الثقافة د. غطاس الخوري المدير العام السابق للوزارة فيصل طالب، وممثل النائب محمد الصفدي د. مصطفى الحلوة، وحشد من أهل الثقافة من طرابلس وضواحيها.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق، دعا رئيس {المجلس الثقافي للبنان الشمالي» صفوح منجد وزير الثقافة إلى {الإسراع في اتخاذ التدابير كافة التي يتطلبها تثبيت احتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023 من خلال تشكيل اللجنة الوطنية المحلية التي ستشرف على فعاليات هذه الاحتفالية ومواكبة الإجراءات اللوجيستية»، مجدداً دعوته الحكومة {إلى اتخاذ الإجراءات التي من شأنها الإسراع في افتتاح دائرة رسمية لوزارة الثقافة في طرابلس»، متسائلاً: {ألا {تستحق العاصمة الثانية التي تضم هذا الكم الهائل من التراث والآثار والطاقات والإمكانات وجود دائرة رسمية ترعى هذا الكنز الذي يتعرض للاندثار يوماً بعد يوم».الاحتفال تخلله تكريم كل من الوزير السابق رشيد درباس، ونائب رئيس المجلس الدستوري القاضي طارق زيادة، ورئيس مؤسسة {شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية» د. سابا زريق. في هذا السياق، أشادت مديرة {مركز الصفدي الثقافي» نادين العلي عمران بـ{الشخصيات الثلاث المكرمة لما صنعته من مجد لطرابلس وخلفت مآثر عدة في مختلف المجالات القضائية منها والثقافية»، معتبرة أن {إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023 هو فرصة تاريخية لا تتكرر ويجب استنفار ما تختزنه المدينة من قدرات علمية، وتهيئة الحاجات الملائمة التي تكفل نجاح هذا الاستحقاق وتكون المدينة بالتالي على مستوى الحدث الموعود».وتحدث فيصل طالب باسم وزير الثقافة، فنوه بالمكرمين الثلاثة، واصفاً إياهم بـ{أصحاب المقامات الوطنية ذات الهمة التي قامت على سواعدها إنجازات وسبقت بأعمالها طموحات لا يجادل فيها عاقل، أنزلت أصحابها المكانة التي تليق بهم ورفعتهم إلى المقامات التي يستحقونها».
زريق
وكانت مداخلة الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونيسكو د. زهيدة درويش عن الشاعر زريق، عددت فيها {خطوات مسيرته المهنية والثقافية ليصبح منتجاً للثقافة وعلماً من أعلامها انطلاقاً من إيمانه بأهمية أن يؤدي المثقف دوره في الحياة السياسية من خلال ممارسة الوعي النقدي»، مشيدة بـ{ولائه للبنان الواحد المتنوع القائم على الديمقراطية والتي برزت في كتاباته الصحافية المتنوعة»، حيث عرض مواضيع تطرح نفسها على الساحة السياسية اللبنانية كالطائفية والديمقراطية وغيرها.من جهته، أعرب د. سابا زريق عن امتنانه لمبادرة {المجلس الثقافي للبنان الشمالي»، معتبراً أنها {إذا دلت على شيء فهي تدل على تحينه المناسبات للإعراب عن تقديره لمن يثمن في المجتمع الفيحائي العلم والأدب والثقافة».زيادة
أما رئيس {منتدى طرابلس الشعري» المحامي شوقي ساسين فقال عن القاضي طارق زيادة: {كان رائداً على دروب العلم، كرس نفسه لطرابلس أولاً وللبنان أولاً وللعروبة والإنسانية أولاً، مبشرا بأن العروبة مجرى حضاري دفاق الينابيع لا مستنقع هامداً تأسن فيه أساطير الماضيات، كما يراد لنا اليوم أن نعتقد». ولفت إلى أن {زيادة لم يكن يتنفس سوى معنى لبنان الوطن الذي سبك باسمه من شيبة الثلج على قممه».ورد القاضي طارق زيادة مؤكداً إيمانه بـ{الحرية وحقوق الإنسان رغم المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان ودنيا العرب من تقهقر مخز وفقر حياة وبؤس وذل»، متوجهاً إلى {الشبان والشابات بالنداء التالي: ألا مسوغ للحياة إذا هي حرمت الأمل والحرية والعدل والجمال والحضارة، ولا بقاء إذا انهزم النزيه العفيف والأمين الصادق والمصلح».درباس
تحدث الكاتب نزيه كبارة عن تاريخ العلاقة التي جمعته بالوزير السابق رشيد درباس {المحامي البارع، المحدث اللبق، والمثقف الواسع الثقافة والشاعر الذي يفاجىء القارئ بعمق معانيه وصوره الخلابة وجمال صياغاتها، إضافة إلى أنه السياسي الذي تولى وزارة في أصعب الظروف لجهة تولي متابعة ملف النازحين السوريين، خصوصاً ما عاناه من تصرفات بعض زملائه الوزراء واجتهاداتهم».وقال درباس: {التكريم هذا مضافة دعا إليها مركز الصفدي الثقافي والمجلس الثقافي للبنان الشمالي في تأكيد من الداعين والمدعوين، أن مدينتهم التي عبث فيها العابثون، رفضت مناعتها الإذعان لمن أرادها مقراً لتفسير أحلامهم المريضة أو معبراً للمرور غير البريد أو صندوق بريد دموي استعمله السعاة بالشر لتبادل الرسائل الإجرامية، بل تستعيد رونقها ومكانتها المرموقة في التاريخ والجغرافيا لتحط الثقافة رحالها فيها كعاصمة لها في العام 2023».