الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تقتربان من منطقة تزداد خطورة
«تُرسم خطوط الحرب». هذا ما غناه ستيفن ستيلز في ستينيات القرن الماضي عن الحرب في فيتنام، واليوم تنطبق هذه الكلمات عينها على المواجهة المتفاقمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية نتيجة برامج هذه الأخيرة النووية والصاروخية.يترك ترامب، الذي توقف على ما يبدو عن التغريد بشأن كيم، إعلانات السياسة لهربرت ماكماستر، مستشاره في مجال الأمن القومي، ومايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.يحذر هذان الرجلان منذ أسابيع من احتمال نشوب حرب «وقائية» خطيرة ستدمر نظرياً قدرات كوريا الشمالية النووية والصاروخية وتخرج (في استراتيجية تُعرف بـ»قطع الرأس») كيم وفريق القيادة العسكرية التابع له من بيونغ يانغ. في ظهور منفصل أمام منظمة الدفاع عن الديمقراطيات، أعلن ماكماستر وبومبيو بوضوح أن هدف ترامب الرئيس إنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي بأي وسيلة متاحة، «فلن يقبل ترامب بتهديد هذا النظام الولايات المتحدة بأسلحة نووية»، وفق ماكماستر.
أما بومبيو، فأشار إلى أن الاستخبارات الأميركية استخلصت أن كوريا الشمالية باتت أقرب من أي وقت مضى من بناء القدرة على وضع سلاح نووي في صاروخ بالستي عابر للقارات وإطلاقه ليجتاز مسافة كبيرة. دفع تركيز ماكماستر وبومبيو الشديد على العمل العسكري عدداً كبيراً من المراقبين إلى التساؤل عما إذا كان ترامب قد تخلى عن المفاوضات التي وعد بها منذ بداية الأزمة وزيرا الدفاع والخارجية جيمس ماتيس وريكس تيلرسون.في شهر أغسطس، تشاركَا في كتابة مقال افتتاحي غريب جداً في صحيفة «وول ستريت جورنال» عرضا فيه خوض مفاوضات مع كيم من دون أي شروط مسبقة، بما فيها تخلي كوريا الشمالية الفوري عن الأسلحة النووية. لكن المسؤولين الكوريين الجنوبيين أخبروا وكالة يونهاب للأنباء أن تشوي سون هوي ذكرت أن كوريا الشمالية «لن تتخلى مطلقاً عن أسلحتها النووية طالما أنها تواجه سياسة الولايات المتحدة العدائية بما تشمله من نشاطات عسكرية، وعقوبات، وضغوط». أضافت تشوي: «أسلحتنا مصممة لحماية وطننا من تهديد الولايات المتحدة النووي المتواصل»، وتابعت مشيرة إلى أن حكومتها «لن تقدّم الأسلحة النووية إلى طرف ثالث رغم انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية». علاوة على ذلك، أكّدت: «صحيح أننا انسحبنا من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، إلا أننا ملتزمون بفكرة عدم نشر أسلحتنا النووية».تشير سوزان ديماجيو، مسؤولة سابقة في الأمم المتحدة وباحثة بارزة في منظمة «أميركا الجديدة» تحدثت في المؤتمر ذاته في موسكو كما تشوي، إلى أن تشديد تشوي على «سياسة الولايات المتحدة العدائية» يقدّم بصيص أمل. وفي سلسلة طويلة من التغريدات، كتبت ديماجيو: «ثمة مخرج. على الولايات المتحدة أن تتخلى عن سياساتها العدائية» و»توقف التدريبات العسكرية والتهديدات النووية المستفزة».تتابع ديماجيو موضحةً أن أولوية الولايات المتحدة يجب أن تكون إطلاق المحادثات بالمشاركة أولاً في عملية «تفاوض للتفاوض» ثنائية من دون أي شروط مسبقة كي يستطيع الطرفان «توضيح مواقفهما» و»تحديد ما الحلول الممكنة».بدلاً من ذلك، تحض هذه الباحثة إدارة ترامب على التركيز على الأهداف «الممكن تحقيقها»، مثل الردع والحد من انتشار الأسلحة النووية، ومن ثم «السعي وراء التفاوض بغية معالجة» السياسات التي تعتبرها كوريا الشمالية عدائية. وفي تحليلها عبر «تويتر»، تحذّر ديماجيو، التي تنتمي إلى مجموعة من المسؤولين الأميركيين والمسؤولين الاستخباراتيين السابقين تلتقي من حين إلى آخر مسؤولين كوريين شماليين في اجتماعات غير رسمية: «كلما طال هذا المسار وازداد حدة، نما احتمال أن ننحدر نحو صراع عسكري ينشب عن عمد أو بسبب الحسابات الخاطئة».* تيم شوروك* «ذي نيشن»