قبيل خمسة أيام من بدء جولة جديدة من مفاوضات «سد النهضة» الإثيوبي، بحضور وزراء الري في الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، كشف السفير السوداني، المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية في القاهرة، عبدالمحمود عبدالحليم، أن السودان أودع مقترحاته لدى حكومتي مصر وإثيوبيا، بشأن 4 نقاط خلافية بين البلدين.وقال عبدالحليم، الذي بدا متفائلاً بأن تلقى مقترحات بلاده قبولاً في تصريحات خاصة لـ «الجريدة»، إن الخرطوم قدمت المقترح السوداني إلى وزيري المياه في إثيوبيا ومصر، ليصل إلى رئيسي حكومتي مصر وإثيوبيا لدراسته، مضيفاً أن بلاده سبق أن قدمت مبادرات عديدة على مدار فترات التفاوض، بشأن شواغل مصر ومخاوفها من التأثير على حصة مصر من المياه، وطريقة ملء السد ومنسوب المياه فيه.
وأوضح أن هناك اتفاقاً بين الدول الثلاث على عقد اجتماع يومي السبت والأحد المقبلين، يجري خلاله الوزيران المصري والإثيوبي مشاوراتٍ بشأن هذه الرؤية مع حكومتيهما، حتى نصل إلى اتفاق على هذه النقاط الخلافية، مضيفاً: «القضايا الخلافية التي قدمت السودان رؤية بشأنها تتضمن كيفية إدارة ملء السد قبل التشغيل، وفي مراحله الأولى والثانية والأخيرة».واعتبر الخبير الاستراتيجي مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» هاني رسلان، دخول السودان دائرة التقريب بين الخلافات المصرية الإثيوبية قد يؤدي إلى حلول، لافتاً إلى أن ما يثار حول سد النهضة ليس خلافاً فنياً. وقال رسلان: «نعيش تحولاً نوعياً منذ ظهرت مصر على الخريطة، فلأول مرة تقام بوابات على نهر النيل، وهذا ليس نهاية المطاف، لأن هناك سلسلة سدود يبلغ عددها 4 سدود تصل سعتها إلى 200 مليار متر مكعب مياه، ستؤثر بشكل كبير على حصة مصر المائية». وكان وزراء المياه في الدول الثلاث السودان وإثيوبيا ومصر، استبقوا اجتماعهم في أديس أبابا منتصف أكتوبر الجاري، بزيارة لموقع السد، حيث تعترض مصر على السعة التخزينية الكبيرة للسد، التي تصل إلى 74 مليار متر مكعب سنوياً، ما يؤثر على حصتها السنوية البالغة نحو 55.5 مليار متر مكعب.وكان رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، تسلم الأحد الماضي، تقريراً من وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي، عن نتائج زيارته إلى إثيوبيا، وقالت مصادر إن التقرير تضمن ملاحظات أعضاء الوفد المصري حول الزيارة الميدانية للسد.يشار إلى أن معهد «كارنيغي» للأبحاث والدراسات في واشنطن، أصدر تقريراً مؤخراً توقع فيه أن يشهد عام 2018 المزيد من التوترات بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، لاسيما أن أديس أبابا تبدأ استعداداتها لملء خزانات السد خلال العام المقبل، من دون أن يستبعد اندلاع صراع مسلح في منطقة «القرن الإفريقي»، بسبب مواجهة مصر نقصاً حاداً في سد احتياجاتها المائية.ووفقاً للدراسة التي أجرتها الجمعية الجيولوجية الأميركية، فإنه مع مرور فترة زمنية تتراوح بين 5 و7 سنوات، يمكن أن ينخفض تدفق المياه العذبة في النيل إلى مصر بنسبة 25%، مما سيؤدي إلى خفض حصة مصر من المياه، كما سيؤثر على قوة الكهرباء الناتجة من السد العالي بأسوان.
دوليات
مصر / سفير السودان في القاهرة: قدمنا مقترحات بشأن 4 نقاط خلافية حول سد النهضة
29-10-2017