تشكل الشوارب لدى الشخصية العراقية، وربما للكثير من دول المنطقة، رمزا للرجولة وما تحمله الكلمة من معنى، بل إن "الشوارب" لها الكثير من القيم والمدلولات الاجتماعية، وأولها أنها تدل على الهيبة والأناقة، وترمز للرجولة والشجاعة والفروسية والكرم.

وأخذت الشوارب أشكالا مختلفة حسب كل فترة زمنية سياسية عاشها العراق، ففي فترة ازدهر فيها المد الشيوعي أخذ البعض بتربية الشوارب على طريقة ستالين، ثم جاء زمن حزب البعث فأخذ جمهور كبير من الرجال، لاسيما من ينتمون للحزب، بتربية شواربهم بطريقة كثيفة وبشكل معين يشبه رقم 8 بالعربي، وأطلق عليها في ذلك الحين "شوارب 8 شباط"، نسبة إلى وصول البعثيين إلى السلطة في 8 فبراير 1963.

Ad

وبعد سقوط صدام حسين أخذ الكثير يخفف كثافة شاربه ويغير شكله، كي يبعد عنه صفة البعثي، لكن يبقى المعنى كما هو، رغم اختلاف الأشكال، أي الشهامة والمروءة والرجولة الحقة في المواقف الصعبة، واليوم ومع تغير الشكل العام لوجود التعددية الحزبية، والتي لم يظهر لها شكل معين للشوارب بادرت مجموعة من الشباب، وأغلبهم من العناصر الأمنية في محافظة واسط، بإطلاق "شواربهم بكثافة"، وتشكيل تجمع لهم أطلقوا عليه "أبو الغيرة"، وحددوا شروطا للانضمام إليه أهمها "التعامل الرجولي" في المواقف. وبطبيعة الحال الشوارب الطويلة أبرز شروط الانتماء للتجمع الذي وصل عدد المنتمين إليه أكثر من 250 شخصا.

أما شروط الانتماء أو الالتحاق بالمجموعة فهي تميز الشخص المتقدم بالغيرة والشهامة والرجولة واتخاذ القرار الشجاع في الوقت المناسب والسيرة الحسنة والسلوك المنضبط، ثم اتسع التجمع وشمل محافظات اخرى، لما لمسته من مواقف رجولية فعلية من المنتمين لتجمع "أبو الغيرة".