يقدّم معرض «الحقيقة المحرّفة» أعمالاً فوتوغرافية لفيصل سمرة تحمل الاسم نفسه، وتوثق أداءات مختلفة للفنان ذات هوية مخفيّة بأزياء معقّدة وأغطية رأس ووسائل أخرى.

يبدو سمرا كأنه يصارع للانعتاق، وتنجز الكاميرا توثيقاً بصرياً للفنان من خلال التقاط تسلسل حركاته العفوية التي يؤديها بخلفية محدّدة مسبقاً. تحاكي هذه الأعمال تجارب الصور المتحركة في مطلع القرن العشرين حينما كانت كل لقطة تُظهر حركة تسلسلية معيّنة. ولكن طغيان وسائل الإعلام الجماهيرية على ثقافة الصورة يجعل من هذه الأعمال كأنها تشكّل ثورة على عبء هذا التمثيل البصري. تغدو حركات سمرة العنيفة غير واضحة عند التقاطها ما يجعلها تبدو بحالة تجلّ. وتظهر هذه المجموعة خبث التكنولوجيا وعبء التمثيل البصري الذي ظهر مع تكاثر وسائل الإعلام الجماهيرية البصريّة. وكأن الفنان يؤكد أن هوياتنا تلتقط وتمتص هذه الصور بما يرقى إلى الاعتداء.

Ad

منذ عام 1975، يعتبر فيصل سمرة أحد أكثر الفنانين عمقاً وتطوراً في التجربة، إذ يستخدم أكثر من وسيلة لعمل فني واحد. وقد حاولت مشاريعه المتتالية إيجاد حلّ للإشكالية البصرية التي نعيش. ويمكن فهم تجربته على أنها ابتعاد عن النمطية الجماليّة، على سبيل المثال، مثلت أعماله الأولى محاولته لتجاوز حدود التصوير عبر رسم مواضيع تثير الضجة رغم ثباتها مثل قارئ القرآن (1978) التي تصور البطل الذكر كأنه يذوب.

رائد الفن التصويري

فيصل سمرة، أحد أوائل الفنانين العرب الخليجيين ورائد الفن التصويري في الشرق الأوسط. سعودي مولود في البحرين، يعمل فيصل سمرة في مجالات فنية كالتصوير الفوتوغرافي والرسم والنحت والفيديو وفنون الأداء ليستكشف من خلال تلك الإبداعات القضايا الوجودية وشخصياتها المركزية.

يختبر سمرة منذ منتصف السبعينيات الوظائف التقليدية للإعلام من خلال أعمال منظمة بدقة عن طريق التجربة والبحث كمبادئ توجيهية أساسية لعمله الفني. ولما تطوّرت أعماله وتحدت الطرائق التقليدية للتعبير فثارت على مفهومه الخاص للفن ناقلة إياه إلى أعمال جديدة تحمل مبادئ ثلاثة أساسية هي: العفوية، والديناميكية، والسرية.

تخرج فيصل سمرة في الكلية الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس وشارك في تظاهرات فنية مهمة، من بينها: «كلمة في الفن (لندن، دبي)، لغات الصحراء: الفن العربي المعاصر في منطقة الخليج (أبو ظبي، باريس، بون)، عبور (باريس، القاهرة، الرباط)». كذلك شارك في بينالات، من بينها: سنغافورة (2008) والقاهرة (2008)، وهو عضو في لجنة تحكيم بينالي الاسكندرية.

أعماله مقتناة في مجموعات عدة، من بينها: المتحف البريطاني (لندن)، والمتحف الوطني المكسيكي (مكسيكو سيتي)، ومتحف الفن الحديث بالقاهرة، والمتحف العربي للفن المعاصر بالدوحة وغيرها.

نظم معارض فردية في بلدان عربية وأجنبية من بينها: غاليري بيت بنت مطر في البحرين (2015)، غاليري أيام دبي ولندن (2014)، غاليري أيام جدة (2012)، غاليري HD الدار البيضاء (2012)، غاليري ترافيك دبي (2011)، غاليري البارح البحرين (2010)، غاليري ناتالي أوباديا باريس (2009)، غاليري XVA دبي (2007).

معارض جماعية

شارك في معارض جماعية، من بينها: مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة بالبحرين (2016)، «فوتو» لندن (2016)، غاليري Low سان دييغو (2016)، بينالي القاهرة (2015)، مهرجان أبو ظبي (2015)، متحف بوسان - كوريا الجنوبية وفوتوفيست - هيوست (2014)، «إيدج أوف أريبيا» - لندن (2012)، متحف موري للفنون - طوكيو (2012)، مركز مرايا للفنون – الشارقة (2010).