مصر : سيناويات يروين «رحلة الرعب» إلى الجامعات
مبادرة كرَّمت طالبات تجاوزن الصعوبات وتحدَّين الإرهاب بالتعليم
كشفت مبادرة شخصية أطلقتها إحدى أعضاء هيئة التدريس في "جامعة سيناء"، واستهدفت من خلالها تكريم الفتيات الأكثر تفوقاً في امتحانات الثانوية العامة، عن حجم المعاناة التي يلقاها طلاب محافظة شمال سيناء، خصوصا المقيمين في قرى الجنوب، رفح والشيخ زويد والعريش.الدكتورة أمل نصرالله، صاحبة المبادرة قالت لـ"الجريدة": "تم تخصيص مبلغ 20 ألف جنيه للفتيات الأكثر تميزاً من بنات قرى جنوب محافظة شمال سيناء"، لافتة إلى أنها سعت من خلال مبادرتها إلى تأكيد أن المؤمنين بالنجاح لا يمكن أن يعوقهم شيء عن هدفهم، حتى لو كان وحش الإرهاب"، مشيرة إلى أنه تم تكريم 11 فتاة من قبيلتي "السواركة" و"الرميلات".بسمة خليل عزارا، إحدى فتيات قرية الجورة، جنوب الشيخ زويد، من بين اللاتي تم تكريمهن، قالت لـ"الجريدة": "كلنا عانينا ظروفا معيشية صعبة بسبب الحرب على الإرهاب، فالكهرباء والمياه منقطعتان بشكل دائم، وأصوات التفجيرات لم تكن تنقطع ولو ساعة، لذا كانت أفضل أوقات المذاكرة ساعات ما بعد الفجر".
وتابعت بسمة: "أشعر أنني حققت شيئا من أحلام صديقتي رانيا التي ماتت بين يدي، بعد أن أصابتها رصاصة طائشة، بينما كنا نخرج معاً من المدرسة". بدورها، حكت آية بسام عايش، عن تجربتها الدراسية، وقالت: "أنا من قرية الماسورة، وأصعب اللحظات كانت عندما تحلق الطائرات فوق القرية بحثاً عن هدف، كان التنقل يحمل مخاطر كثيرة"، وتابعت: "لولا دعم عائلتي لما اجتزت امتحانات الثانوية، وتمكنت من استكمال دراستي الجامعية وما بعدها".أما سها مصطفى غانم فقد رحلت عن قريتها "الظهير" مع الأسرة، خلال العام الدراسي الأخير في الثانوية العامة، في محاولة لنسج علاقات مع الجغرافيا الجديدة، حتى تتمكن من الوصول للتعليم الجامعي غير المتاح لأغلبية بنات القبائل.سها كان عليها أن تجتاز امتحانات نهاية العام، في مركزها الأصلي "رفح"، بينما استقرت على بعد 140 كيلو مترا بعيداً عن القرية المهجورة، ومع ذلك تمكنت من التغلب على تلك الصعوبات والتحقت بالجامعة.السيناوية مريم جمعة حاولت التغلب على الظروف المعيشية الصعبة، فمريم نزحت من قرية "نجع شيبانة" جنوب الشيخ زويد إلى قرية "الروضة" في مركز بئر العبد، وقررت فتح مركز لتعليم الأطفال، واللافت أن مركز التعليم كان عبارة عن "كوخ فقير" يتسع لـ25 طفلاً.وتشهد سيناء حرباً شرسة بين قوات من الجيش والشرطة من ناحية، ومسلحين متشددين ينتمون إلى تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء"، بعدما بايعوا زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، أبوبكر البغدادي، وصعَّدوا من هجماتهم في أعقاب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، يوليو 2013، وعلى الرغم من قوة ضربات الجيش ضد الإرهابيين في سيناء، فإن التنظيم لايزال قادراً على تنفيذ هجمات نوعية، خلفت عشرات الشهداء.