غداة انتقادات لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان لصمت الحكومة والشعب اللبنانيَين تجاه «حزب الله»، دافع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي ينتمي إلى «تيار المستقبل» بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري، عن التسوية التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، والحريري رئيساً لحكومة ائتلافية تضم حزب الله.

وقال المشنوق، خلال احتفال في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال اللواء وسام الحسن: «قررنا مع رئيس الحكومة سعد الحريري أن نذهب إلى تسوية، أعلم يا وسام الحسن أنك ما كنت لتكون إلا في صلبها، لتحييد لبنان عن الحرائق، وعن التطورات المقبلة».

Ad

وتابع: «نحن منذورون للعواصف، التي وإن تأخرت وأغوانا الربيع بين عاصفتين، لكنها دوماً تصل، لكننا قررنا بالعقل الحي أن نحمي هذا البلد، في زمن الخيم التي تأوي شعوباً، خيم في العراق، خيم في سورية خيم في اليمن». وأشار إلى أننا «قررنا بالعقل الحي ألا نذهب باللبنانيين لمستقبل الخيم الوحيد المتاح كحصيلة الاشتباك، وأن نربط النزاع دون ربط الكرامات أو الثوابت، فأي إنجاز أن نطيح بالدولة التي استشهدت في سبيل حمايتها يا وسام الحسن؟ أي إنجاز أن ندفن الوطن معك؟»

وختم: «التسوية التي خضناها أوجاعها كثيرة واشتراكاتها كثيرة لكن نتيجتها شفاء الدولة».

وكان الحريري، افتتح أمس، جادة «اللواء الشهيد وسام الحسن»، في منطقة المرفأ واجهة بيروت البحرية. وتوجه الحريري، بعد الافتتاح، إلى «بعض المشككين أن العدالة لم تأخذ مجراها في قضية اغتيال الحسن»، بالقول: «أقول لكل هؤلاء إن العدالة آتية، ولا أريد أن أزايد في هذا الموضوع، ولا أريد التحدث فيه لأنه أمر معيب التحدث بهذه الأمور، لكن تأكدوا أن من قتل وسام الحسن سيدفع الثمن... والثمن غالياً ، وهذا الأمر على عاتقي وعلى عاتق الدولة وعلى عاتق قوى الأمن الداخلي وكل القوى الأمنية».

إلى ذلك، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، وفداً من البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بلدان المشرق العربي برئاسة ماريسا ماتياس، وحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن. وقدم رئيس الجمهورية عرضاً للأوضاع في لبنان، والمراحل التي مر بها والصعوبات التي واجهت قيام الدولة، مركزاً خصوصاً على «المرحلة السياسية، التي تلت انتخابه رئيساً للجمهورية والخطوات، التي تحققت في مجال تثبيت الأمن والاستقرار في البلاد، وانتظام العمل بالمؤسسات الدستورية، وإطلاق ورش إعادة هيكلة الدولة، وإخراجها من الشلل الذي عانت منه، وصولاً إلى إقرار قانون انتخابي جديد مبني على النسبية للمرة الأولى في تاريخ لبنان».

وتحدث الرئيس عون عن موقف لبنان من الحرب السورية ومسألة النازحين السوريين، فركز على «ضرورة الوصول إلى حل سياسي»، مشيراً إلى أن «هذا الحل لا يبدو قريباً، ولبنان لم يعد قادراً على الانتظار أكثر فيما يتعلق بمعاناة النازحين، لأن هذا الأمر بات يشكل خطراً وجودياً».