مؤتمر «شعوب سورية» يخطف الأنظار من «أستانة 7»

• موسكو: الأسد يوافق على دستور جديد
• دخول مساعدات للغوطة... وقوات تركية بـ 11 نقطة شمالاً

نشر في 30-10-2017
آخر تحديث 30-10-2017 | 21:10
استقبال حافل لأحد الرهائن الفارين من قبضة «داعش» في بلدة القريتين بمحافظة حمص أمس الأول 	(رويترز)
استقبال حافل لأحد الرهائن الفارين من قبضة «داعش» في بلدة القريتين بمحافظة حمص أمس الأول (رويترز)
وجهت روسيا دفة الجولة السابعة من مفاوضات أستانة صوب فكرة رئيسها فلاديمير بوتين إلى تشكيل كونغرس «الشعوب السورية»، الذي حددت موعده في منتصف نوفمبر بمنتجع سوتشي، بدلاً من مقر قيادة الجيش الروسي بقاعدة حميميم الجوية، بمشاركة أكثر من ألف شخصية تمثل جميع الفئات.
مع بدء جولة جديدة من اجتماع أستانة بين وفد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وممثلي فصائل المعارضة بمحادثات ثنائية ومتعددة الأطراف خلف «الأبواب المغلقة»، قبل الجلسة العامة المقررة اليوم، حدد رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف مسار النسخة السابعة من المباحثات، مؤكدا أنها ستناقش المبادرة الروسية لعقد «مؤتمر الشعب السوري»، الذي وصفه بأنه «مهم ويحل في وقت مناسب وتساعد في تدعيم العملية السياسية».

وعزا لافرينتيف اهتمام موسكو بهذا المؤتمر، الذي طرح فكرته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنها «تندرج في إطار حق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه، وأن الحديث يدور حول اجتماع ممثلي الشعب السوري لمناقشة سبل تحقيق الإصلاح السياسي».

ووفق وكالة الإعلام الروسية، فإنه من المقرر عقد المؤتمر في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، بدلا من قاعدة حميميم في منتصف نوفمبر، بمشاركة ما يزيد على 1000 شخصية تمثل الحكومة والمعارضة والفئات الدينية والإثنية، بما في ذلك الأكراد والتركمان، على أن يبدأ العمل على وضع دستور جديد لسورية.

وأوضح لافرينتيف أن الدول الثلاث الضامنة، ممثلة في روسيا وتركيا وإيران، قررت عدم تطرق هذه الجولة لقضية زيادة عدد الدول المشاركة بصفة مراقب، وقررت تأجيل معالجة المسألة إلى جولات لاحقة، مشيرا إلى عامل جاد من جميع الأطراف لتحقيق تقدم في قضية الإفراج عن الرهائن والمحتجزين وتسليم جثامين الضحايا.

وإضافة إلى الدول الضامنة، ذكرت وسائل إعلام روسية، في وقت سابق، أن دول الإمارات ومصر والصين والعراق ولبنان ترغب في المشاركة في هذه المباحثات بصفة مراقب، مثل الولايات المتحدة والأردن.

ونقل المسؤول الروسي عن الأسد أنه عازم على تحقيق المصالحة وإطلاق حوار وطني والالتزام بتنفيذ الإصلاحات السياسية وإعداد دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، موضحا أن زيارته إلى دمشق الأسبوع الماضي هدفت إلى «التأكد من عزم الحكومة على مواصلة عملية التسوية السياسية والخطوات التي يتعين اتخاذها لاحقاً على هذا الطريق بعد انتهاء المرحلة الأساسية في التصدي للإرهاب الدولي».

جلسات مغلقة

ومع وصول وفود النظام والمعارضة والدول الراعية والمراقبة، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية، أنور جايناكوف، أن الجولة السابعة بدأت أمس بجلسات مغلقة يصدر عنها إعلان صحافي اليوم، موضحا أن المحادثات تركز على المسائل العسكرية والتقنية، وتتم بموازاة المحادثات السياسية في جنيف، التي ترعاها الأمم المتحدة والمقرر عقد جولتها الثامنة اعتبارا من 28 نوفمبر.

مساعدة الغوطة

وفي اليوم الأول، أعلن وفد فصائل المعارضة، أمس، أنه تم الاتفاق مع هيئة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، موضحا أنه أطلع وفد المنطمة على حال المعتقلين في سجن حمص وبقية السجون مرفقة بشهادات من التعذيب والانتهاكات، وسلمه كذلك ملفات ووثائق تتعلق بمجازر النظام والروس في أنحاء سورية.

بدوره، كشف رئيس أركان الجيش الحر، العميد أحمد بري، أن تركيا ستنشر قواتها في 11 نقطة بسورية، موضحا أن هذه القوات دخلت نقطتين فقط حتى الآن في الساحل السوري، وفي الأيام المقبلة ستصل إلى اللطامنة لتغطي كامل ريف حماة الشمالي.

وأضاف أن المنطقة الشرقية من سنجار (سكة القطار) إلى الرهجان هي منطقة منزوعة السلاح لا يدخلها سلاح ثقيل، بل رشاشات خفيفة، ولن يدخلها النظام ولا تركيا ولا روسيا، بل سيتم إدارتها من قبل أهاليها من خلال مجالس محلية.

دير الزور

وغداة سيطرتها على حيين جديدين في مدينة دير الزور، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش» أوقعت 73 قتيلا، كثفت قوات النظام المدعومة بطائرات روسية وميلشيات إيران قصفها لأكبر مدينة في شرق سورية، مع تقدمها صوب منطقة حي العمال.

وتوقع رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي، فيكتور بونداريف، القضاء على جميع «الإرهابيين» بحلول نهاية العام، مؤكدا أن روسيا تخطط للإبقاء على ما يكفي من القوات هناك لمنع وقوع أي صراع جديد، ولتفادي أي تكرار محتمل لهذا الإرهاب.

وقال الشيخ عواد الهجر، وهو زعيم عشائري: «الوضع كارثي، هناك عائلات بأكملها تحت الأنقاض وآخرون نجوا وفي العراء». وأكد سكان سابقون وعمال إغاثة أن المعارك والضربات الجوية العنيفة دفعت عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار.

حماة والرقة

وفي ظل تواصل القتال بين قوات النظام و»هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) لليوم السابع على التوالي على عدة محاور في ريف حماة الشمالي الشرقي، أكد المرصد السوري نزوح 35 ألف مدني عن قراهم من جراء استمرار القصف والاشتباكات، باتجاه مناطق بعيدة في ريف محافظة إدلب.

وأشار المرصد إلى خلو مناطق شمال شرق حماة من معظم سكانها، لافتا إلى وجود أعداد كبيرة منعها «داعش» من الخروج من قرى يسيطر عليها.

في غضون ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية أمس الأول أن مدينة الرقة، التي تمكنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) من طرد «داعش» منها قبل أسبوعين، مازالت «محتلة»، مادام الجيش لم يدخلها بعد، مشددة على أن «ادعاءات الولايات المتحدة وتحالفها المزعوم تحريرها مجرد أكاذيب.

روسيا تحدد آخر 2017 موعداً لنهاية الحرب... والنظام يعتبر الرقة محتلة
back to top