إيران ترفض الاتهامات السعودية بشأن اليمن وتدعو مصر إلى تغيير سياستها

بوتين يزور طهران غداً... ونتنياهو يحذر من «النموذج الكوري»

نشر في 30-10-2017
آخر تحديث 30-10-2017 | 21:30
تحضيرات في قاعدة إيرانية بأصفهان لانطلاق مناورات جوية اليوم (ارنا)
تحضيرات في قاعدة إيرانية بأصفهان لانطلاق مناورات جوية اليوم (ارنا)
وصفت إيران أمس اتهام السعودية لها بالعمل على إفشال مساعي السلام في اليمن بأنه «مثير للسخرية ولا أساس له من الصحة». وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران، إن «اتهام وزير خارجية السعودية لإيران بأنها تعرقل السلام اتهام مثير للسخرية، ولا أساس له من الصحة».

وأضاف أن بلاده «استنكرت» عمليات التحالف الذي تقوده في السعودية في اليمن منذ انطلاقها عام 2015 «وطالبت بوقف الحرب، ومازالت ترى أن طريق الحل العسكري في اليمن مرفوض، ولم تدخر أي جهد لوضع حد لهذه الحرب الدامية».

وكان قاسمي يرد على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الأول، اتهم فيها إيران بإفشال الحل السلمي في اليمن من خلال تهريب السلاح لجماعة أنصارالله الحوثية، وذلك خلال اجتماع في الرياض لوزراء خارجية ورؤساء أركان الجيوش الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن.

الوساطة

في سياق متصل، أعلن قاسمي أن موضوع الوساطة العراقية بين إيران والسعودية لم يتم التطرق اليه بشكل واضح خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأخيرة لطهران. وأضاف قاسمي «ليس لدينا مشكلة مع الجوار لحلها، ولكن ما يمكن مشاهدته في الرياض يتعارض مع هذه الوتيرة، ولايزال هناك اختلاف في التوجهات وبعض التعقيدات وهم بعيدون عن الواقع كثيراً».

السيسي وإيران

ورداً على سؤال عن تصريحات للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال فيها «علاقتنا مقطوعة مع إيران منذ قرابة الـ40 عاما، ونسعى لتخفيف التوتر الموجود وضمان أمن أشقائنا في الخليج»، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: «نحن على قناعة أن مصر بلد مهم، ويتمتع بتاريخ وقدم في العالم العربي، ويجب أن تقترب مصر من مكانتها هذه، نحن نشعر بوجود اواصر كثيرة بين الشعبين في إيران ومصر».

وقال قاسمي إن «مصر دولة مهمة، ولها مكانتها الخاصة في العالمين العربي والإسلامي، لكنها لم تؤد دورها بشكل جيد حتى الآن بسبب سياساتها الخاطئة». وأضاف «يمكن لمصر أن يكون لها المزيد من الدور في استقرار وامن المنطقة»، موصياً المسؤولين المصريين بـ»الابتعاد عن الرؤى التقليدية لعدة قرون مضت وإدراك حقائق الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، قائلاً «إذا وصلوا الى هذه المرحلة عندئذ يتم توفير مزيد من الفرص للحوار والتفاهم». وأعلن مسؤولون إيرانيون وآخرون روس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور طهران غداً، للمشاركة في قمة تعقد بين روسيا وإيران واذربيجان، يشارك فيها أيضاً الرئيس الاذري الهام علييف. وستركز القمة على بحث مشروع الطريق بين الدول الثلاث، والذي يطلق عليه اسم «كريدور الشمال»، بالإضافة الى انضمام ايران إلى حلف شانغهاي، وملف الأزمة السورية، حسبما أفادت مصادر خاصة.

جاء ذلك، غداة تأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، خلال جلسة أسبوعية للحكومة أن «إسرائيل تعارض الاتفاقية النووية مع إيران، لأنها ستؤدي إلى امتلاك إيران ترسانة من الأسلحة النووية». وتطرق نتنياهو إلى قضايا لم تدرج في الاتفاق مع إيران بينها «العدوان الإيراني في المنطقة، وشبكة الإرهاب الإيرانية، والبرنامج الإيراني لتطوير الصواريخ البالستية».

وأشار إلى الاتفاق الذي ابرم مع كوريا الشمالية في عام 1994 حول برنامجها النووي قائلا: «شاهدنا ماذا حدث منذئذ، وها هي كوريا طورت صواريخها وقدراتها النووية، وإيران أقوى اقتصاديا 30 مرة من كوريا الشمالية، ولديها طموحات بالاستيلاء على المنطقة وعلى العالم». وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية: «لا أرى أي مصلحة أميركية أو روسية أو حتى عربية» في مواصلة تعزيز إيران وجودها في المنطقة، وفي سعيها إلى امتلاك الأسلحة النووية. وأكد أهمية العلاقات الإسرائيلية مع القيادتين، الروسية والأميركية، إذ «تحمل أهمية تكتيكية واستراتيجية» لبلاده والمنطقة.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، إن تصريحات قاسمي "تثير علامات استفهام، خصوصاً ما يتعلق منها بمواقف مصر التاريخية تجاه منطقة الشرق الأوسط وعوامل الاستقرار فيها".

وأكد أبوزيد، في بيان، أن" مصر دائماً وأبداً تعتبر استقرار الشرق الأوسط أحد أهم أهداف سياستها الخارجية، وأن الحفاظ على الأمن القومي العربي واستقرار وسلامة الدول العربية، لاسيما دول الخليج، هو ركيزة أساسية من ركائز استقرار المنطقة".

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن "دعوة مصر الدائمة إلى ضرورة احترام مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعلاقات حسن الجوار، والحفاظ على تماسك الدولة الوطنية، ونبذ الطائفية، ومكافحة كل أشكال الإرهاب والتطرف، كلها تصب في أهداف دعم استقرار الشرق الأوسط والعالم العربي والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة، على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة".

back to top