يتخوف مراقبون من أن يدفع أكراد سورية، الذين أدوا دوراً بارزاً في مواجهة «داعش» وهزيمته، ثمن أي تسوية سياسية مقبلة، أو أن يصبحوا وقوداً للفترة الانتقالية، على غرار نظرائهم بالعراق الذين دفعوا ثمناً باهظاً لتمسكهم بالاستفتاء من أجل الاستقلال في لحظة إقليمية غير مناسبة، وفي وقت تجد بغداد دعماً غير مسبوق من جهات عدة، لمساعدتها على العبور إلى مرحلة «ما بعد داعش».

في هذا الإطار، رفض أكراد سورية عرضاً من الرئيس السوري بشار الأسد، قدمه رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، لإنشاء منطقة حكم ذاتي، مقابل انسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها، وتمثل نحو ربع سورية، خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات.

Ad

واجتمع مملوك مع مسؤولين في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بالمنطقة الواقعة تحت سيطرة النظام بمدينة القامشلي، التابعة لمحافظة الحسكة، واقترح عليهم الحكم الذاتي، وترك المناطق ذات الأغلبية العربية والتركمانية، لكنهم رفضوا، وطالبوا بـ«منطقة فدرالية يضمنها الدستور»، بحسب وكالة «الأناضول».

ونقلت الوكالة التركية، أمس، عن مصادر قالت إنها موثوقة، أن مفاوضات مملوك مع القيادات الكردية لم تتمخض عن أي نتيجة، وأن الطرفين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى لاحقاً، مبينة أن اللقاء تناول حضور مؤتمر الشعوب السورية، الذي طرح فكرته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحدد موعده في منتصف نوفمبر المقبل بقاعدة حميميم، قبل أن يُحول إلى منتجع سوتشي، بمشاركة أكثر من ألف شخصية سورية.

وفي خطوة اعتبرها مراقبون بمنزلة «رسم للحدود»، بدأت «وحدات حماية الشعب»، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي، حفر خنادق وإقامة سواتر ترابية في المناطق التي تفصلها عن قوات النظام السوري، بحسب مصادر «الأناضول».

وكان النظام السوري أجرى سابقاً مفاوضات مع الحزب الكردي، برعاية روسية، قبل أن يعلن وزير الخارجية وليد المعلم استعداد نظامه لـ«مناقشة قضية الحكم الذاتي».