اتهام مساعدين سابقين لترامب بالتآمر على الولايات المتحدة
بعد نحو ستة أشهر من تعيينه محققاً خاصاً في قضية التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الأميركية، وجّه مكتب المحقق الخاص روبرت مولر أخيراً اتهامات خطيرة وحساسة إلى بول مانافورت، المدير السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب، ومعاونه وشريكه في العديد من المشاريع المالية والاقتصادية ريك غايتس، في وقت اعترف مستشار الحملة جورج بابادوبلوس بالذنب بسبب إدلائه بتصريحات كاذبة أمام «إف بي آي».وبحسب لائحة الاتهامات التي كشفها أمس مكتب المدعي العام، فقد تم توجيه 12 اتهاماً لمانافورت وغايتس، أخطرها التآمر على الولايات المتحدة، وتبييض الأموال، وعدم الكشف عن مؤسسات تعمل لمصلحة جهات خارجية، إلى جانب الإدلاء بتصريحات كاذبة ومضللة.واستمع مانافورت، الذي سلًم نفسه أولاً، إلى لائحة الاتهامات، وخضع للإجراءات القانونية، بعدما أخذت بصماته وصوره، وحوّل إلى المحكمة الفدرالية لبدء أولى جلسات الاستماع في قضيته.
وبحسب أوساط قضائية وبعض المحققين السابقين، يعد هذا التطور ضربة كبيرة للمعسكر الذي كان يصف ادعاءات التدخل الروسي بالكاذبة، رغم أن لائحة الاتهامات لم تتضمن ذكر العامل الروسي.ووصف البعض الأمر بأنه «نهاية البداية» لهذا الملف الذي اندلع الجدال حوله نهاية العام الماضي، تمهيداً لدخوله مرحلة جديدة قد تكون طويلة نسبياً، وقد تقود إلى أماكن مختلفة، وتشمل شخصيات أخرى. هذا الأمر أكدته مصادر في مكتب المحقق مولر، إذ أعلنت أنه كان مضطراً لتوجيه لائحة الاتهامات إلى الرجلين خلال مهلة زمنية اقتربت من نهايتها هذا الأسبوع، لكنه كان يفضل أن تصدر طلبات التوقيف لعدد آخر من الأشخاص، إلا أن عدم اكتمال ملفهم القانوني حال دون طلب استدعائهم أيضاً لتسليم أنفسهم طوعاً إلى «إف بي آي».وتوقعت أوساط سياسية وقضائية أن يتحول هذا التطور إلى أزمة حقيقية، وخصوصاً أن الرئيس ترامب وعدداً كبيراً من أنصاره من قيادات الحزب الجمهوري بادروا إلى إطلاق حملة سياسية مضادة، تستهدف إعادة فتح التحقيق في ملف هيلاري كلينتون الإلكتروني، وصفقة اليورانيوم مع روسيا، عبر سلسلة تغريدات متتالية صدرت أمس الأول من ترامب، ومقابلات تلفزيونية مع مسؤولين جمهوريين قبل إعلان أسماء المتهمين.وغرد ترامب، الذي التزم الصمت في ساعات الصباح الأولى من أمس، بأن تلك الاتهامات لا تسيء إليه، لأنها تتعلق بتاريخ يسبق تعامله مع مانافورت، وتعيينه مديراً لحملته العام الماضي.وبينما توقعت أوساط سياسية لحظات صعبة قد يمر بها التحقيق في هذا الملف، استبعدت أن يقيل الرئيس ترامب المحقق الخاص روبرت مولر، أو حتى يقوم الكونغرس بذلك، على اعتبار أن اللجنة التي يرأسها مولر عيّنها الكونغرس نفسه.وأوضحت الأوساط أنه بعد صدور الاتهامات ضد مانافورت وغايتس، وتوقع صدور اتهامات بحق آخرين، صار من الصعب جداً إنهاء الملف، بعدما حوّل إلى محكمة فدرالية، وتتولاه جهة أمنية لا يمكن تجاوزها، ممثلة في «إف بي آي»، دون أن يعني ذلك أن ترامب قد يكون متهماً.