يجنح الروائي سعود السنعوسي إلى الطرح الفلسفي خلال روايته الرابعة "حمام الدار: أحجية ابن أزرق" التي ستصدر قريباً عن الدار العربية للعلوم ومنشورات ضفاف، وبطبعة مصرية خاصة عن مكتبة تنمية.

وضمن هذا الإطار، يخوض سعود السنعوسي في هذا العمل مغامرة تجريبية تختلف عن أعماله السابقة، إذ لا يناقش العمل قضية مجتمعية ولا تدور أحداثه في مكان محدد، بل يناقش قضية فلسفية وجودية في فضاء مفتوح.

Ad

وفي تصريح خاص لـ"الجريدة" قال السنعوسي إن الرواية تتناول قصة رجلين يدعي كل واحد منهما أنه روائي كتب شخصية الآخر، وتمضي أحداث الرواية في صراع الشخصيتين لإثبات أيهما الحقيقية وأيهما الشخصية الورقية المبتدعة.

وعن العنوان الفرعي للرواية "أحجية ابن أزرق"، يوضح: "لا أفضل عادة العناوين الفرعية، إلا أن العمل فرض علي هذه المرة اللجوء إلى عنوان فرعي يمهد للقارئ ماهية النص الذي يبدأ قراءته، إذ يتطلب العمل إشراك القارئ في لعبة روائية تشبه الأحجية من دون تدخل الروائي في حلها، ولهذا السبب جاء العنوان الفرعي مفتاحا أول لرواية تحمل بقية مفاتيحها في أدق تفاصيلها".

وعن الجديد وتصوراته حول تلقي القارئ للرواية يرى السنعوسي أن التجربة كلها تعتبر جديدة بالنسبة له من حيث الشكل والمضمون وحجم العمل، وآلية عرض الشخوص التي لا تسلم نفسها للقارئ بسهولة. ويقول: لكل عمل قارئ، من تحمس لـ"ساق البامبو" لم يعحب بالضرورة بـ "فئران أمي حصة"، أو العكس، ومن تفاعل مع الرواية الأخيرة ليس بالضرورة أن يلاقي ما يصبو إليه في "حمام الدار".

أبواب التأويل

وعن لوحة الغلاف التي رسمتها الفنانة مشاعل الفيصل في ثاني تعاون يجمعهما بعد رواية "فئران أمي حصة"، يقول:" مشاعل الفيصل ترسم ما لا يقوله النص، والرواية تتضمن في داخلها إحدى عشرة لوحة للفيصل تمثل نصا موازيا يشرع أبوابا أخرى للتأويل. تقع الرواية في 182 صفحة من القطع المتوسط".

من أجواء العمل: "كلُّ من عاشَ في الدَّار يصيرُ من أهلها؛ حمامُ الدَّار لا يغيب وأفعى الدَّار لا تخون، هذا ما قالتهُ لي بصيرة قبلَ سنتين من يومِنا ذاك، جدَّةُ والدي، أو رُبَّما جدَّةُ جدَّتِه، لا أدري فهي قديمةٌ جدًا، أزليَّة، ساكنةٌ في زاويةِ بهو البيت العربي القديم، ملتحِفةً سوادَها أسفلَ السُّلَّم. لماذا أسفلَ السُّلَّم؟ لم أسأل نفسي يومًا عن مواضع أشياءٍ اعتدتُها مُنذ مولدي، في بيتٍ عربيٍّ تطلُّ حُجُراته الضيِّقة على بهوٍ داخلي غير مسقوف، بهو بصيرة التي لم أرَها تفتحُ عينيها يومًا، كأنما خِيطَ جفناها برموشها منذ الأزل".