أُمنية
أكمل اليوم الأول من نوفمبر عامي السابع والثلاثين، وحسب الأعراف فإنه يحق لي أن أتمنى أي شيء على أمل أن يتحقق، وبما أن عيد ميلادي اليوم يتزامن مع استقالة الحكومة والبدء بتشكيل حكومة جديدة فأنا أخصص الأمنية لأي رئيس وزراء مقبل لعل وعسى أن يلقى صوتي وسائر الأصوات المخلصة إلى من يسمع ويطبق.المسألة باختصار الإجابة عن سؤال واحد يجيب عنه رئيس الوزراء المقبل، تساؤل واحد محدد الأهداف والمعالم: ماذا أريد للسنوات الثلاث المقبلة وهي العمر الافتراضي للحكومة في الظروف الطبيعية؟لا بأس، أيا كان الهدف طالما كان محددا وواضحا، بمعنى أن الإجابة يجب أن تكون بعيدة عن العموميات، فإجابة مثل أن تزدهر الكويت غير مقبولة، أما إجابة أن تكون الكويت مثلاً عاصمة سياحية فهي ما أعني بالهدف الواضح، أو أن يكون هدف رئيس الحكومة مثلا انتهاء الطلبات الإسكانية المدرجة على قوائم الانتظار تماما، ولا بأس أن يتم تحديد هدفين أو ثلاثة أهداف واضحة على أقصى تقدير.
عند تحديد الهدف الواضح، إن تم، سيكون سابقة في تاريخ الحكومات الكويتية كلها، فلم نسمع عن حكومة كويتية وضعت هدفا غير مطاط لا يتجاوز الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة، أقول عند تحديد الهدف أو الأهداف المحددة والواضحة ندخل إلى مرحلة التشكيل الحكومي التي يجب أن تواكب الأهداف الواضحة، فإن كان الانتهاء من جميع الطلبات الإسكانية المتراكمة هو هدف الرئيس المقبل، فيكن التشكيل على هذا الأساس وفي معظم الوزارات لضمان انسجام الرؤية ما بين الإسكان وكل ما يتعلق بها من بنية تحتية وخدمات حكومية وتعليمية وصحية وترفيهية وغيرها، وهو الأمر نفسه وإن كنا نريد تبسيطه لتتضح الصورة في أن يتولى مدرب كرة قدم شؤون فريق معين فيحدد هدفه الواقعي بألا يتلقى مرمى فريقه خلال السنة الأولى أكثر من 10 إلى 15 هدفا، فيقوم باستقطاب لاعبين مؤهلين للقيام بالمهام التي يراها المدرب تحمي مرمى فريقه، وتمكنه من تحقيق هدفه للسنة الأولى.لن تهمنا الأسماء أبدا إن كانت مبنية على هدف واضح، ولن تعنينا الانتماءات سياسية كانت أو عقائدية أو عائلية أو قبلية، المهم هي النتيجة وتحقيق الهدف المحدد.مثال أكرره دائما ولن أمل من تكراره إلى أن يصل، فأنا وأي عاقل عند اختيارنا المساهمة في شركة ما فإن جل ما يهمنا هو تحقيق الأرباح دون النظر لمن يدير الشركة التي نستثمر فيها، فلا بأس أن يكونوا من عائلة واحدة أو دين واحد أو جنس واحد طالما كان مجلس الإدارة يحقق لنا الأرباح المرضية، وعلى هذا الأساس يجب أن نتعاطى مع الكويت، فإداراتنا التنفيذية المتعاقبة لا تحقق الأرباح، بل تحصد الخسائر، وتستمر في الأسلوب نفسه بالتشكيل والاختيار على أمل أن تتحقق نتيجة مرضية وهو ما لن يتحقق أبدا.كل ما أتمناه هو تغيير الطريقة التي لم تثبت فشلها مرة واحدة فحسب، بل فشلت على مدار ستين عاماً تقريبا، تلك هي أمنيتي والباقي على رئيس الوزراء المقبل، نطفئ الشمعة.