قراء ة في الخطاب الأميري
سمو الأمير استذكر في خطابه الخلاف الخليجي والأجيال القادمة التي لن تغفر لمن ساهم في تصعيد الخلاف، ووصف مجلس التعاون ببارقة الأمل في ظلام الليل العربي والشمعة التي تضيء النفق الطويل، ودعا بعدها إلى التهدئة، وهو النهج الذي التزمت به الكويت خلال الأزمة.
كلمة سمو الأمير هذا العام تحت قبة قاعة عبدالله السالم خطفت المشاعر ولفتت الأنظار وذلك في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة.فلم تكن الرسالة الأميرية هذا العام كغيرها من الرسائل؛ لما حملته من معان كثيرة ومشاعر عميقة، شقت طريقها من قلبه إلى قلوب الحضور تحت قبة البرلمان والمتابعين عبر وسائل الإعلام، فحملت الرسالة هموم الوحدة الوطنية كمحطة أولى تستوجب الاهتمام، أما التحدي الثاني فهو الإصلاح الاقتصادي، وذلك عبر الابتعاد عن الاتكال على المصدر الواحد للدخل. معالم الخطاب شملت الأمن والازدهار، ومن ثم الأزمة الخليجية والحاجة إلى الصبر والجدية حتى تستقر الأوضاع وتعود المياه لمجاريها، فابتدأ سمو الأمير حديثه للحضور من الوزراء وأعضاء البرلمان والحضور بالمسيرة الوطنية ودورها في حث الخطى نحو تحقيق التنمية المستدامة الشاملة، وما قد يجابهها من تحديات وأخطار خارجية وأخرى داخلية، والتي تمثلت بصراعات مستمرة لم تقف، والحاجة لحماية الوطن من الفتن الطائفية، والأخطار الخارجية المشتعلة بوقود الحروب الأهلية في المنطقة، والوقود الآخر الذي يشعل وسائل الإعلام الإلكتروني والاجتماعي.
ثم تطرقت الكلمة إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي والحاجة إلى تحقيق التنويع في مصادر الدخل والاهتمام بالجانب التنفيذي لنهج البحث عن المصادر الأخرى للدخل، ثم وجه سموه الخطاب إلى أبنائه المواطنين مستشعراً قلقهم تجاه وطنهم ومستقبله، فطمأنهم عبر تأكيده باستمراره ملتزما بحماية الدستور ولن يسمح بالمساس به، مؤكداً أهمية المراقبة المسؤولة والمساءلة الموضوعية وفقا للمصلحة الوطنية. وفي نهاية الخطاب، وبنبرة حزينة تفاعل معها الحضور، استذكر سموه الخلاف الخليجي والأجيال القادمة التي لن تغفر لمن ساهم في تصعيد الخلاف، ووصف مجلس التعاون ببارقة الأمل في ظلام الليل العربي والشمعة التي تضيء النفق الطويل، ودعا بعدها إلى التهدئة، وهو النهج الذي التزمت به الكويت خلال الأزمة.وقد دعا من قلبه أن تصفو القلوب، وتهدأ النفوس ليصبح مجلس التعاون الخليجي شامخا وراية عز وأمان، وهي الصور التي التصقت في أذهان مؤسسي ومهندسي مجلس التعاون الخليجي، وبتهدئة النفوس ستبقى، فصفق الحضور طويلا وبقيت تلك الكلمات معلقة في الأذهان، وتفاعلت وسائل الإعلام المختلفة ملقية الأضواء على مشاعره تجاه الأزمة الخليجية، ولما لتلك المشاعر والأحاسيس من دور في التفاوض والتهدئة بين الأطراف المتنازعة حتى تعود المياه إلى مجاريها.كلمة أخيرة: "سيلفي سياسي": أثناء الجلسة الافتتاحية تحدثنا مع النائبة صفاء الهاشم حول قضايا عديدة، وقد التقطت "سيلفي" لنا مستخدمة هاتف المرشحة الشابة غدير أسيري. فانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بتعليق طريف وهو "سيلفي سياسي بامتياز".