محمد الفارسي: أحرص على استلهام التراث في لوحاتي

قدم الفنان التشكيلي محمد الفارسي أعماله المتنوعة، منتقيا 36 لوحة، تشكل محتوى المعرض الذي يأتي ضمن أنشطة الموسم الثقافي لقاعة بوشهري للفنون، وحضر المعرض الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والفنان سامي محمد، وعدد من المهتمين بالفنون التشكيلية وأصدقاء الفنان.

ويتميز المعرض الـ14 الشخصي للفنان الفارسي بالتنوع في المضمون، مقدما تكنيكا مختلفا لكل مجموعة في المعرض، إذ يحافظ على فكرة استلهام التراث عبر التركيز على المرأة في أعماله الموسومة بالأبيض والأسود، بينما يدعم معرضه بمجموعة أخرى من الأعمال، تربطها وشائج فنية وثيقة تمزج بين الحروفيات والهندسة ودقة التصميم، وضمن سياق فن الخط يقدم عدد من اللوحات التي تنهل من هذه الفن عراقته وأصالته بطريقة حديثة تميزه عن غيره من الفنانين.

وأكد الفارسي أن محتوى معرضه الـ14 يأتي استكمالا لأعماله السابقة، سواء الموسومة باللونين الأبيض والأسود، أو المنسوجة بالألوان الزاهية، إضافة إلى أعماله التي تمزج بين الخط العربي والهندسة، مشددا على أنه يحرص على استلهام التراث في لوحاته.

وبشأن التنويع في المعرض، أوضح أن "اختلاف الذائقة البصرية تفرض نفسها ضمن هذا الإطار، لذلك أسعى إلى تقديم أكثر من شكل فني ضمن المعرض، لأن ثمة من يحبني خلال لوحات الأبيض والأسود، وهناك من يرى أنني أطرح أفكارا جميلة في الحروفيات أو الخط العربي، لذلك أرى أن التنويع يبين مدى قدرة الفنان على تقديم الأفضل".

وعن صعوبة التعبير باللونين الأبيض والأسود، قال: "الموضوع يحتاج إلى دقة متناهية، ويتعين على الفنان إجادة استخدام التكنيك المناسب للوصول إلى درجة اللون المطلوبة، وهذا العمل يستنفد من الفنان وقتا طويلا".

جوائز متنوعة

يشار إلى أن الفنان الفارسي حاصل على بكالوريوس الفنون والتربية في مصر (1974)، وله أنشطة مهنية منوعة، إذ قدم برنامج "الفنان الصغير" عبر شاشة تلفزيون الكويت، وانضم إلى جمعيات وروابط فنية محلية وعالمية.

وحاز الفارسي عضوية الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، والاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، والرابطة الدولية الفنية في باريس، ومجموعة الستة التشكيلية، كما مثل الكويت في الكثير من الفعاليات التشكيلية في أوروبا وآسيا.

ونال جوائز عدة، بينها جائزة الشراع الذهبي في معرض الكويت السابع للفنانين العرب (1981)، جائزة معرض القرين (2007)، وجائزة الدانة الذهبية، وجائزة معرض الربيع التشكيلي (2008)، وكذلك نال شهادات تقدير من جهات فنية وثقافية، وله أعمال فنية في الوزارات والمؤسسات الحكومية، ومجموعة جداريات في قصر السيف.

ونظرا لهذا المشوار الطويل والمرصع بالإنجازات يتعين على المؤسسة الثقافية في الكويت تكريم هذا الفنان الذي يعمل بصمت لخدمة المشهد التشكيلي المحلي.