على وقع المواقف السعودية «النارية» تجاه «حزب الله»، والتي عبّر عنها خلال الأيام الماضية وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، حط رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس الأول في الرياض في «زيارة عمل» استهلها باجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جرى خلاله «استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية». وغرّد الحريري عبر حسابه الخاص على «تويتر»، قائلاً: «في كل مرة نلتقي بسمو ولي العهد محمد بن سلمان تزيد قناعتي بأننا والقيادة السعودية على وفاق كامل حول استقرار لبنان وعروبته».

وقالت مصادر متابعة إن «ممارسات حزب الله من جهة، والموقف اللبناني الرسمي منها من جهة ثانية، كانا الطبق الرئيسي على طاولة البحث»، مشيرة الى أن «زيارة الحريري للمملكة هذه المرة لها أهمية خاصة، حتى يمكن وصفها بالمفصلية، لأنها تأتي بعد أن قررت الرياض طي صفحة المهادنة، ونقلَت مواجهتها مع حزب الله من مستوى التصويب عليه، الى مستوى مطالبة الحكومة بكسر صمتها حيال ما يفعله».

Ad

وأضافت المصادر أن «قيادات تيار المستقبل ستعقد اجتماعاً موسّعاً يضم اليها أعضاء المكتب السياسي برئاسة الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط، بعد عودته مباشرة من السعودية، لوضعهم في نتائج لقاءاته ورسم خريطة المرحلة المقبلة في ضوء تضييق الخناق على إيران وحلفائها، وتحديداً حزب الله».

ودفعت زيارة الحريري المفاجئة، بعد إلغاء كل مواعيده بما فيها اجتماع لجنة متابعة تطبيق قانون الانتخابات النيابية ولجنة دراسة مشروع موازنة 2018، للمملكة نحو تحليلات سياسية وصحافية كثيرة أمس، اعتبرت أن الحريري سيبلغ من القيادة السعودية موقفا قويا تدعوه فيه الى قلب الطاولة على الحزب والخروج من الحكومة.

وكان لافتا في زيارة الحريري لقاؤه بالوزير السبهان، أمس، حيث نشر رئيس الحكومة عبر حسابه الرسمي على «تويتر» صورة «سيلفي» تجمعه به، وأرفق الصورة بالتعليق الآتي: «اجتماع طويل مع معالي الصديق ثامر السبهان». من جهته نشر السبهان تغريدة بعد تغريدة الحريري، قال فيها: «اجتماع مطوّل ومثمر مع أخي دولة الرئيس سعد الحريري، واتفاق على كثير من الأمور التي تهم الشعب اللبناني الصالح، وبإذن الله القادم أفضل».

وكان السبهان استغرب منذ يومين ما أسماه «صمت» الحكومة اللبنانية عن مشاركة حزب الله في الحرب على المملكة، وقال: «ليس غريباً أن يعلن ويشارك حزب الميليشيا الإرهابي حربه على المملكة بتوجيهات من أرباب الإرهاب العالمي. ولكن الغريب صمت الحكومة والشعب في ذلك».

في سياق منفصل، أطلّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مساء أمس الأول، في حوار إعلامي مباشر مع رؤساء تحرير محطات التلفزة، مقدما جردة سياسية تضمنت عرضا للأوضاع في لبنان والمراحل التي مر بها والصعوبات التي واجهت قيام الدولة، ومركزا خصوصا على المرحلة السياسية التي تلت انتخابه رئيسا للجمهورية، والخطوات التي تحققت في مجال تثبيت الامن والاستقرار في البلاد، وانتظام العمل في المؤسسات الدستورية، وإطلاق ورش اعادة هيكلة الدولة وإخراجها من الشلل، وصولا الى اقرار قانون انتخابي جديد مبني على النسبية للمرة الاولى في تاريخ لبنان.

وشرح عون سبب وجود سلاح «حزب الله» وعدم حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، مؤكّداً أن «السبب الرئيسي هو النقص في السلاح والعجز المالي لتشكيل جيش يوازي قدرة جيش العدو الإسرائيلي».

ولفت إلى أن «الدولة اللبنانية وحزب الله ملتزمان القرار الدولي 1701، وأن الحل في الشرق الأوسط يؤدي إلى حل مسألة سلاح حزب الله». وعن المعادلة الثلاثية أي «الجيش والمقاومة والشعب»، قال عون، إن «الموضوع محط نقاش لدى اللبنانيين، وهناك انقسام في هذا الشأن، واستطعنا إبقاء الانقسام محصوراً».

إلى ذلك، ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، على عون من دون أن يسمّيه. ففي حين وصف رئيس الجمهورية في مقابلته التلفزيونية أمس الأول مجلس النواب بغير الشرعي، أكد الرئيس بري أمام زواره أن «هذا المجلس النيابي ورغم تمديد ولايته أنقذ لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي».