100 عام على «وعد بلفور»... والانقسام على حاله

نشر في 01-11-2017
آخر تحديث 01-11-2017 | 00:10
استعراض لرابطة الخيل الأسترالية في الذكرى المئوية لمعركة بئر السبع أمس الأول (رويترز)
استعراض لرابطة الخيل الأسترالية في الذكرى المئوية لمعركة بئر السبع أمس الأول (رويترز)
بعد قرن كامل من وعد بلفور البريطاني، يختلف الفلسطينيون والإسرائيليون في نظرتهم إلى هذا الوعد الذي فتح الطريق لإقامة دولة إسرائيل، وتسبب في مأساة سلب أرض فلسطين.

ففي الثاني من نوفمبر عام 1917، أكد نص وقعه مَن كان آنذاك وزير خارجية المملكة المتحدة آرثر بلفور أن «حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية».

وأرسل بلفور وعده المكون من جملة واحدة مؤلفة من 67 كلمة على شكل رسالة إلى اللورد وولتر روتشايلد، وهو قيادي في المجتمع اليهودي البريطاني، ووافقت عليه الحكومة.

ويرى البعض أن الأحداث التي تلت الوعد، مثل سياسات بريطانيا المتناقضة والجهود الصهيونية، قلّلت من أهميته، ولكن آخرين يرونه أمراً كبيراً ساعد في وضع أسس إقامة الدولة العبرية، وكذلك زرع بذور الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

وكانت لندن تسعى، مع دخول الحرب العالمية الأولى سنتها الأخيرة، إلى تعزيز مواقعها، والحصول على دعم الحركة الصهيونية النامية وسط السكان اليهود في الدول الأوروبية والأميركية.

ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إحياء ذكرى الوعد في لندن، إذ سيحضر حفل عشاء بالمناسبة مع نظيرته تيريزا ماي، التي أكدت أنها ستحيي التاريخ بـ«فخر».

وفي إطار حملتهم التي دعوا فيها بريطانيا للاعتذار عن وعد بلفور، يخطط الفلسطينيون لتظاهرة غداً في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، في وقت قال مسؤولون إنهم يفكرون في مقاضاة لندن بسببه.

وفي وقت سابق، اعتبر نتنياهو أن «وعد بلفور قدم الخطوات الدولية التي أدت إلى إقامة إسرائيل»، لكنه أشار إلى أن «الدولة لم تكن لتقوم دون الاستيطان والتضحية، غير أن التحريك الدولي بدأ بلا شك به».

في المقابل، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله بريطانيا بالاعتذار عن «الظلم التاريخي الذي ارتكبته بحق شعبنا، وتصويبه بدلاً من الاحتفال به».

وقال الحمدالله: «لقد أصبح لزاماً على المجتمع الدولي، ونحن نقترب من المئوية الأولى لوعد بلفور المشؤوم، إنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا».

وأُعلن قيام دولة إسرائيل بعد 31 عاماً من الوعد، في عام 1948، مما أدى إلى تهجير 750 ألف فلسطيني. واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة عام 1967 بعد حرب الأيام الستة، وضمت بعدها القدس الشرقية التي يتطلع الفلسطينيون لأن تكون عاصمة لدولتهم المنشودة.

ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الأساسي للأسرة الدولية لحل الصراع، ولكن مع استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، تبدو آفاق حل الصراع بعيدة.

back to top