شدّد الشاعر اللبناني نزار فرنسيس أن الأيام تمرّ ناقصةً من دون الموسيقار ملحم بركات، لافتاً إلى أن الفن اللبناني أصبح ناقصاً أيضاً من دون فن بركات، ولا يمكن لأحد أن يسدّ الفراغ الذي تركه.

كلام فرنسيس جاء في ذكرى رحيل الموسيقار الأولى، وعبر أثير إذاعة «فايم أف أم» في برنامج الإعلامية باتريسيا هاشم «بصراحة».

Ad

الصديق المقرب للراحل أكّد أنه يستيقظ كل يوم وهو يشعر بأنه أضاع ملحم بركات. ورداً على سؤال، هل الشعب والفنانون والمسؤولون أوفياء للموسيقار ملحم بركات؟ أوضح أن الأشخاص الذين يتميزون بالوفاء يتذكرون الموسيقار، وأنه يلتقي يومياً أشخاصاً يعبرون له عن حزنهم على رحيل بركات، مشدداً أنه يعتز بأن الناس يرون الراحل في عينيه.

وحول مدى اهتمام الدولة اللبنانية بذكرى الراحل قال فرنسيس: «الدولة اللبنانية عمياء القلب، خصوصاً أن ملفات شائكة كثيرة يفيض بها البلد. ولكن يبقى الفن هوية الشعب وحضارته، وملحم بركات أحد الكبار الذين صنعوا هذه الحضارة، لذا كان يجب على الدولة أن تلتفت أكثر تجاهه على المستوى الفني».

أغان

حول أغاني ملحم بركات التي كان من المفترض أن يقدمها بعض الفنانين، أكّد فرنسيس أن ثمة خطوات يجب اتباعها وتنسيقها مع المرجعيات وعائلة الراحل، موضحاً أن ثمة خطوات تكريمية مقبلة لملحم بركات وإصدارات بصوته. وشدّد على أن الخلافات العائلية انتهت والهدف الحفاظ على إرث هذا الرجل العظيم.

ملحم بركات ونزار فرنسيس شكلا ثنائياً لافتاً في العالم العربي، فقصائد الشاعر كانت تحلّق عالياً بألحان وصوت الموسيقار. اليوم من يغني أشعار فرنسيس؟ يجيب: «أعمل مع أكثر من ملحن بالتوازن مع أعمالي مع ملحم بركات»، مؤكداً أن ثمة أعمالاً جديدة مع عدد من الفنانين من بينهم عاصي الحلاني، ورواد رعد، ومروان خوري، وسمير صفير، ووسام الأمير، هشام بولس وغيرهم.

قصيدتان

وخصّ الشاعر برنامج «بصراحة» بأبيات شعرية مؤثرة: «طولت.. صاروا سنة.. وينك؟/ بعدا ما شبعت غفا.. عينك؟/ اشتقنالك ندهنا بأعلى صوت…/ لا سمعتنا ولا عم بزيح الموت/ الواقف يا ملحم بيننا.. وبينك!…/ طولت.. صاروا سنة.. وينك؟/ بعدك ملك والتاج بعدو../ مهما عن الأصحاب طولت السفر/ وبعدن ع خد العود دمعات الوتر…/ عم يكرجوا وعم يسألوا وينك/ لا عاد سمعو صوت ولا عم بزيح الموت…/ الواقف يا ملحم بيننا.. وبينك!/ طولت.. صاروا سنة.. وينك؟».

هل من الممكن أن يترجم علاقته القوية بالموسيقار بأبيات شعرية يصدرها في كتاب؟ أكد فرنسيس أن الفكرة واردة، وشكر كل شخص ذكر ملحم بركات لأن الأخير كان عنواناً للوفاء، وهو آخر طير في سرب الكبار من ناحية الإبداع.

في البرنامج نفسه ألقى الشاعر فارس اسكندر أبيات شعر في الذكرى السنوية الأولى على رحيل الموسيقار، قال فيها: «فلّيت يا بو مجد عَنّا من سنة/ ولحنَـك بِـطقمو واقف وما بينحني/ وتشرين عامل سنويتَك بالغيوم/ تورَخ وجع ذكراك بدموع الدني».

مواقع التواصل

نشرت صفحة الموسيقار الراحل ملحم بركات رسالة مؤثرة من «عاشق الموسيقار» أُرفقت بصورة من مزرعة أبي مجد في كفرشيما، وجاء فيها: «365 يوماً مرّت على غيابك أيها الكبير العاشـــــــق المتيم بالفـــــــن والأرض والوطن. 365 يومــــــاً وجرحنـــا ما زال يكبر ويكبر على غيابك عنا أيها المتواضع الكبير بعطائك ومبادئك الثابتة كشجرة السنديان الصلبة الخضراء الشامخة في كافة فصولها والتي احتضنتك واحتضنت فرحك وحزنك على مدى سنين في مزرعتك بكفرشيما... واليوم في الذكرى السنوية لغيابك، نعجز عن التعبير عن حزننا أمام مشهد شجرتك السنديان التي يبست بعد رحيلك. وهو أمر لا يصدق إلا في الأساطير!

ألف رحمة على روحك يا أبي مجد.. نم قرير العينين يا غالي.. طيفك ما زال حاضراً بيننا في كل بيت وكل شارع... وموسيقاك الخالدة هي إرث لنا ولأولادنا ألف رحمة على روحك».

وفي الختام جاء: «هذه الصور من مزرعة أبي مجد، وهذه شجرة السنديان التي يبس نصفها على رحيل ابنها الخالد الموسيقار ملحم بركات أبي المجد».

أما ابنته غنوى بركات فنشرت على حسابها على «فيسبوك» صورة تجمعها بوالدها وزوجها وأولادها وعلّقت عليها: «أبي، يا نبض قلبي، ها قد مرت سنة، سيبقى رحيلك وجعاً يمزقني. عقلي يدرك أنني فقدتك ولكن كيف أقنع قلبي بذلك وما زلت إلى الآن تشهق روحي تلك الأنفاس المؤلمة».

ووصفت حزنها بغياب اللون عن الصور، وأكدت أن والدها سيظل رفيق روحها في ظلمة هذه الدنيا حتى الممات، وختمت بكلمات أغنيته عدّ الأيام: «ما بيبقا إلا حكايتنا والذكرى الحلوة لجمعتنا أحلا الأيام جمعتنا».

أما وعد ابنه فنشر صورة كتب عليها تاريخ وفاة الموسيقار وعلّق: «الله يرحمك يا بيي، اشتقتلك كتير».