«الألم في الرواية العربية»...

نزف المبدعين على رصيف المرض والسجن والغربة

نشر في 02-11-2017
آخر تحديث 02-11-2017 | 00:00
No Image Caption
«الألم في الرواية العربية» كتاب جديد صدر حديثاً للدكتور عزوز علي إسماعيل عن دار «غراب للنشر والتوزيع» في القاهرة، يرصد حياة المبدعين الذين تعرضوا لأنواع مختلفة من الآلام.
تمكّن مبدعون كثيرون بحسهم الأدبي التعبير عن آلامهم سواء كانت آلام مرض نهش أجسادهم أو تعذيباً ذاقوا ويلاته في السجون، أو غربةٍ نالتْ من شبابهم، أو رغبة من الخلاص من مستعمر جثم على قلوبهم، أو ثورة عوقب أهلها لا لشيء إلا لأنهم خرجوا ينادون بالحرية.

هذه الآلام يرصدها كتاب «الألم في الرواية العربية» الصادر حديثاً، وجاءت فصوله على النحو التالي: «ألم الجسد وجسد الألم، والألم ورحلة البوح في حياة الأنثى، وثورة الألم وألم الثورة، والألم الوجودي والبحث عن الخلاص، وألم الأرض والغربة، وسجن الألم وألم السجن».

وأهدى المؤلف د. عزوز علي إسماعيل كتابه: «إلى الذين تألــــموا ولم يجـــــــــدوا من يحنو عليـــــــــهم»، و{إلى الشعوب المقهورة التي ما زالت تبحث عن أوطانها».

ديوان العرب

يرى المؤلف أن الرواية العربية عبّرت عن الألم، وأصبحت هي أيضاً ديوان العرب، المعبِّر عن الآلام والآمال، فأرَّخت للحياة بأشكالها كافة، ودونت ما كان يعتصر القلب من آلام جسدية ونفسية ووجودية واستطاعت أن تتصدر المشهد الثقافي والفكري بأطيافه كافة.

جمع الكتاب ما استطاع من إبداع عربي عبَّر فيه المبدعون عن آلامهم وآمالهم في ما وصلت إليه حياتهم وحياة شعوبهم من المحيط إلى الخليج، وحسبما يذكر المؤلف في تقديمه للكتاب: «بكيت حين قرأت «القلب البديل» للكاتب العراقي الأستاذ محمود جاسم النجار... حين تأكد لي أنه خضع لجراحة قلب بديل لدرجة أنني تساءلت، هل مثل هذه الحالة صاحبها يظل على عهده القديم في الحب والعشق أم أنه مع تغير القلب هناك أمور أخرى، بكيت حين قرأت ألم نعمات البحيري في روايتها «يوميات امرأة مشعة» لم ترحمها الأيام حين بُتر صدرها جراء ألم السرطان، ولم يرحمها أهلها فأصبحت تعاني ألمين الألم الجسدي والألم النفسي. بكيت حين قرأت «أثقل من رضوى» للدكتورة رضوى عاشور وما أصيبت به من ألم السرطان. بكيت كثيراً على روايات الثورة تلك الروايات التي مثلت «ثورة الألم» حيث كتب المبدعون عن آلامهم تجاه أوطانهم قبل الثورات وكانت من أسباب قيام تلك الثورات وأيضاً تلك التي كانت بعد الثورة مثل رواية «يحيى وصحف أخرى» للكاتب منتصر أمين».

تابع: «بكيت كثيراً على ألم الأرض والغربة حين قرأت «رجال تحت الشمس» لغسان كنفاني، و{الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي. بكيت حين قرأت روايات تتناول ألم السجون، «القوقعة» للكاتب مصطفى خليفة، و{شرق المتوسط» و{شرف»، و{الآن... هنا أو شرق المتوسط من جديد» لعبد الرحمن منيف وغيرها»

دراسة

يعد الكتاب بمنزلة دراسة شملت نحو 50 رواية عن الألم عبر قرن من الزمان، بدءاً بـ{الأيام» للدكتور طه حسين وانتهاء بـ{البرتقالة والعقارب» للدكتور طلعت شاهين، تناولت الألمَ في الرِّوايةِ العربيةِ، وما نتج عنه من آلام أخرى، كان لها أثرها في الواقع الاجتماعي المعيش للكاتب، الذي تعرض لهذا الألم، ونحو الأسرة والمجتمع، وما انتابهما من تغيير وتحولات عدة، ما يجعل هذه الدراسة تندرج ضمن المنهج الاجتماعي للتفسير، القادر على الغوص في أعماق النفس البشرية وصراعاتها مع الواقع المرتبط بالمجتمع.

الكتاب شمل نحو 50 رواية عن الألم عبر قرن من الزمان
back to top