الإحساس بالقوة المفرطة... مدمر!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
الإحساس المفرط بالقوة لبعض الكيانات، واستصغارها لدول أخرى أقل منها مساحة وسكاناً أمر خاطئ، والتعامل معها أيضاً بتعالٍ ونبرة متكبرة وهمٌ مدمر، خاصة إن لم يكن لدى تلك الدول الكبيرة حريات ومشروع اقتصادي وثقافي وعلمي فاعل، كما تفعل روسيا حالياً، وبعض الدول كذلك تلعب نفس الدور في إقليمنا ومناطق أخرى في العالم. ربما تشجع قوى كبرى، دولة إقليمية ضخمة أو أكثر على فتح عدة جبهات في وقت واحد لاستنزافها وتحقيق أغراض معينة لتفتيتها، في حين تنساق هذه الدول في اللعبة دون أن تعي المخططات التي تُرسَم لها، وتبدأ في معارك سياسية وعسكرية وإعلامية ورياضية في اتجاهات مختلفة تُجهدها وتخلق لها عداءات، وتُجرِّئ أكثر من طرف، كان يحترمها ويخشاها، على مهاجمتها والتصدي لها. لذا فإن تعزيز قوة الدول الإقليمية الكبرى يتم عبر تكريس احترامها للكيانات الأصغر منها، وتضخيم الشراكات الاقتصادية والثقافية معها عبر التفاهمات السياسية، وتحاشي الصدامات قدر الإمكان بشعار "صفر مشاكل"، ودون ذلك فإن عصرنا الحالي لا يمكن أن تتم فيه تسويات بالقوة ولغة التعالي، لأنها ربما تفرضها دول كبيرة فترة ما، ولكنها لا تستمر، وتنتهي بنتائج كارثية على مَن فرضها بهيمنته وقوته.