ونحن على مشارف العام الجديد 2018 الذي ستباشر فيه دولة الكويت عضويتها في مجلس الأمن لمدة عامين، أعتقد أنه حان الوقت للتفكير في إعادة طباعة الكتاب المهم الذي ألفه سعادة السفير عبدالله يعقوب بشارة "سنتان في مجلس الأمن" الذي وثق فيه المشاركة الكويتية الأولى في مجلس الأمن (1978– 1979) بالكلمة والصورة والأسلوب الرشيق الذي جعل مادة الكتاب الفنية قابلة للتداول والفهم. إن أهمية ذلك الكتاب تنبع من عدة زوايا، وأهمها أن مؤلف الكتاب هو نفسه من جلس على مقعد الكويت ممثلا للمجموعة العربية وقضاياها التي لم تكن بعيدة كما هي اليوم عن القضية المركزية، وهي القضية الفلسطينية، بمعنى آخر أننا لسنا بصدد التعامل مع مادة وثائقية كتبها أحد الباحثين المجتهدين بقدر ما نحن أمام مقطع من سيرة ذاتية وذاكرة تستوعب قضايا الوطن العربي في مرحلة زمنية محددة.
لقد أنجز السيد بشارة الخطوة الأولى الشاقة، وهي إصدار كتابه على نفقته الخاصة، وبقيت الخطوة الأهم وهي التوزيع، ويبدو أنه أي السيد بشارة لم يبذل جهدا كافيا لاستدراج أفضل العروض من دور النشر المحلية والعربية كي تتكفل هي بطباعة كتابه وتوزيعه، وفضل أن يصدره على نفقته الخاصة، علما أنه بحكم عمله الدبلوماسي وبعده عن الكويت لن يستطيع الترويج لكتابه وهو خارج الكويت، ولأني كنت محظوظا، فقد عثرت على نسخة من كتابه في مكتبة جمعية الخريجين، وكان ذلك في عام 2002 عندما كنت أقوم بترتيب محتوياتها، ولكن ماذا عن القراء الذين يبحثون عن هذا النوع من الكتب؟ وماذا عن طلبة العلوم السياسية والباحثين وطلبة الدراسات العليا؟ وماذا عن القراء العرب الذين يبحثون عن المواضيع اللافتة مثل كتاب السيد عبدالله بشارة؟إن مسؤولية إعادة طباعة كتاب "سنتان في مجلس الأمن" تقع بالدرجة الأولى على عاتق السيد بشارة، ولكن وفق قواعد جديدة تضمن له ولنا توزيع الكتاب بصورة أفضل من نسخته الأولى، وأظن أن جهات عديدة أذكر منها: مكتبة الكويت الوطنية، ومؤسسة عبدالعزيز البابطين الثقافية، ومكتبة ذات السلاسل، ووزارة الخارجية وناديها الدبلوماسي، يسعدها أن تواكب الحدث البارز الذي يخص الكويت، وهو مباشرة عضويتها في مجلس الأمن بإصدار نسخة جديدة من كتاب "سنتان في مجلس الأمن" الذي يعدّ اليوم بلغة سوق الكتاب سلعة جيدة لتحقيق الأرباح والصيت.
مقالات
الأغلبية الصامتة: «سنتان في مجلس الأمن»
02-11-2017