تخلت حركة «حماس» عن معابر قطاع غزة وسلمتها أمس للسلطة الفلسطينية، في خطوة مهمة نحو اتمام اتفاق المصالحة الفلسطينية المبرم أكتوبر الماضي، والذي يقضي بانتقال جميع صلاحيات إدارة القطاع الساحلي إلى السلطة، التي تتخذ من مدينة رام الله مقرا لها بحلول الأول من ديسمبر المقبل.

ووقع المسؤول في السلطة نظمي مهنا ونظيره في «حماس» غازي حمد وثيقة تنص على نقل مسؤولية الإشراف على المعابر إلى الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدلله، وتم تفكيك منشآت تابعة للحركة الإسلامية عند أحد المعابر.

Ad

وقال عضو لجنة تسلم المعابر وزير الأشغال مفيد الحساينة في مؤتمر عند معبر رفح: «تم تسلم جميع معابر غزة». وأشرف وفد أمني مصري على عملية التسليم. وأضاف أن رئيس الوزراء «سيزور غزة خلال أيام» لمتابعة مسار تقدم المصالحة.

من جهته، أكد المتحدث باسم معبر رفح التابع لـ«حماس» هشام عدوان، أن «جميع موظفي السلطة الفلسطينية عادوا إلى العمل على المعبر، وجميع الموظفين المعينين من قبل حماس غادروا». وتمنى عدوان أن تضغط حكومة التوافق باتجاه فتح المعابر بشكل سريع وإنهاء الأزمة التي يُعانيها المسافرون، مشيراً إلى أن «المصريين وعدوا بفتح المعبر عنما تتسلمه السلطة».

عباس والسيسي

وعند معبر رفح، رفعت أعلام فلسطينية ومصرية وصور لرئيس السلطة عباس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وبالإضافة إلى معبر رفح، الذي يربط مصر بقطاع غزة، تم تسليم معبر كرم أبوسالم التجاري الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة ومصر، ومعبر كارني التجاري الفاصل بين إسرائيل وغزة والمخصص لنقل البضائع، ثم تم تسليم معبر بيت حانون في شمال غزة «ايريز».

وبذلك تكون السلطة سيطرت على كل المعابر في القطاع المحاصر من إسرائيل منذ 10 سنوات عقب سيطرة «حماس» على غزة وطردها لعناصر السلطة التابعة لحركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس عباس في 2007.

ترحيب وتنسيق

ورحب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بعودة معابر غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، معتبراً أن الخطوة تسهل إلغاء عمليات الإغلاق، وتساهم في التوصل إلى اتفاق سلام يفضي إلى حل الدولتين عبر المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. وذكر منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية اللواء يوآف مردخاي أن «لجنة التنسيق الإسرائيلية ستجتمع مع ممثلين عن السلطة الفلسطينية ممن تولوا مسؤولية المعابر الحدودية، للتعريف على العمل المشترك والمعايير والمتطلبات الأمنية في نقاط العبور الإسرائيلية». وشدد على شرط «عدم وجود أي من عناصر «حماس» أو من ينوب عنهم على المعابر».

إلى ذلك، وبعد 3 أيام من مقتل 7 فلسطينيين من حركتي «حماس» و«الجهاد» في استهداف نفق بجنوب القطاع يصل إلى إسرائيل، أكد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، أن الحركة لن تعترف بإسرائيل، ولن تتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين.

وغازل هنية إيران، لافتاً إلى وجود ما وصفه بـ«علاقات مهمة» مع طهران وجميع الدول العربية والإسلامية، وقال إنه يتمنى عودة الاستقرار والأمان إلى سورية، لتعود إلى طبيعة الدور الذي قامت به تاريخياً تجاه القضية الفلسطينية.

في موازاة ذلك، قام صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» بزيارة للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، بحث خلالها سبل دعم العلاقات بين الطرفين، والأوضاع المستجدة في غزة والمصالحة الفلسطينية.