يبدو أن «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» يلتقيان على التمسك بالمصالحة المسيحية التي أرساها اتفاق معراب بوصفها حاجة إلى المجتمع المسيحي الذي أنهكته النزاعات الدموية على مدى عقود، غير أن هذا لا ينفي أن الحزبين يفترقان بوضوح في عدد من المسائل. وقالت مصادر متابعة إن «الخلاف بين الحزبين لم يعد يخفيه أحد من كوادر الطرفين، بدليل السهام القوية التي وجهها رئيس التيار وزير الخارجية باسيل في عدد من إطلالاته التلفزيونية، إضافة إلى إثارة رئيس الجمهورية ملف تلفزيون لبنان العالق في عنق زجاجة خلافات الرابية - معراب، في موقف حمل بين طياته رسالة امتعاض رئاسية في اتجاه القوات».

وأتى كلام باسيل مساء أمس الأول ليؤكد ذلك، إذ اعتبر أن «نيتنا السياسية هي التحالف الانتخابي مع القوات اللبنانية، لكن وفق الأحجام وكما أن هناك أوعا خيك، هناك أوعا حالك»، مضيفاً: «نعلن رغبتنا بالتحالف مع تيار المستقبل وتحالفنا ثابت مع حزب الله، وبحال تفاهمه الانتخابي مع أمل، فهذا طبيعي». ولفت إلى أن «التيار الوطني الحر لن يخرج على التفاهم مع القوات، لكن نمط مناخد ومنعترض هو القائم معهم».

Ad

وتحدث باسيل عن «تواطؤ سياسي من الجهة التي تدير الانتخابات، أي وزير الداخلية نهاد المشنوق، من خلال «التعاطي بميوعة مع موضوع البطاقة للوصول إلى انتخابات من دونها»، معتبراً أن «ما يجري في موضوع البطاقة استغباء، وبجب أن يثور اللبنانيون، وهناك نية للتزوير أول من تكلم عنها الوزير طلال أرسلان». وقال: «وزير الداخلية صديق على المستوى الشخصي، لكن بموضوع تطبيق قانون الانتخابات مش ماشي حالو، والحل يا يقلع هيك يا يقلع هيك».

وردّ باسيل على اتهامه بأنه رئيس ظل، بالقول: «أنا لست أكثر من رئيس تيار يمارس دوره مع رفاقه ويقوى بهم، ولست مسؤولا عن معالجة المشكلات النفسية».

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال رعايته ظهر أمس حفل افتتاح مركز التدريب لـ «طيران الشرق الأوسط» في مطار «رفيق الحريري الدولي» أن «اهتمامنا بتوسعة المطار، واهتمامنا بالـ «ميدل إيست» وقدرتها للمحافظة على مستواها الريادي بالمنطقة، وإصرارنا على تثبيت الاستقرار واستعادة الثقة والنهوض باقتصادنا، كله نابع من إيماننا الراسخ بلبنان»، مشدداً على أن «اسم مطار بيروت ارتبط برفيق الحريري لأنه كان محورا أساسيا من محاور رؤيته الاقتصادية والإنمائية والاستراتيجية للبنان»، لافتا إلى أن «الرئيس الشهيد كان يعتبر أن مطارنا الدولي هو واجهتنا للعالم وبوابة العبور الأولى للمغتربين الذين نريدهم أن يعودوا إلى بلدهم، والسياح الذين نريدهم أن يزوروا بلدنا، والمستثمرين الذين نريدهم أن يشاركوا بأموالهم ومشاريعهم في نهوضنا الاقتصادي».

في موازاة ذلك، عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري، أمس، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي.

وشدد المطارنة في بيان على «ضرورة عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، لأنهم باتوا مهددين بفقدان هويتهم وعبئا ثقيلا على لبنان من كل جانب، فضلا عما يترك هذا النزوح من آثار بالغة عند السوريين أنفسهم، وخصوصا من ولدوا منهم على أرض لبنان. فإذا استمرت الأزمة فسيكون هناك جيل من النازحين لا هوية وطنية له، فكيف له أن يشارك في مستقبل سورية. لذا، كل يوم تأخير في عودة النازحين السوريين الى بلادهم، في ظروف آمنة ترعاها القوى الدولية، يفصل هؤلاء عن مداهم الحيوي، وبالتالي عن كرامتهم الوطنية ومستقبلهم».