على بعد عدة أبنية من النصب التذكاري لبرجي التجارة العالميين في منطقة مانهاتن بنيويورك، اللذين تهدما في هجمات 11 سبتمبر 2001، أكبر هجمات إرهابية في تاريخ الولايات المتحدة، قام مواطن من أوزبكستان (29 عاماً)، ويدعى سيف الله سيبوف، ويعيش في الولايات المتحدة منذ عام 2010، وله علاقة بتنظيم «داعش» الإرهابي، بتنفيذ عملية دهس وقع فيها 8 قتلى بينهم 5 سياح من الأرجنتين وبلجيكية، و15 جريحاً، قبل أن تعتقله الشرطة.

وقام المهاجم، الذي أكد حاكم مدينة ​نيويورك​ ​أندرو كومو​أمس، أنه «على صلة بتنظيم داعش الإرهابي»، باستئجار شاحنة نقل، قبل ساعة من تنفيذ هجومه، بالدخول الى طريق مخصص للدراجات الهوائية، ودهس عددا من الأشخاص حتى اصطدم بحافلة مدرسية، وعندها ترجل ملوحا بمسدس، فأطلقت الشرطة النار عليه، وتمكنت من توقيفه، ليتضح أنه كان حاملا مسدساً يطلق كرات طلاء.

Ad

رسالة «داعشية»

وأكد مسؤول أمني رفيع المستوى أن الشرطة عثرت داخل الشاحنة المستخدمة في عملية الدهس على رسالة مكتوبة باللغة الإنكليزية، تشير إلى أن المهاجم نفذ العملية باسم تنظيم «داعش»، كما عثر على راية التنظيم مطبوعة على ورقة، وقسم الولاء لزعيم «داعش» مكتوب بالعربية.

الذين كانوا في موقع الهجوم بمنهاتن أكدوا أنهم سمعوا المهاجم وهو يصرخ قائلا: «الله أكبر»، وهي الصيحة التي يرددها كثير من الجهاديين قبل تنفيذ عملياتهم.

وقالت «سي إن إن»، نقلا عن مصادر طبية، إن سيبوف، الذي أطلقت الشرطة النار عليه، خرج من غرفة العمليات في المستشفى وتحدث إلى رجال الشرطة، دون أن تتضح طبيعة المحادثة أو المعلومات التي أدلى بها حتى الساعة.

القتلى

أما القتلى، فاتضح أن 5 منهم أرجنتينيون، اتفقوا على اللقاء في منهاتن للاحتفال مع 3 آخرين بمرور 30 سنة على تخرجهم من مدرسة في العاصمة بوينس آيرس، وفق موقع صحيفة «لاناسيون» المحلية، التي كشفت أن زملاءهم الثلاثة أصيبوا في الهجوم. كما قضت بالدهس الإرهابي بلجيكية، كانت مع والدتها وشقيقتها في رحلة سياحية بنيويورك.

عصبي

وقالت وسائل اعلام أميركية إن سيبوف كان يقطن في مدينة تامبا بولاية فلوريدا الأميركية، منذ عام 2010، إلا أنه سكن في ولاية أوهايو «قبل ذلك في العام نفسه عند وصوله إلى الأراضي الأميركية.

وأضافت أن المهاجم له سجل إجرامي وأسبقيات، لكن أغلب سجله يتضمن مخالفات مرورية ارتكب أغلبها في ولايتي ميسوري وبنسلفانيا. ويعمل الشاب سيبوف سائق شاحنة تجارية، لكن أحد أصدقائه يقول إنه عمل أيضا سائق تاكسي، وعاش فترة من الزمن في ولاية نيوجيرسي.

وبدأ المهاجم يقيم حديثا في مدينة باترسون بولاية نيوجرسي. وتشتهر باترسون بأن نسبة كبيرة من سكانها من المهاجرين، ويقيم فيها نحو 150 ألف شخص، منهم ما بين 25 و30 ألف مسلم.

وفتشت الشرطة مساء أمس الأول منزلا في باترسون يعتقد أن سيبوف كان يقيم فيه. وقال مدير سوبر ماركت في مدينة باترسون اعتاد المهاجم شراء حاجياته، إن سيبوف «كان عصبياً باستمرار، سريع الغضب الشديد، يجادل العاملات على الصندوق، ويتهم الواحدة منهن بأنها بلا تربية وتهذيب، مقللا من شأنها، حتى ولو كانت متحجبة في كل مرة يأتي فيها لشراء شيء ما».

الحاكم والعمدة

وقال حاكم نيويورك كومو لمحطة «سي إن إن» إن المهاجم «جبان منحرف، وكان على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية وتطرف» في الولايات المتحدة. بدوره، قال عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، إن ما جرى كان «عملا إرهابيا جبانا يستهدف الأبرياء بشكل خاص»، مضيفا أن المهاجم تعمد ضرب «الأبرياء الذين كانوا يتابعون حياتهم بشكل طبيعي دون معرفة ما ينتظرهم».

ترامب

وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الهجوم قائلا إن منفذه «شخص مختل ومريض جدا». وبعد ذلك، وصف الهجوم بالإرهابي، وقال: «علينا ألا نسمح لتنظيم داعش بالعودة أو الدخول إلى بلادنا بعدما دحروا من الشرق الأوسط وسواه، كفى».

كما كتب ترامب في حسابه على «تويتر»: «لقد أمرت للتو الأمن الداخلي بتشديد برنامج التدقيق الموجود بالفعل». والأسبوع الماضي، بدأت شركات الطيران العالمية تنفيذ مقابلات أمنية للمسافرين المتجهين إلى الولايات المتحدة قبل تسجيل الدخول للرحلات.

أوزبكستان

وتعهد الرئيس الأوزبكي، شوكت ميرضيايف، بأن تبذل بلاده كل ما بوسعها و»بكل قوة» من أجل تقديم العون والمساعدة في التحقيقات الدائرة حول هجوم نيويورك الإرهابي.

وقال ميرضيايف، في رسالة مفتوحة وجهها إلى ترامب: «بلدنا سيستخدم كل القوة الضرورية وكل الوسائل المتاحة للمساعدة في التحقيق بهذا العمل الإرهابي. المأساة التي وقعت تؤكد من جديد الحاجة إلى توحيد جهود المجتمع الدولي كله لمواجهة هذه التحديات غير الإنسانية التي نعيشها». ووجه ميرضيايف تعازيه لأسر الضحايا وأقربائهم، مؤكدا وقوفه الكامل إلى جانب الشعب الأميركي.

إدانات عربية

وفي الشرق الأوسط، دانت الكويت ودول عربية الهجوم، إضافة الى الجامعة العربية والأزهر ومنظمة المؤتمر الإسلامي.