الدموع لم تنقطع، همهمات أم، وصمت أب، وتنهيدات زوجة، وزغاريد الجيران، وتهنئة الأصدقاء، مشاعر مختلطة فحواها حمدا لله على سلامة النقيب محمد الحايس.رغم ثبات الأب الدكتور علاء الحايس، وإيمانه بقضاء الله وقدره، فإنه لم يخفِ صدمته من المصير المجهول لنجله النقيب، وقال لـ«الجريدة»: «ولدي فداء للوطن، لكن مصيره المجهول كان يؤلمني، وبالفعل بدأنا التجهيز لإقامة طقوس العزاء، خاصة أن قيادات الداخلية لم تعطني أي معلومات عن مصيره، ومعظم حديثهم كان يتلخص في كلمة واحدة: لو فيه جديد أكيد هنبلغكم سواء باستشهاده أو وجوده على قيد الحياة».
وعن لحظة إبلاغ الأسرة بتحرير الحايس، قال الأب وعيناه تلمع من الدموع: «قيادة أمنية هاتفني قائلا يا دكتور وصلنا لمحمد وهو الحمد لله كويس، لم أتمالك نفسي وخيم علي صمتُ، بينما ظلت القيادة الأمنية تناديني: يا دكتور يا دكتور، لم أنطق إلا بجملة هو عايش؟ قال: الحمد لله كويس وهو في مشفى عسكري لو تحبوا تشوفوه، ولم أطمئن حتى رأيته بعيني وكان مبتسما، وقال لي: أنا كويس يا بابا، أنا مكنتش خايف إلا من إني مشفكش انت وماما».وأشار الأب إلى أن «محمد» يلقى اهتماما كبيرا من الدولة والقيادة السياسية، والأطباء أجروا له عملية في اليد، وسيبقى في العناية المركزة لحين تحسن حالته.أما ياسمين، زوجة الحايس، فقالت لـ«الجريدة»: «لم أفقد الأمل في عودته، وكنت دائمة الدعاء له، وعندما أبلغوني بتحريره كنا نبكي من الفرحة، وننتظر رؤيته والتحدث معه»، مضيفة: «كنا في كابوس لكنه انتهى على خير والحمد لله». وعلمت «الجريدة» من مصدر طبي أن الحالة الصحية للحايس مستقرة، وهو حتى الآن تحت الملاحظة من قبل فريق كامل من الأطباء، موضحا أنه تم إجراء عملية جراحية له، ويعاني حاليا تهشما في عظام إحدى الساقين، الأمر الذي يحتاج إلى فترة علاج طويلة، بينما ساقه الأخرى بها كسور مضاعفة.
دوليات
الجريدة• ترصد الفرحة في بيت النقيب الحايس
02-11-2017