غداة تحرير قوات الجيش المصري النقيب محمد الحايس، الذي خطفه إرهابيون خلال هجوم الواحات الشهر الماضي، واصلت قوات الجيش والشرطة أمس عملية عسكرية ضخمة بالقرب من الحدود الغربية، بغية القضاء على العناصر الإرهابية المتمركزة في محيط منطقة الواحات، والتي شنت هجوما إرهابيا في منطقة الواحات (135 كيلومترا جنوب غربي الجيزة)، 20 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 16 شرطيا على الأقل.

من جانبها، قالت القوات المسلحة، في بيان عبر صفحتها على «فيسبوك»، أمس، إنه «استكمالا للعملية العسكرية المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة لاستهداف العناصر الإرهابية المتورطة في القيام بعملية الواحات الأخيرة، قامت القوات الجوية، بالتعاون مع قوات الصاعقة والشرطة، بحصر وتثبيت وتتبع المجموعة الإرهابية الهاربة بالمنطقة الصحراوية الواقعة غرب مدينة الفيوم، وتنفيذ هجمة جوية دقيقة أسفرت عن القضاء على جميع العناصر الإرهابية الموجودة بمنطقة الحدث».

Ad

وبينما أشارت القوات المسلحة إلى أن المجموعات القتالية مدعومة بغطاء جوي تواصل تمشيط الدروب الصحراوية في محيط العملية، قال مصدر أمني لـ«الجريدة» إن مصر حصلت على صور من أحد الأقمار الصناعية لإحدى الدول الصديقة، تظهر تحركات الإرهابيين، سهلت عملية القضاء عليهم، مؤكدا انه «تم إلقاء القبض على أربعة عناصر إرهابية شديدة الخطورة اشتركوا في عملية الواحات، وتم نقلهم إلى جهاز الأمن الوطني، لبدء التحقيق معهم».

زيارة السيسي

في خطوة مهمة، زار الرئيس السيسي الحايس صباح أمس، للاطمئنان على صحته، والذي يتلقى العلاج بمستشفى الجلاء العسكري (شمالي شرق القاهرة)، مشيدا بعطاء رجال الجيش والشرطة.

وكشف مصدر رفيع المستوى، لـ«الجريدة»، عن ظروف وملابسات تحرير الحايس، قائلا إن عملية التحرير تمت تحت غطاء جوي، حيث تم تحرير الحايس الذي أصيب في قدمه، مشددا على أن معلومات مؤكدة كشفت اعتزام تلك العناصر الهروب إلى الأراضي الليبية وبحوزتهم النقيب، في محاولة لإحداث حالة معنوية سيئة في الشارع المصري.

من جهته، ذكر خبير مكافحة الإرهاب الدولي العقيد حاتم صابر، لـ»الجريدة»، أن هناك تنسيقيا أمنيا على مستوى عالٍ تم خلال الأيام الماضية بين القوات المصرية ونظيرتها الليبية، حيث قصفت القوات الجوية الليبية مواقع إرهابيين في درنة، التي تشكل القاعدة الرئيسية لهم، ما قطع خطوط الإمداد اللوجستي عن الإرهابيين المختبئين في الواحات، لذا فإن القوات المصرية كانت تعلم جيدا أن منفذي عملية الواحات سيتحركون من مواقعهم في أي وقت بعد نفاد المؤن.

وفي حين توالت الإشادات بنجاح القوات المصرية في تحرير الحايس، أعرب مجلس الوزراء، برئاسة شريف إسماعيل، عن أسمى معاني الفخر والاعتزاز للقوات المسلحة ورجال وزارة الداخلية، الذين نجحوا في مباغتة العناصر الإرهابية الآثمة، والنجاح في القضاء على عدد كبير منهم، ثأرا لشهداء الواجب الوطني.

وقال رئيس ائتلاف الأغلبية البرلمانية «دعم مصر»، محمد السويدي، لـ«الجريدة»، إن عملية تحرير الحايس «ردت على كل المشككين في قدرات الداخلية وأجهزة الأمن عموما، من خلال القضاء على بؤرة إرهابية شديدة الخطورة، وإعادة الحايس».

وتابع السويدي: «لن تكون هذه هي الحرب الأخيرة مع الإرهاب الذي يريد أن يقوض أركان الدولة، ولكننا نثق بجيشنا وشرطتنا وقدرتهما على حماية مقدرات الدولة، وسننتصر بإذن الله».

جدل المساعدات الأميركية

في غضون ذلك، قال رئيس البرلمان المصري علي عبدالعال، الذي يزور واشنطن حاليا، خلال لقائه مع الرئيس المناوب لمجلس الشيوخ الأميركي أورين هاتش، إن قرار تخفيض المساعدات الأميركية لمصر يتناقض مع متطلبات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ويعطي انطباعا بعدم استقرار العلاقات.

وأشار عبدالعال إلى أن قانون الجمعيات الأهلية، الذي أقره البرلمان مؤخرا، وتعترض واشنطن على بعض مواده، بحجة أنه يقيد حرية عمل منظمات حقوق الإنسان، يتفق مع قواعد القانون الدولي، مضيفا: «لكنه لم يطبق بعد، ولم تصدر لائحته التنفيذية، وإذا ظهرت ثغرات في التطبيق فسيتم علاجها».

من جهته، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي اللواء كمال عامر، لـ«الجريدة»، إن حجب جزء من المعونة الأميركية قرار غير مناسب في مثل هذا التوقيت الذي تحارب فيه مصر الإرهاب، لذا كان طبيعيا أن يطالب رئيس البرلمان برفع الحجب وإعادة المساعدات كاملة، مضيفا: «من الحكمة تعميق التعاون بين الطرفين لا الدخول في أزمات».

عدم التمييز الديني

وفيما تحتشد أجهزة الدولة المصرية لانطلاق منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، بعد غد، استقبل الرئيس السيسي، أمس، وفدا من قيادات الطائفة الإنجيلية الأميركية، مؤكدا انفتاح مصر على جميع الأديان والطوائف، وحرصها على إعلاء مبادئ المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين على أي أسس دينية أو طائفية أو غيرها، فضلا عن ترسيخ ثقافة التعددية وقبول الآخر.