الأسد يتجه لمناطق الأكراد... وإيران تؤكد وجودها جنوباً

• تحفظات للمعارضة على «مؤتمر سوتشي»
• تركيا تستكمل إنشاء أول قاعدة لها بحلب

نشر في 01-11-2017
آخر تحديث 01-11-2017 | 21:45
طاقم مدفع محمول على عربة يحضر قذيفة على دير الزور أمس الأول    (أ ف ب)
طاقم مدفع محمول على عربة يحضر قذيفة على دير الزور أمس الأول (أ ف ب)
مع اقتراب هزيمة "داعش" في سورية تضع دمشق نصب عينيها أراضي تسيطر عليها قوات يقودها الأكراد، فيها حقول نفط بشرق البلاد، مما يهدد باندلاع مواجهة جديدة، قد تستدرج الولايات المتحدة إلى دبلوماسية مع روسيا أكثر عمقاً وتعقيداً.
بعد أن تفادى الطرفان، إلى حد بعيد، الدخول في صراع خلال الحرب المستمرة منذ 2011 من أجل التفرغ لقتال عدوهما المشترك، بدأ يظهر العداء التاريخي بين الحكومة السورية، التي تساندها إيران وروسيا، والقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة مع الانهيار الوشيك لتنظيم "داعش".

ووفق محللين، فإن الرئيس بشار الأسد وحلفاءه الإيرانيين تشجعوا من الأحداث في العراق، حيث تلقت السلطات الكردية ضربة كبرى منذ أن حشدت دول إقليمية جهودها ضد الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان على الاستقلال.

وتأمل الجماعات الكردية الرئيسية في بدء مرحلة جديدة من المفاوضات من شأنها أن تدعم حكمها الذاتي، بيد أن حكومة الأسد تؤكد أحقيتها في المناطق التي انتزعتها قوات سورية الديمقراطية (قسد) من "داعش".

وفي أقوى إشارة على بدء صراع سوري جديد، أعلنت دمشق الأحد الماضي أن الرقة، معقل "داعش" الرئيسي السابق، ستعتبر "محتلة" إلى أن يسيطر عليها الجيش السوري.

وفي تحدٍّ مباشر لواشنطن، التي ساعدت القوات ذات الأغلبية الكردية في السيطرة على المدينة بعد أشهر من القتال، ذكر مسؤول سوري وقائد عسكري غير سوري في التحالف، الذي يقاتل دعماً للأسد، أن حقول النفط الشرقية التي سيطرت عليها "قسد" في أكتوبر، ومن بينها أكبر حقل في سورية، ستكون هدفاً للحكومة.

وفي تصريحات لوكالة "رويترز"، قال القائد العسكري غير السوري، الذي طلب عدم نشر اسمه، "الرسالة واضحة جداً لمسلحي سورية الديمقراطية ولداعميهم في التحالف وعلى رأسهم أميركا أن كل الأراضي التي حرروها من داعش هي حق للدولة السورية، ولا سلطة شرعية غير الشرعية السورية، ولهذا صدر كلام رسمي من الدولة عدة مرات كان آخرها موضوع مدينة الرقة".

وأضاف: "وكذلك نقول هنا بخصوص ثروات الشعب السوري من آبار نفط وغير ذلك في المناطق الشرقية لن نسمح لأحد أن يستمر بالسيطرة على ثروات البلد وعمل كانتونات أو التفكير بالحكم الذاتي".

وأفاد المسؤول السوري بأن القوات الكردية لا يمكنها الاحتفاظ بالسيطرة على الموارد النفطية. وقال المسؤول، الذي تحدث لـ"رويترز"، شريطة عدم الكشف عن هويته، حيث انه يعطي رأيه الشخصي، "لن نسمح لهم".

واعتبر المسؤول السوري أن فقد السلطات الكردية في العراق كثيراً من الأراضي لمصلحة بغداد بما في ذلك مناطق منتجة للنفط حول مدينة كركوك بسبب إصرارها على الاستقلال وإجراء الاستفتاء على الاستقلال الشهر الماضي يجب أن يكون "درسا لأكراد سورية كي يفكروا في المستقبل".

محادثات أستانة

وانتهت الجولة السابعة من اجتماعات أستانة أمس الأول من دون تحقيق تقدم ملموس، لكن روسيا دعت في ختامها إلى عقد "مؤتمر حوار وطني سوري" بسوتشي في 18 نوفمبر الجاري للعمل على وضع دستور جديد.

وشدد إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي، أمس، على ان أنقرة لا يمكنها قبول دعوة وحدات حماية الشعب الكردية إلى محادثات أستانة، مؤكداً أن المسؤولين الروس والأتراك ناقشوا القضية وعقدت اجتماعات "لحل المشكلة على الفور".

وفي انتقاد لموقف روسيا وإيران، اعتبر رئيس الوفد السوري ​بشار الجعفري​، أنّ "الجانب التركي دخل بآلياته العسكرية بالتنسيق مع جبهة النصرة إلى إدلب مخالفاً لما جرى الاتفاق عليه"، مؤكّداً أنّ "وجود أي قوة على ​الأراضي السورية​ دون موافقتنا نعتبره احتلالاً وسنواجهه بالقوة" ما لم يتدخل ضامنو الاتفاق لمواجهته.

في هذه الأثناء، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال زيارته لمعرض الصحافة بطهران، أن القوات الإيرانية وعناصر "حزب الله" موجودون في جميع أنحاء سورية ومنها الجنوب السوري، مؤكداً أنه لم يسمع أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أبلغ مسؤولين إسرائيليين عن ضرورة خروج هذه القوات من جنوب سورية.

وغداة توجيه موسكو الدعوة إلى 33 جماعة وحزباً، بينهم الأكراد لأول مرة، إلى "مؤتمر الحوار"، اعتبر المتحدث باسم ائتلاف المعارضة أحمد رمضان أن روسيا تلتف على الإرادة الدولية في الانتقال السياسي، مشيراً إلى أن "الائتلاف لن يشارك في أي مفاوضات مع النظام خارج إطار جنيف أو بدون رعاية الأمم المتحدة".

وأكد عضو الهيئة العليا للمفاوضات والقيادي في "جيش الإسلام" محمد علوش أن "النظام سيحاور نفسه في هذا المؤتمر"، موضحاً أن "الهيئة العليا فوجئت بدعوتها له، وهي بصدد إصدار بيان مع قوى أخرى يحدد الموقف العام الرافض له".

وقال عضو الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي: "نرفض مثل هذا المؤتمر الذي ينظمه المحتلون، والذي يهدف فقط إلى إعادة الشرعية لهذا النظام المجرم".

وحذر رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات أستانة ألكسندر لافرينتيف المعارضة من أنها قد تجد نفسها على هامش العملية السياسية في حال قاطعت مؤتمر سوتشي.

ميدانياً، نقلت صحيفة "الوطن "المقربة من النظام عن مصادر بحركة "نور الدين الزنكي" أن تركيا استكملت تأهيل القاعدة العسكرية الأولى في قمة جبل الشيخ بركات قرب مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، في خطوة تسعى فيها إلى إقامة 8 قواعد أخرى.

وأكدت الصحيفة أن "جرافات الجيش التركي، رفعت وتيرة أدائها للإسراع في تأسيس القاعدة ذات الموقع الاستراتيجي"، موضحة أن جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقاً)، التي تتقاسم ريف حلب الغربي "نور الدين الزنكي" ما زالت تحرس قوافل الجيش التركي التي تنقل معدات عسكرية إلى المنطقة.

وبينما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 850 مدنياً بينهم 275 طفلاً وامرأة خلال شهر أكتوبر الماضي، أعلن أمس أنه خلال ساعات ستتم المصادقة على أسماء حكومة الإنقاذ الوطني في سورية ومقرها مدينة إدلب برئاسة الدكتور محمد الشيخ ليجري تسليمها إدارة المحافظة وإلحاق المؤسسات والإدارات بها.

ترقب لإعلان حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الشيخ وتسليمها إدلب وإدارتها
back to top