«قميص محمد خان»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
«قميص محمد خان.. الحرير» عنوان طريف لن يفهمه سوى من يطالع ما كتبه شيمي، واستمتع بذكرياته، التي تكاد تمثل وحدة موضوعية محورها «لندن»، التي ذهب إليها محمد خان للدراسة، وهو في السابعة عشرة من عمره، بعد كساد تجارة والده، وهو يحمل جواز السفر الباكستاني، الذي أصبح إنكليزياً في ما بعد. وفي عاصمة الضباب تنقل بين أعمال عدة، وانتابه شعور بأنه «يعيش في مجتمع لم يُخلق للعيش فيه»، من ثم أغرق نفسه في طوفان الخطابات المتبادلة مع شيمي، التي كانت السينما تخيم عليها، وجاء قرار تأميم صناعة السينما في مصر، وتأسيس شركة «فيلمنتاج» ليعجل بعودة «الطير المسافر» استجابة لصديقه، الذي أرسل إليه خبر تأسيس الشركة، التي طلبت شباباً دارساً للسينما للعمل بها. وانضم إلى الشركة، مع كل من مصطفى محرم، ورأفت الميهي، وهاشم النحاس، وأحمد راشد، وأحمد عبد الوهاب.. وغيرهم ممن أصبحوا علامات في السينما المصرية في ما بعد.في خطاباته من لندن أبدى خان لصديقه انزعاجه بسبب ابتعاده عن السينما، التي يحبها ويريد أن يصنعها، وذكر كيف أنه اضطر إلى العمل في وظائف ليلية لأنها تمنحه نقوداً أكثر، وهو يريد أن يجمع المال ليعود إلى مصر، ويعمل في السينما، وكان وصديقه يتبادلان الخطابات بمعدل خطابين أو ثلاثة أسبوعياً، تتناول أخبار السينما، وبعضها يحوي مقالات كتبها خان، ونشرها شيمي في نشرة «جمعية الفيلم»، بالإضافة إلى مجلة كانت تصدر باسم «ألوان جديدة» صاحبتها الكاتبة سنية قراعة، ومع وفاة والده فكر في العودة إلى مصر لكن صديقه أكّد له أن مصر تغيرت بعد وفاة عبد الناصر!الأمر المؤكد أن خان، كما تقول خطاباته، كان مولعاً بالسينما، وصنع الأفلام، وصاحب وجهة نظر في نوعيات عدة من الإنتاج الفيلمي، فضلاً عن عشقه للمخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني، وإعجابه بتفكيره، ونهجه السينمائي، وهو ما أكده في مقاله «عالم أنطونيوني القلق»، الذي نُشر في العدد السادس عشر من نشرة «جمعية الفيلم» عام 1969 «عام الفرحة المزدوجة»، كما وصفه «شيمي». ففي ذلك العام انتهى خان من تأليف كتاب بالإنكليزية عن تاريخ السينما المصرية نشره على نفقته الخاصة، بعدما حصل على سلفة من أحد المصارف، فيما حصل شيمي، لأول مرة في حياته، على جائزة دولية كهاو في مهرجان تونسي عن فيلم عنوانه «إنسان»، كتب فكرته وصوره وأخرجه، والطريف أن خان، الذي كان يملك حدساً رائعاً، استعان في كتابه بصورة لصديقه سعيد شيمي وكتب أسفلها «أحد رجال المستقبل السينمائي في مصر».يحكي شيمي، بود حقيقي، عن صديقه الذي أسس متجراً تحت منزله في لندن ليبيع «بنطلونات الجينز»، ووقتها لمعت في ذهنه فكرة فيلم يخرجه باسم «قميص حرير» نشر «صديق العمر» فكرته، وعاد إلى مصر في خريف 1977، وبدلاً من أن يُنجز «قميص حرير» شرع في إخراج فيلم «ضربة شمس»، الذي أنتجه وقام ببطولته نور الشريف.