صحوة «بتكوين» تتواصل بمستوى قياسي جديد فوق 7300 دولار

الخبراء متشككون... هل هي ثورة تكنولوجية ومالية أم مجرد احتيال؟

نشر في 02-11-2017
آخر تحديث 02-11-2017 | 18:00
No Image Caption
انقسم الكثير من المحللين والخبراء حول العالم بشأن العملة الرقمية «بتكوين»، فالبعض يراها احتيالاً، والبعض الآخر يراها ثورة تكنولوجية ومالية، وجذب استخدامها قراصنة الإنترنت وعمليات غسل الأموال والشركات العادية أيضاً، لكن الصين حظرت التعامل بها.
واصلت العملة الافتراضية «البتكوين» ارتفاعها إذ وصلت أمس، إلى مستوى قياسي جديد، وتجاوزت ٧٣٠٠ دولار للمرة الأولى.

وتلقت البتكوين دعماً هذا الأسبوع، بعدما أعلنت الشركة الأميركية «سي إم إي» أنها ستطلق عقوداً مستقبلية لتلك العملة الرقمية. ووفقاً لموقع «كوين دسك»، ارتفعت البتكوين خلال تداولات أمس، بنسبة ٢.٨ في المئة .

وأدى الارتفاع في قيمة البتكوين إلى وصول القيمة السوقية لكل العملات الافتراضية إلى الارتفاع أعلى 188 مليار دولار، أمس الأول، للمرة الأولى، وبلغت القيمة السوقية للبتكوين وحدها 115 مليار دولار، وفقاً لبيانات موقع «كوين ماركت كاب».

وانقسم الكثير من المحللين والخبراء حول العالم بشأن العملة الرقمية «بتكوين»، فالبعض يراها احتيالاً والبعض الآخر يراها ثورة تكنولوجية ومالية، وجذب استخدامها قراصنة الإنترنت وعمليات غسل الأموال والشركات العادية أيضاً، لكن الصين حظرت التعامل بها.

يأتي ذلك مع ظهور تكنولوجيا «بلوك تشين»، التي يتم التداول على العملات الرقمية من خلالها، وهي منصة آمنة يتوقع خبراء أن تحدث ثورة رقمية في التعاملات، ونشرت «كريستيان ساينس مونيتور» تقريراً عن «البتكوين» وما يحيط بها من مخاوف احتيال وآمال استثمارية.

«بلوك تشين»

تتسارع عمليات التداول على العملات الرقمية بشكل يثير المخاوف، كما دخلت منصة «بلوك تشين» في العديد من المجالات، لعل أبرزها ما دشنته شركة «Viuly» السويسرية لموقع مشابه لـ«يوتيوب» باستخدام هذه التكنولوجيا مع حصول ناشري الفيديوهات على 65 في المئة من الإيرادات وسيحصل المشاهدون على 25 في المئة من تلك الإيرادات لمجرد المشاهدة.

اقترح مسؤولون من الأمم المتحدة استغلال منصة «بلوك تشين» في مكافحة الاحتباس الحراري عن طريق حث الشركات على حساب معدلات الكربون بشكل أكثر كفاءة.

يبحث تحالف من وكالات تابعة للأمم المتحدة وشركات ومنظمات غير ربحية وحكومات كيفية استغلال «بلوك تشين» لتدشين نظام هوية آمن لمليار شخص حول العالم غير معترف بهم من جانب حكومات.

تحذيرات من الخبراء

قال الملياردير والمستثمر الأميركي الشهير وارن بافيت، إن «البتكوين» عبارة عن «فقاعة حقيقية، بينما صرح المدير التنفيذي لبنك «جي بي مورغان» جيمي ديمون: «لو أنت غبياً بما فيه الكفاية، اشتر البتكوين، وسوف تدفع الثمن يوماً ما».

- كان ديمون قد حذر في وقت سابق هذا العام من «البتكوين» ووصفها بالاحتيال، وهدد بفصل أي موظفين متعاملين في البنك يشترون العملة الرقمية.

رغم تلك التحذيرات، واصلت «البتكوين» ارتفاعاتها القياسية وسط توقعات إيجابية باستمرار المكاسب، واعتبر البعض هذه العملة الرقمية مخزناً للقيمة مثل الذهب أو الأسهم، وليست مجرد أداة للمبادلات. أفاد الأستاذ بجامعة نيويورك «ديفيد يرماك» بأن «البتكوين» تعد ضمانة استثمارية أكثر من أنها مجرد عملة نظراً إلى أنها تدخل في إطار تعاملات بين المستثمرين، وليست وسيلة دفع لسلع أو خدمات.

وأوضح مستثمرون أنه حال اعتبار «البتكوين» فقاعة وانفجرت بالفعل، فسوف تصبح هي وبعض العملات الرقمية الأخرى أكثر استقراراً وأقل تذبذباً.

في غضون ذلك، تعكف بنوك ومؤسسات مالية مثل «رويال بنك أوف كندا» و«غولدمان ساكس» وحتى «جي بي مورغان» على تجربة تكنولوجيا «بلوك تشين»– التي يتم تداول العملات الرقمية عن طريقها – من أجل خفض تكاليف المعاملات المالية.

الإيجابيات

يتم تسجيل كل المعاملات على العملات الرقمية عبر «بلوك تشين»، مما يجعل هذه المنصة آمنة، وأكد محللون أنه من أجل إجراء عملية تزوير أو احتيال، يلزم تغيير كل التعاملات بـ«البتكوين» منذ ظهورها، وهو أمر مستحيل من الناحية الرياضية.

وتوقع أحد الخبراء أن تتمكن البنوك الكبرى من توفير 30 في المئة من تكاليف معاملاتها المالية، إذا تحولت نحو استخدام منصة «بلوك تشين».

وأصبحت «بلوك تشين» أشبه بشبكة اجتماعية يلتقي فيها أناس يحصلون على أموال بالعملات الرقمية نظير الرد على بريد إلكتروني أو إتمام مهام محددة.

من جانبه، يرى كبير المستشاريين الاقتصاديين لدى «إليانز» محمد العريان أن البتكوين - على الرغم من جذبها للكثير من الاهتمام- لكنها لم تحقق هذا النوع من الاستقرار، الذي يجب أن تكون عليه العملة، مشيراً إلى أنه يتفق مع فكرة أن البتكوين هي سلعة أكثر من أنها عملة.

وقال «العريان» لـ«سي إن بي سي» خلال منتدى «باركليز آسيا» لعام 2017 في سنغافورة أمس: «تعمل العملة كمخزن للقيمة يمكن التنبؤ به، وتعمل كوسيط للتبادل المستقر كثيراً في القيمة أيضاً، والبتكوين لم تصل لذلك بعد، إذ إنها ما زالت تسعى من أجل الاستقرار، لذا هي تعتبر سلعة أكثر من أنها عملة».

وفي الشهر الماضي، قال «العريان» إن قيمة البتكوين، يجب أن تقل عن نصف الـ 4000 دولار التي سجلتها، ومنذ ذلك الحين وارتفعت قيمة تلك العملة الافتراضية حتى تجاوزت الـ 6000 دولار وارتفعت بأكثر من 500% هذا العام.

وتلقت العملات الافتراضية عموماً المزيد من الاهتمام من الحكومات والمنظمات الكبرى، لكن البتكوين شهدت جدلاً كبيراً.

لكن العريان ظل متشككاً، إذ يرى أن هؤلاء الذين يشترون البتكوين ربما يفترضون أنه سيتم اعتمادها على نطاق واسع من قبل المؤسسات والبنوك المركزية، ولكنهم قد يكونون مخطئين.

back to top