مؤتمر الشباب في سوتشي
شارك الوفد الكويتي تحت قيادة ملتقى الشباب الديمقراطي في مؤتمر الشباب والطلبة العالمي التاسع عشر في مدينة سوتشي الروسية بتاريخ 15 إلى 21 أكتوبر، حيث كنت من المشاركين في هذا الحدث الضخم والذي تعدى مشاركوه الثلاثين ألفاً من مختلف أقطار العالم. وأتت مشاركة الوفد الشبابي الكويتي بصورة مستقلة دون أي دعم حكومي، حيث كانت مشاركتهم بمجهود شخصي، وتكون الوفد الكويتي من الشباب المبدعين في شتى المجالات من كتّاب وأدباء وفنانين وموسيقيين ونشطاء سياسيين، وتمت المشاركة في المحاضرات وتقديم الأنشطة الرياضية والعروض الموسيقية، وكذلك عرض بعض الأعمال الفنية. وتم تعريف الحضور العالمي بتاريخ الكويت وثقافتها وأحوالها الراهنة وتطلعاتها للمستقبل، وسعدت كثيراً بتمثيل الكويت بتلك الصورة التقدمية المشرفة، حيث إننا– كأمة عربية- في أمس الحاجة إلى تحسين صورتنا أمام العالم أجمع. كان جميلاً التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة ورؤية هذا التعايش والسلام بين أشخاص تفصل بينهم المسافات الجغرافية الشاسعة لكن يجمعهم المبدأ التقدمي المشترك واحترام الحريات والإنسانية، وسرني أيضاً وجود الوفود العربية وسيادة أجواء الألفة والتفاهم بينهم كشعوب وأفراد على الرغم من اختلاف سياسات بلدانهم. ومن المواقف المشرفة للوفد الكويتي احتجاجه على عدم رفع علم فلسطين ورفضه لوجود الكيان الصهيوني، حيث شاركت الكويت العديد من الدول العربية والأجنبية هذا الموقف الشجاع، وتمت الاستجابة لهذه المطالب، ورفع علم فلسطين مع بقية الدول الأخرى.
مثل هذه المؤتمرات الشبابية ظاهرة صحية وفرصة حقيقية للتحاور الطبيعي بين الشعوب دون وجود أي أجندة أو غايات خفية، ومن الرائع حضور ومشاركة الشباب فيها وتمثيل ثقافة بلدانهم، وكذلك التعرف على ثقافات وفنون ووجهات نظر أخرى تزيد من اتساع وعي الشباب ومنظورهم. روسيا، ذلك البلد الغامض الشاسع، فتحت أبوابها على العالم أخيراً وبدأت باعتناق سياسة التعايش والانفتاح على الثقافات الأخرى، حيث تدرك أن هذا هو التوجه الأفضل لمستقبلها، مهيئة الأجواء لكأس العالم في العام القادم. نتمنى أن "يأتينا الدور" وندرك ذلك أيضاً!