مهاجم نيويورك «راضٍ» ... والشرطة تلاحق أوزبكياً آخر

ترامب يقترح إعدام منفذ الدهس ويستعد لجولة آسيوية... ولا يذكر اقتراح لقاء بوتين بحملته الانتخابية

نشر في 02-11-2017
آخر تحديث 02-11-2017 | 21:30
ارجنتينيون يضيئون شموعا مساء أمس الأول في معهد البوليتكنيك في روازريو الذي ارتاده 5 من مواطنيهم قتلوا في عملية الدهس بنيويورك  (رويترز)
ارجنتينيون يضيئون شموعا مساء أمس الأول في معهد البوليتكنيك في روازريو الذي ارتاده 5 من مواطنيهم قتلوا في عملية الدهس بنيويورك (رويترز)
أقر منفد حادث الدهس في نيويورك بارتكابه الاعتداء، أمس، تأييداً لتنظيم «داعش»، وفي وقت تلاحق الشرطة الأميركية مواطناً أوزبكياً آخر، وتتحسب لوقوع هجمات جديدة، طالب الرئيس دونالد ترامب بإعدام منفذ الاعتداء.
في وقت تتنامى المخاوف من تزايد اعتماد أنصار تنظيم "داعش" على شن هجمات دهس المارة بالمركبات، نظرا إلى سهولتها وتأثيراتها الواسعة، اعترف المهاجر الأوزبكي الذي نفذ أعنف هجوم في نيويورك منذ 16 عاما أنه تصرف باسم التنظيم الذي يطلق على نفسه "الدولة الإسلامية"، وأنه "راض" عما فعله.

وتبينت التفاصيل المروعة بعد أن وجه المدعون الفدراليون اتهامات بالإرهاب لسيف الله سايبوف، الذي مثّل فيما بعد أمام المحكمة على كرسي متحرك، إذ أصيب في البطن بنيران الشرطة، وذلك بعد 24 ساعة على دهسه بشاحنة صغيرة حشدا من المارة وراكبي الدراجات الهوائية، قبل أن يصطدم بحافلة مدرسية.

وكشفت النيابة العامة الفدرالية في مانهاتن عن التهم، وقالت إنه تنازل عن حقوقه، واعترف باستلهام الهجوم من دعاية تنظيم "داعش". وأنه هتف "الله اكبر" لدى خروجه من شاحنة الـ "بيك أب" المستأجرة بعد تنفيذه الاعتداء الثلاثاء الماضي.

وقال النائب العام بالإنابة لمانهاتن جون-كيم إن "سايبوف بدأ التخطيط للهجوم منذ عام، وقرر قبل شهرين استخدام شاحنة لقتل أكبر عدد ممكن من الناس خلال احتفالات عيد هالوين".

وأضاف كيم أنه عثر بحوزة سايبوف على عدة سكاكين في كيس أسود، إضافة إلى رخصة سوق صادرة من فلوريدا وهاتفين خلويين يحتويان على آلاف الصور وعشرات الفيديوهات الدعائية للتنظيم المتطرف.

وتابع أن المحتويات تظهر "بين أشياء أخرى، مقاتلي التنظيم يقتلون معتقلين دهسا بدبابة ويقطعون رؤوسهم ويطلقون النار عليهم في وجوههم".

وتقول اللائحة الاتهامية إن "سايبوف طلب تعليق راية التنظيم الجهادي في غرفته في المستشفى، وقال إنه راض عما فعله".

وتذكر لائحة الاتهام تهمتين: "تقديم الدعم المادي وموارد إلى منظمة إرهابية أجنبية محددة، وممارسة العنف والتدمير بسيارات". ولم يتضح بعد ما إذا سيتم توجيه تهم أخرى له.

وذكر كيم أن العقوبة القصوى لتهمة الدعم المادي هي السجن مدى الحياة. ويمكن أن تطلب النيابة العامة الفدرالية عقوبة الإعدام.

ملاحقة واستنفار

في غضون ذلك، أصدر مكتب التحقيقات الفدرالية (إف بي آي) مذكرة بحث بحق اوزبكي يدعى محمد زوار قديروف (32 عاما)، مشيرا إلى أنه يريد استجوابه في قضية هجوم نيويورك، الثلاثاء الماضي.

وفي المذكرة التي عممها "إف بي آي" على الجمهور ونشر فيها صورة قديروف طلب مكتب التحقيقات من كل من لديه معلومة عن المطلوب تزويده بها.

ورغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سايبوف تصرف بمفرده، فإن السلطات أمرت بتعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات والأنفاق ومحطة بن، التي وصفت بأنها أكثر محطات القطارات ازدحاما في نصف الكرة الأرضية.

وفي مانهاتن تعهد مسؤولو المدينة بالمضي قدما بالماراثون السنوي المقرر الأحد. وقالت الشرطة إن الحدث الذي يجذب أكثر من 50 ألف عداء و2.5 مليون متفرج سيحظى بأكبر تدابير أمنية على الاطلاق.

ترامب يتوعد

في هذه الأثناء، توعد الرئيس دونالد ترامب بتشديد إجراءات برنامج تأشيرات قال إنه سمح للرجل (29 عاما) بالهجرة إلى الولايات المتحدة في 2010. وندد بسايبوف ووصفه بـ "الحيوان"، وقال إنه "سيباشر عملية إنهاء" برنامج يانصيب الإقامة الدائمة (غرين كارد) الذي سمح لسيابوف بدخول الأراضي الأميركية، مضيفا "علينا أن نفعل الصواب لحماية المواطنين، علينا التخلص من برنامج اليانصيب بأسرع وقت ممكن".

وأكد أنه "سيفكر بالتأكيد" في إرساله إلى معتقل غوانتانامو قبل أن يدعو إلى إعدامه.

وكتب ترامب على "تويتر": "كم أحب أن أرسل بإرهابي نيويورك إلى غوانتانامو، لكن إحصائيا تستغرق العملية وقتا أطول من اللجوء إلى النظام الاتحادي". وتابع في تغريدة أخرى "هناك أيضا شيء مناسب... عقوبة الإعدام".

سمعة المهاجرين

وفي الحي ذي الغالبية المسلمة، حيث كان يسكن سايبوف مع زوجته وأطفاله لأكثر من عام بقليل في بلدة باترسون بنيوجيرسي، عبر الأهالي عن الغضب لكونه لطخ سمعة المهاجرين المكافحين في عملهم.

وكان ترامب قلص أعداد اللاجئين الذين يتم استقبالهم في الولايات المتحدة سنويا بأكثر من النصف، وشدد إجراءات منح التأشيرات، وسعى إلى منع رعايا 11 دولة غالبيتها مسلمة من دخول البلاد، إلا أن أوزبكستان ليست من ضمنها.

ويعد سايبوف رابع أوزبكي متورط في هجمات أوقعت قتلى في أقل من عام، بعد هجمات في كل من إسطنبول وسان بطرسبورغ واستكهولم.

ترامب وبوتين

في شأن منفصل، ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يتذكر اجتماعا مع مستشاريه للسياسة الخارجية في مارس 2016 قال فيه أحدهم إنه يمكن أن ينظم اجتماعا بين ترامب الذي كان مرشحا للرئاسة حينها والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأفادت وثائق لمحكمة صدرت الاثنين الماضي أن جورج بابادوبولوس، وهو مستشار مغمور في حملة ترامب الانتخابية أقر بالكذب على عناصر في مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بشأن اتصالات أجراها مع أشخاص زعموا أنهم على صلة بمسؤولين روس كبار، وذلك في أول اتهامات جنائية تتعلق بالصلات بين الحملة وموسكو.

وجاء في الوثائق أن بابادوبولوس، وهو محام دولي مقره شيكاغو، قال في الاجتماع الذي عقد يوم 31 مارس 2016 إن لديه اتصالات قد تساعد على عقد اجتماع بين ترامب وبوتين.

وجاء الكشف عن الاتهامات الموجهة إلى بابادوبولوس عقب توجيه عدة اتهامات إلى بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية ومساعد آخر له يدعى ريك غيتس تشمل غسل أموال والتآمر على الولايات المتحدة.

ومثل مانافورت، ومساعده ريك غيتس أمام المحكمة، أمس، في وقت أدلى المستشار السابق لترامب للشؤون الدولية بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب أمس.

إلى ذلك، قُتل ثلاثة اشخاص مساء أمس الأول في إطلاق نار بأحد متاجر سلسلة "وول مارت" في ولاية كولورادو بغرب الولايات المتحدة في اعتداء لم تعرف دوافعه.

back to top