روميو لحود: لم أستسلم ولكني مُتعب

• يواصل العمل الفني ولكن بطريقة متجدِّدة

نشر في 03-11-2017
آخر تحديث 03-11-2017 | 00:00
مسيرة فنية طويلة مليئة بالعطاءات والمحطات الذهبية، وبنحو 37 استعراضاً فنياً، وما زال يبدع وإن اختار التجديد هذه المرة. فالفن الأصيل لا عمر له بالنسبة إليه، ولا يموت بل يشكِّل حالة مستمرة.
المبدع روميو لحود زرع المسرح في لبنان وخارجه طرباً وفرحاً مع صباح في «القلعة» و«فينيقيا 80» و«الفنون جنون» وغيرها، ومع سلوى القطريب في «بنت الجبل، واسمك بقلبي، وأوكسيجين، وياسمين، وحكاية أمل»، وغيرها، وأطلق أيضاً مسرحيات عدة بعد رجوعه عن الاعتزال، وسيخوض قريباً غمار عدد من الأعمال قبل أن يعتزل، كما قال في حديث إذاعي أخير معه.
«اعتزلت عشر سنوات أمضيتها مع زوجتي، ثم عدت بعد وفاتها وهي من طلب مني ذلك كي لا أبقى وحيداً، وسأواصل العمل إنما بطريقة متجددة لا أكرر فيها ما سبق أن قدّمته»، قال المبدع اللبناني روميو لحود في برنامج spot on مع رالف معتوق. وفي مقارنة بين المرحلة الماضية والراهنة، أكّد أن المسرح في لبنان لم يستعد دوره بعد لكنه على طريق العودة.

وعن مسرحيته الشهيرة «بنت الجبل» ذكر أنه لا يعرف سرّ حب الجمهور لهذا العمل الكلاسيكي، وهو بقدر سروره بعرضه في المدارس بقدر محبته لتلامذة يملكون شغفاً بالمسرح.

لحوّد في صدد التحضير لاستعراض لابنة شقيقه الفنانة ألين لحود، فضلاً عن مسرحية مخصصة للعرض ضمن أحد المهرجانات، ومسرحية أخيرة سيقدمها قبل أن يرتاح فهو لم يستسلم لكنه متعب، كما قال.

وألين كانت بطلة «بنت الجبل» في نسختها المستحدثة، فهل كانت أفضل من والدتها أداءً؟ أجاب لحود: «لا علاقة بين ألين ووالدتها في الأداء بأي شكل من الأشكال. لكن جوهر الصوت هو نفسه. كبائعة زهور يليق الدور أكثر بألين، لكن في المرحلة العمرية الكبيرة كنت أفضل والدتها سلوى، وألين وافقتني الرأي».

وأكد أن الراحلة سلوى القطريب كانت الأقرب إليه من بين الأسماء الكبيرة التي عمل معها، وقال عنها: «كان نصف حياتها للصلاة والنصف الآخر للمسرح، ولم تعنها الشهرة كثيراً وكان همها ابنتها». وعند سماع ترنيمة «أعطيني الكلام» بدا لحود متأثراً كثيراً بصوت سلوى وما تحمله هذه الترنيمة من ذكريات، وقال ممازحاً: «لا أدري كيف كتبت هذه الأغنية التي تحوّلت إلى ترنيمة».

وصحيح أن لحوّد لا يحب تقديم النصائح لألين، كما قال، إلا أنه يشاركها تفكيره أحياناً، لا سيما ضرورة الصبر والعمل بجد على نفسها في المنزل وليس على المسرح، وأشار في هذا الشأن إلى أن أغاني الراحلة سلوى القطريب التي جدّدتها ألين لاقت بها أكثر من والدتها.

وعن اختيار ميكايلا للمشاركة في مسرحيته «طريق الشمس» قال: «كان الدور لألين لكنها في تلك الفترة كانت تشارك في «ذا فويس». كذلك نصح ميكايلا بخوض مجال التمثيل وطرح إمكان أن يجمعه معها عمل جديد.

الرحابنة وفيروز

واكب لحود عصر الرحابنة، فهل يلاحظ تغييراً في زمن الأبناء؟ أوضح في هذا المجال أن الفترة الزمنية ليست نفسها وطريقة تفكير الأولاد مختلفة عن الأباء. أما عن جديد السيدة فيروز، فهو لم يتابعه لكنه يدعم كل شخص لا يزال قادراً على الاستمرار والعطاء، وهو منذ مدة لم يلتقِ فيروز «التي مهما حصل ستبقى فيروز».

ودعا الفنان إلى التنبه إلى التراث اللبناني في مهرجانات بعلبك من دون أن يسجل عتباً أو انتقاداً على مسرح شكل نقطة أساسية في مسيرته، مطالباً بالحفاظ على المستوى المطلوب لهذه المحطات الفنية عبر العودة إلى الليالي اللبنانية بحوار فنانين لبنانيين.

ولحود ليس راضياً، كما كشف، عن مسرحيته الأخيرة «كاريكاتور». وعن سبب ابتعاده عن السينما والتلفزيون، لفت إلى أن عرض الفيلم في لبنان وحده لا يكفي لتغطية المصاريف، وأي عمل سيقدمه سيكلفه الكثير، فهو دخل غمار السينما لكن الشق المالي حال دون تحقيق المشروع.

اللافت أن روميو لحود لم يقدم عملاً دينياً بعد، ولكنه يملك، كما قال، سيناريو كاملًا لم يعرضه بعد وهو حتماً سيكون آخر عمل له وفيه لا مجال للربح والخسارة.

أما عن التعاطي الرسمي مع الفن ومدى تقديره من الرؤساء والسياسيين فقال: «كان الاهتمام الأكبر في عهد الرئيس كميل شمعون، والرئيس إلياس الهرواي اهتمّ أيضاً، أما الباقون فكلهم انشغلوا بالسياسة أكثر».

«يمكن شي يوم»

تحدّث الفنان عن حلم راوده منذ بداياته وهو أن يكون لبنان في المركز الأول على مستوى الوطن العربي فنياً، واستطرد قائلاً: «لدي ثلاثة أحلام وكل حلم يتحقّق يموت، الأول حققته، وفي صدد تحقيق الثاني، غير أنني لن أحقّق الثالث كي يبقى حلماً. أما هذه الأحلام فشخصية، و«تبقى ملك الإنسان وحده».

عند بث أغنية «يمكن شي يوم» بدا لحود متأثراً جداً، فهو يرفض في بعض المقابلات سماعها لأنها تحمل ذكريات له مع زوجته الراحلة التي كانت تحبها وكانت ترفض رفضا قاطعاً أداء المقطع الأخير منها وفيه: «رح نفترق انت وأنا».

اعتبر لحود أن الحياة كانت قاسية جداً، ففي البداية رحلت زوجته الأولى، ثم ابنته في الثانية والعشرين من عمرها، وبعدها زوجته الكسندرا... و«كلها جروح لا تلتئم بسهولة». ولكن «مهما كانت قاسية تبقى الحياة جميلة... سبحان من خلقها».

وفي اتصال معها، أثنت بابو لحود على دور أخيها روميو في حياتها، فهو بمنزلة معلمها. ومن دون أن تلومه كثيراً، أشارت إلى أنه أعطى ثقته لكثيرين في الحياة ودفعهم نحو الأمام، كثر هم من يجب أن يشكروه على ما قام به ولكن ثمة من نسي الفضل وتصرف بشكل خاطئ. وأضافت: «كنت وأختي ألين ننبّه روميو لكن قلبه طيب وهو يسامح». روميو بدوره ثمّن مسيرة شقيقته الفنانة الكبيرة وصاحبة القلب الكبير كما وصفها.

ولحود ليس في صدد سرد قصة حياته يوماً لأنه لا يمكن تزوير الحقائق، والتاريخ لا يعرف الكذب، لذلك يجزم بأنه لن يقدم على هذه الخطوة.

On – Off

في فقرة On – Off، الأسماء التي أدرجها روميو لحود في الخانة الإيجابية هي: هبة طوجي، وجوليا بطرس، وألين لحود، ونادين الراسي، وهيفاء وهبي، ويوسف الخال، وأنطوان كرباج، وباسم فغالي، وكارول سماحة، وغسان صليبا، وأسامة الرحباني، وطوني عيسى، ويوسف حداد .

الأخوان ماهر وفريد الصباغ off بالنسبة إليه، كذلك جورج خباز، فمسرحهم لا يعجبه ويختلف تماماً عنه وقال: «ان كان لا يعجبني فلا يعني ذلك أنه لا يعجب الناس». وعاصي الحلاني صوته on لكنه Off كممثل.

الحياة كانت قاسية جداً ولكنها جميلة
back to top