وثيقة لها تاريخ : محمد بن عبدالله بن رشيد تولّى حكم حائل في عام 1872م بعد قتله بندر بن طلال

نشر في 03-11-2017
آخر تحديث 03-11-2017 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
مازلنا مع تاريخ أسرة آل رشيد ووثيقة عام 1888م التي كتبها أحمد بن عبدالرسول. نشرنا في المقال السابق الشجرة التي رسمها بن عبدالرسول، ونشرنا شيئاً من التعليقات التي أوردها في وثيقته، حيث أكد أن أول حكام آل رشيد كان عبدالله بن علي بن رشيد، وذلك في عام 1254هـ/1838م، واستمر حتى عام 1263هـ/1847م، ومن بعده حكم ابنه طلال إلى عام 1284هـ/ 1867م.

ونكمل اليوم القراءة في الوثيقة النادرة، حيث يقول بن عبدالرسول إن متعب بن عبدالله آل رشيد حكم حائل من بعد أخيه طلال، لكن حكمه لم يطل، "ثم بعده (بعد طلال) شاخ متعب وصار أَحَدّ من اخيه وصار فيه بعض القساوة على الرعايا وعلى ابن اخيه طلال واقام نحو سنتين...".

ومن بعد متعب تولى الحكم بندر بن طلال، وذلك عام 1285هـ/1868م، وكان محمد بن عبدالله (ابن عمه) خائفاً من العودة إلى حائل خشية القبض عليه وقتله، فظل في الرياض عند عبدالله بن فيصل آل سعود فترة حتى تم الإصلاح بينه وبين أبناء عمومته.

يقول بن عبدالرسول: "وشاخ بندر بن طلال سنة 1285هـ وخاف محمد ان يرجع الى الجبل وبقي عند عبدالله بن فيصل مقيم حتى صار عبدالله واسطة بينهم وارسل عبدالله الى بندر بن طلال وجاء الى الرياض واصلحهم مع محمد وتعاهدوا وارضوه وراح محمد معهم الى الجبل واعطوه الشداد في امارة الحائل وتحكم سنة 1285هـ الى سنة 1289هـ".

لكن الأمور لم تستتب لفترة طويلة، حيث اندلع خلاف بين محمد وبين بندر إثر اصطحاب محمد مجموعة من الظفير بالإقامة في حائل دون الرجوع إلى رأي بندر.

يقول ابن عبدالرسول في وثيقته: "وصار بينهم خلف (خلاف)، بسبب رجوع محمد من المشهد مودي الحاج جاب معه ناس من الظفير قوم الى بندر ولما اقبل على الديرة طلع بندر يتلقاه واخبره انه جاب معه ناس من الظفير في وجهه سبب سنة قحط عندهم وشيل اباعرهم عيش فلما اخبره ما رضى يعطيه وجه وقال ما عطيتك رخصة بجيتهم وبغى منه ما سمح..".

كان هذا الموقف، وفقاً لابن عبدالرسول دافعاً كافياً لبداية عنف جديد، فقد أقدم محمد على قتل بندر من دون تردد، بل وقتل بعد ذلك إخوانه الكبار، وترك ثلاثة من صغار السن بعد أن عاهده حمود بن عبيد بموافقته على الحكم في حائل.

ويلخص بن عبدالرسول ذلك بقوله: "وهم يمشون على الخيل وفي بطنه كان خنجر (أي عند محمد) جوّده على غفلة وذبحه (اي ذبح بندر) بالخنجر وركب الفرس وتوجه الى الديرة ودخل القصر وجوّد عيال طلال الباقين وذبحهم وبقى ثلاثة من الصغار وعاهده حمود بن عبيد وشاخ من عام 1289 الى حال التاريخ".

نكمل بقية الوثيقة في المقال المقبل إن شاء الله.

back to top