خاص

السفير الكوري لـ الجريدة•: عقود شركاتنا في الكويت تتجاوز 29 مليار دولار

«الشركات الكورية تؤدي دوراً متنامياً في تنفيذ المشاريع النفطية في البلاد»

نشر في 04-11-2017
آخر تحديث 04-11-2017 | 00:06
أكد سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى البلاد يو يونتشول أن بلاده تدعم جهود سمو الأمير ودولة الكويت في لم شمل الأشقاء ورأب الصدع الخليجي، مضيفاً أن الكويت سباقة دائماً في حل مثل هذه النزاعات، وسمو الأمير لديه الخبرة والرصيد الشعبي، الذي يعزز خطواته المباركة.
وقال يونتشول في لقاء مع «الجريدة» إن بلاده تعد أكبر مستورد للنفط الكويتي، في حين بلغ حجم الاستثمارات الكويتية في كوريا الجنوبية 135 مليون دولار.
وبينما أكد أن بلاده تتمتع بعلاقات متميزة مع الكويت، لفت إلى أن 14 شركة كورية تعمل في الكويت بعقود تفوق قيمتها 29.2 مليار دولار ضمن مشاريع البنية التحتية في البلاد.
وكشف عن ترتيبات تجري حالياً بشأن زيارة رئيس الوزراء الكوري للكويت العام المقبل، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن هناك زيارة كورية عالية المستوى للمشاركة في احتفال الانتهاء من مشروع جسر جابر نهاية 2018.
وتناول يونتشول مساهمة بلاده في تحقيق رؤية 2035 وغيرها من القضايا، وفيما يلي تفاصيل اللقاء.

• ما هو تقييمكم للعلاقات الكويتية-الكورية؟

- العلاقات الدبلوماسية بدأت عام 1979 وارتقت العلاقات الثنائية بيننا إلى شراكة إستراتيجية مهمة في ميادين عدة خلال السنوات الثامنة والثلاثين الماضية، وحالياً وصلت تقريباً إلى مرحلة ذروة تاريخية، وهي آخذة في التطور، لاسيما بعد الزيادة التدريجية في الزيارات المتبادلة بين المسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين خلال السنوات الماضية، وهذا يعكس الرغبة المشتركة لقيادة البلدين في تعميق العلاقات الثنائية بينهما في كل المجالات.

وقد توسعت علاقات التعاون بيننا لتشمل مجالات جديدة مثل بناء المدن الجديدة والإسكان والرعاية الصحية ومصادر الطاقة المتجددة والتعليم والثقافة والسياحة والتبادلات الثقافية وغيرها بين الشعبين، كما شهدت العلاقات السياسية بين كوريا والكويت تطوراً تدريجياً وقوياً تخللتها الزيارات الرسمية عالية المستوى المتبادلة بين قادة وكبار المسؤولين الحكومين بكلا البلدين.

فعلى سبيل المثال، قامت رئيسة جمهورية كوريا السابقة بارك كون-هيه بزيارة إلى الكويت في شهر مارس 2015 تخللتها محادثات قمة مع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تم خلالها التشديد على أهمية توطيد العلاقات الثنائية في كل المجالات.

كما قام سمو رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك بزيارة رسمية إلى جمهورية كوريا في شهر مايو2016، وشكلت تلك الزيارة فرصة جيدة لزيادة دعم التعاون بين البلدين.

كما قام رئيس البرلمان الكوري تشونغ سيو-كيون بزيارة الكويت في شهر أبريل 2017 تلبية لدعوة من نظيره الكويتي مرزوق الغانم، الذي زار كوريا في شهر مايو 2015.

وفي السياق، أود عن أعرب عن فخري وسعادتي بنجاح زيارة السفينتين التابعتين للبحرية الكورية إلى دولة الكويت خلال الفترة من 15 إلى 18 أكتوبر 2017 إذ تعد الأولى من نوعها، وساهمت كثيراً في الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى جديد بين البلدين.

وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر إلى الحكومة الكويتية ممثلة بوزارتي الخارجية والدفاع والقوة البحرية الكويتية، ومؤسسة الموانئ الكويتية على كل الجهود في تسهيل هذه الزيارة وإنجاحها.

خطة سياحية

• هل لدى كوريا خطة لاستقطاب السياح الكويتيين والخليجيين أسوة بالدول الأخرى؟ وهل من خط جوي مباشر بين الدولتين؟

- حقيقة الأمر نحن نشجع السياح من كل دول العالم لزيارة كوريا والتمتع بطبيعتها الخلابة وجوانب ثقافتها التمنوعة والمتميزة. وأدعو الجميع إلى زيارة العاصمة سيول كأفضل منطقة سياحية للاستمتاع بالحضارة والثقافة الكورية العريقة إذ تضم قصوراً قديمة ومتاحف ومباني معمارية وأجواء جميلة. كما بالإمكان زيارة مدينة جيونغ جو، التي تضم مواقع قديمة وأثرية، كذلك جزيرة جيجو للاسترخاء والاستجمام لتمتعها بجو جميل على مدار السنة والطبيعة الخلابة. نحن الآن نبذل جهوداً كبيرة لفتح خط طيران مباشر بين كوريا والكويت لتسهيل السفر إلى كوريا والعكس.

حجم الاستثمارات

• هل توجد أي مشاريع كويتية سواء حكومية أو خاصة في كوريا؟

- بلغ حجم الاستثمارات الكويتية في كوريا 135 مليون دولار، على سبيل المثال، استثمرت شركة صناعات الكيماويات البترولية الكويتية حوالي 100 مليون دولار في مشروع إزالة الهيدروجين من البروبان بكوريا الجنوبية.

وتعد الكويت ثاني مستثمر أجنبي في هذ المشروع، التي تنفذه شركة "إس كي غاز (SK Gas)" وهي جزء من شركة SK الكورية الجنوبية، واكتملت الأعمال الإنشائية في مصنع الكيماويات البترولية بكوريا الجنوبية، وأقيم حفل خاص في 24 مايو لتدشين مصنع إنتاج البروبيلين في مدينة أولسان على بعد 414 كلم من جنوب شرق العاصمة سيول. يعتبر هذا المشروع نموذجاً ناجحاً للتعاون في مجال الاستثمار بين كوريا والكويت والمملكة العربية السعودية.

رؤية 2035

• لدى الكويت رؤية طموحة هي "كويت جديدة 2035" هل لديكم خطة للمشاركة في مشروعاتها؟

- تؤدي الشركات الكورية دوراً متنامياً في تنفيذ مشاريع نفطية وتطوير مشاريع البنية التحتية في الكويت. حققت العلاقات الثنائية بين البلدين إنجازات مهمة في السنوات الأخيرة بعد مساهمة الشركات الكورية في تطوير حقول النفط مثل حقل برقان. وفي شهر مارس 2015، وقعت مؤسسة كوريا الوطنية للنفط مذكرة تفاهم مع مؤسسة البترول الكويتية حول الفرص المتاحة لتعزيز التعاون المشترك في قطاعي النفط والغاز وتشجيع تبادل الموارد البشرية والمعرفة والمعلومات.

وفي مارس 2016 قام ممثلو ثلاث شركات كورية جنوبية من أبرزها شركة هيونداي للهندسة والإنشاءات في الكويت بتوقيع عقد لبناء مشروع إنشاء مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور بقيمة نحو 2.93 مليون دولار أميركي. كما وقعت شركة Korea Gas مذكرة تفاهم مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية السيد نزار العدساني. باختصار تعتبر كوريا أكبر مستورد للنفط الكويتي، بينما تعد الكويت ثاني أكبر مورد للنفط الخام لكوريا الجنوبية.

مشاريع البنية التحتية

• ما المشاريع التي تنفذها الشركات الكورية حالياً في الكويت؟

- عدد الشركات الكورية العاملة في الكويت 14 شركة تنفذ عدة مشاريع بنية تحتية تبلغ قيمتها حوالي 29.2 مليار دولار، وهي تؤدي دوراً متنامياً في تطوير مشاريع البنية التحتية بالكويت كالطرق السريعة والجسور ومحطات الكهرباء والمستشفيات ومشاريع معالجة البيئة. فعلى سبيل المثال، تقوم الشركات الكورية حالياً بتشييد جسر الشيخ جابر الذي يعتبر من أطول الجسور البحرية في العالم وتبلغ تكلفته 2.6 مليار دولار، إضافة إلى ذلك، قام ممثلو ثلاث شركات كورية جنوبية من أبرزها شركة هيونداي للهندسة والإنشاءات في شهر مارس 2016 في الكويت بتوقيع عقد لبناء مشروع إنشاء مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور بقيمة نحو 41 مليون دولار.

كما شهدت الفترة السابقة تطوراً مهماً في التعاون بمجال الإسكان بالتوقيع على مذكرة تفاهم لتطوير مدينة جنوب سعد العبدالله الجديدة بين الطرفين.

تتضمن مذكرة التفاهم تأسيس شراكة بين الجانبين لبناء 30 ألف وحدة سكنية بمدينة جنوب سعد العبدالله، التي ستكون أول مدينة ذكية وصديقة للبيئة في الكويت ومتماشية مع المعايير العالمية. علاوة على ذلك، هناك تعاون بين البلدان في مجالات مصادر الطاقة البديلة والغاز الطبيعي والتعليم والمواصلات والثقافة والتعليم العالي.

الجالية الكورية

• ماذا عن الجالية الكورية في الكويت؟

- هناك حوالي 2000 مواطن كوري يعيشيون حالياً في الكويت، معظهم مهندسون وفنيون ويساهمون في المشاريع الحكومية الكويتية مثل مشروع جسر الشيخ جابر ومشروع الوقود البيئي. وأشعر بالفخر لأن الجالية الكورية المقيمة بالكويت تتمتع بالسمعة الحسنة بسبب مثابرتها وإخلاصها في العمل لاسيما في مجال بناء مشاريع البنية التحتية الرئيسية.

قضايا المنطقة

• ما موقف كوريا من قضايا الشرق الاوسط خصوصاً الأزمة السورية واليمنية وأخيراً الأزمة الخليجية؟

- يساورنا قلق تجاه الوضع في منطقة الشرق الأوسط لاسيما في العراق وسورية. ومن المهم جداً الالتزام بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي في إدارة العلاقات مع دول الشرق الأوسط.

وفيما يخص الأوضاع غير المستقرة في الشرق الأوسط، تقدر كوريا مساهمات وجهود الكويت في هذا الشأن وأكدنا أهمية استضافة الكويت محادثات السلام اليمنية.

وبالنسبة إلى الخلاف الحالي "القطري- الخليجي العربي" فإن كوريا تقدر جهود الوساطة التي يبذلها سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد ونتمنى أن تنجح في التوصل إلى حل في القريب العاجل.

التعاون الثقافي

• ماذا عن التعاون الثقافي بين الدولتين؟

- اتفق قائدا البلدين خلال المحادثات الرسمية التي عقدت بينهما أثناء الزيارة الرسمية للرئيسة السابقة لجمهورية كوريا بارك كون-هيه لدولة الكويت في شهر مارس 2015 على أهمية التبادل الثقافي بينهما لأنهما يشكلان قاعدة صلبة لدعم أواصر التعاون الثنائي. وقامت السفارة بتأسيس الديوانية الكورية – الكويتية الثقافية عام 2012 لتشجيع التبادل الثقافي بين الشعبين الكوري والكويتي، وتدعم السفارة الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تقوم بها الديوانية بهدف نشر الثقافة الكورية في المجتمع الكويتي.

وقد سررنا كثيراً باشادة عدد كبير من المواطنين الكويتيين بالعرض الثقافي الذي أقامته الفرق التابعة للبحرية الكورية في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في 17 أكتوير 2017 واعتبروها الفعالية الأكثر تميزاً هذا العام في الكويت. نقوم حالياً بالتحضير لاستضافة الفريق التايكواندو الكوري كيكوان لتقديم استعراضين التايكواندو في شهر نوفمبر 2017. وأيضاً ستنظم السفارة مهرجان أطعمة الشارع الكوري في الشهر نفسه بالإضافة إلى أمسية الفيلم الكوري في شهر ديسمبر المقبل وسيتم الإعلان عن كل التفاصيل المتعلقة بهذه الفعاليات في الوقت المناسب.

تهديدات الجار الشمالي

• ماذا عن استعداداتكم حيال التهديدات المتكررة من الجار الشمالي؟

- في الحقيقة لست متشائماً أو متفائلاً بهذا الوضع وحكومة كوريا الجنوبية تبذل الكثير للحفاظ على الأمن لاستقرار شبة الجزيرة الكورية ونحن دائماً نتحرك نحو السلام، ومن غير السلام فإن الوضع يصبح صعباً جداً على كل المنطقة.

• انتخبت الكويت لشغل مقعد في مجلس الأمن الدولي ماذا تتوقعون منها خلال فترة عضويتها؟

- أعتقد أن الكويت تستحق بجدارة هذا المنصب الدولي المهم خصوصاً أنها تلتزم دائماً بقرارات مجلس الأمن لاسيما القرارات المتعلقة بمعاقبة كوريا الشمالية ونحن نقدر ونثمن وساطة الكويت وجهود سمو الأمير في

حل المشاكل الدولية وخصوصاً الأزمة الأخيرة بين قطر والدول الأربعة

العمل الإنساني

• هل هناك رؤية لعمل إنساني مشترك يجمع البلدين؟

- الكويت هي مركز للعمل الإنساني بإشادة دولية وكوريا الجنوبية أيضاً تبذل جهوداً حثيثة في هذا المجال، وشخصياً أعتبر أن هذه الفترة في إيجاد عمل مشترك يساهم في التخفيف من المعاناة للكثير من المحتاجين تبدوا فكرة جيدة وسوف أعمل على تطبيقها في المسقبل وإيجادها على أرض الوقع.

• هل تعملون على تنفيذ زيارات على مستوى رفيع بين البلدين؟

- نحن الآن في نهاية العام، ومن المتوقع أن تكون هناك زيارة لرئيس الوزراء الكوري العام المقبل، ونحن نعمل على ذلك حالياً، ونأمل أن تتوافق الزيارة مع استضافة الكويت مؤتمر مشاركة المعلومات في فبراير المقبل وأيضاً هناك حدث كبير في نهاية عام 2018 وهو الانتهاء من مشروع جسر جابر، لذلك نتطلع أن تكون هناك زيارة عالية المستوى للاحتفال بهذا المشروع الكبير والحيوي.

ديوان السفير الشارخ... برلمان مصغر

قال السفير الكوري الجنوبي، إنه عند الزيارة الأخيرة للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون للكويت، نصحته رغم ازدحام جدوله بقبول دعوة السفير عبدالعزيز الشارخ مدير معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي، وفعلاً زرنا ديوانه، وكان هناك الكثير من النقاشات حول دور الأمم المتحدة للقضايا مثل ميانمار والروهينغا والأزمة الخليجية.

وأضاف أن بان كي مون لم يخف سعادته بهذه التجربة الفريدة، التي لن ينساها، بل وصفها بالبرلمان المصغر، الذي يتبادل الجميع فيه الآراء ويطرحون فيه القضايا ويناقشونها.

وأعرب السفير عن ارتياحه الكبير وسعادته بإقامته في الكويت، إذ إن الشعب الكويتي يتمتع بالكثير من المحبة والود، مضيفاً أنه زار العديد من الديوانيات لأهل الكويت خصوصاً في شهر رمضان.

الكويت تستحق عن جدارة مقعداً بمجلس الأمن وندعم جهود الأمير في حل الازمة الخليجية

حجم الاستثمار الكويتية في كوريا تبلغ 135 مليون دولار

نجري الترتيبات لزيارة رئيس الوزراء الكوري للكويت العام المقبل

لست متشائماً أو متفائلاً بتهديدات الجار الشمالي ونعمل لحفظ الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية

2000 مواطن كوري يعيشون حالياً في الكويت معظمهم مهندسون وفنيون

يساورنا قلق تجاه الأوضاع في الشرق الأوسط

الانتهاء من مشروع جسر جابر نهاية 2018 بحضور كوري عالي المستوى
back to top