الجيش العراقي يستعيد القائم ومعبر حصيبة ويحاصر راوة

• الكونغرس الأميركي يطالب العبادي بتفادي حرب كردية
• «الحشد» ينتشر بكربلاء لتأمين زوار «الأربعينية»

نشر في 03-11-2017
آخر تحديث 03-11-2017 | 18:25
عناصر من الحشد الشعبي تتقدم نحو مدينة القائم على شاحنة صغيرة (رويترز)
عناصر من الحشد الشعبي تتقدم نحو مدينة القائم على شاحنة صغيرة (رويترز)
أخضعت قوات عراقية مشتركة مركز مدينة القائم الحدودية مع سورية، وطردت عناصر تنظيم «داعش» منها، وفرضت حصاراً محكماً على معاقل التنظيم بمدينة راوة غرب محافظة الأنبار، في وقت دعا الكونغرس الأميركي رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الدخول في حوار مع إقليم كردستان لتفادي إشعال حرب.
خسر تنظيم "داعش" واحدة من آخر مدينتين كانتا تحت سيطرته في العراق، اليوم، باقتحام قوات عراقية مشتركة مركز مدينة القائم الحدودية مع سورية.

وسيطرت القوات العراقية على منفذ حصيبة، آخر معبر حدودي بين العراق وسورية تحت سيطرة التنظيم المتشدد الذي اجتاح المنطقة الواقعة غربي محافظة الأنبار في يونيو 2014.

وذكرت مصادر عسكرية أن مدينة راوة، وهي آخر مدينة تحت سيطرة "داعش" حالياً، باتت محاصرة تماما من القوات العراقية، وذلك بعد أن قطعت كل وسائل العبور بين ضفتي نهر الفرات.

وتقع كل من مدينتي القائم وراوة على ضفة نهر الفرات في أقصى غرب العراق، وهما آخر مناطق وجود مسلحي التنظيم في العراق، وتقع القائم على مسافة قصيرة مقابل مدينة

البوكمال بمحافظة دير الزور السورية عبر الحدود الدولية.

وقال قائد عمليات غرب الأنبار عبدالأمير يارالله إن "قوات من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري السني بدأت في وقت مبكر من صباح اليوم اقتحام مناطق سعدة والكرابلة وحصيبة من المحورين الشرقي والجنوبي".

وأكد يارالله أن التقدم مستمر باتجاه الأهداف المحددة لاستعادة ما تبقى من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، فيما بارك القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، للقوات الأمنية دخولها القائم وتحريرها منفذ حصيبة الحدودي.

وقتل 44 من مسلحي التنظيم و8 مدنيين، وأصيب نحو 80 في قصف جوي ومدفعي واشتباكات بين القوات العراقية والتنظيم في محيط مدينتي القائم وراوة.

ممرات وفرار

وأفادت مصادر في الجيش العراقي بأنه تم تحديد ممرات آمنة لخروج العائلات من مدينة القائم، وستكون محمية ومراقبة بالطائرات المسيرة والمروحيات العراقية.

وقال شهود عيان من داخل راوة إن جميع أفراد التنظيم البارزين والمقاتلين العرب والأجانب فروا باتجاه مدينة القائم، ولم يبق بها إلا المقاتلون من أهل المنطقة.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن قادة "داعش" هربوا إلى منطقة البوكمال داخل الحدود السورية، وأن ما تبقى للتنظيم مجموعات تركت لإعاقة اقتحام مركز القضاء يتراوح عدد عناصرها بين 100 و150 مقاتلا.

يشار إلى أن قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي تمكنت السبت الماضي، بدعم من التحالف الدولي، من السيطرة على مناطق وقرى في محيط مدينتي القائم وراوة، بعدما شنت طائرات إف 16 ضربات عدة على مواقع التنظيم، كما استعادت القوات العراقية الثلاثاء الماضي قريتي الرافدة والخصيم من يد التنظيم في محيط ناحية العبيدي.

وبدأت القوات العراقية الأسبوع الماضي حملة عسكرية لاستعادة مدينتي راوة والقائم من التنظيم الذي لايزال يسيطر على نواحي الكرابلة والرمانة وحصيبة، وأحياء المكارم والفاروق وشيخ إبراهيم والجرامل، وقرى حدودية مع سورية.

أزمة كردستان

إلى ذلك، وفي ظل مخاوف من تصاعد الأزمة بين إدارة إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد بشأن عدد من الملفات الحساسة، كالسيطرة على المعابر الحدودية الفاصلة بين الإقليم العراقي المتاخم لتركيا وإيران، أرسل عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم، رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي، مطالبين فيها بالعمل مع حكومة إقليم كردستان للقضاء نهائياً على المخاوف من اندلاع حرب.

وقال أعضاء مجلس الشيوخ، في رسالتهم إن "بدء المعارك بين القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية لن تصب في مصلحة أي طرف، لذلك نتمنى بدء الحوار عاجلاً مع حكومة إقليم كردستان لحل المشاكل العالقة".

وأعرب أعضاء المجلس الأميركي عن قلقهم من وجود عناصر "الحشد الشعبي" المدعوم من إيران، في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وطالبوا بإخراجهم من هذه المناطق.

وأوضح نواب مجلس الشيوخ لرئيس الوزراء العراقي أنهم سيستمرون بـ "دعم حكومة عراقية قوية وحكم ذاتي لإقليم كردستان، وحماية شعب كردستان بجميع مكوناته"، وطالبوا العبادي بقبول تجميد أربيل نتائج استفتاء الاستقلال، والبدء بالحوار لأنه "أصبح لدينا امتعاض عميق بسبب استعمال الأسلحة الأميركية ضد الأكراد والأقليات الأخرى".

وجاءت الرسالة بعد يومين من تهديد رئيس الوزراء العراقي باستئناف عمليات عسكرية ضد الأكراد لإجبارهم على تسليم مناطق تحت سيطرتهم، واتهامه لهم باستغلال المفاوضات لـ "التسويف" من أجل تعزيز دفاعات "البيشمركة".

الحشد و«الأربعينية»

في سياق منفصل، أعلنت قوات "الحشد الشعبي" في محافظة كربلاء، توليها مهام تأمين زيارة أربعينية الإمام الحسين التي تشهد إقبالا كبيرا، ويتوقع أن يشارك بها عشرات الآلاف من العراق ودول الجوار.

وانتشرت القطعات العسكرية في ضواحي مدينة كربلاء والصحراء الغربية، تحسبا لهجمات محتملة.

وتتوقع القوات الأمنية العراقية أن يشن عناصر "داعش" هجمات انتحارية تستهدف زوار الأربعينية التي انطلقت في المدن العراقية، وتشهد ذروتها في العاشر من نوفمبر الجاري.

إدانة وتحذير

في غضون ذلك، جدد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، اليوم، رفضه تأجيل الانتخابات المقبلة، محذرا من أن تأجيلها سيشكل "خطرا كبيرا" على العملية السياسية.

وأشار إلى أن التأجيل سيضع العراق أمام أزمة دستورية "إذ لن تكون هناك سلطات لا تنفيذية ولا تشريعية"، معتبرا أن الدستور العراقي لا يجيز للبرلمان تشكيل حكومة تصريف أعمال.

في شأن آخر، دانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إيرينا بوكوفا، اليوم، مقتل المصور الصحافي الكردي أركان شريف الذي طعنه رجال مسلحون في منزله في وقت سابق من الأسبوع الماضي في مدينة داقوق العراقية. وحثت السلطات العراقية على فتح تحقيق لكشف ملابسات الجريمة واتخاذ جميع الإجراءات القانونية لإنهاء العنف ضد وسائل الإعلام.

back to top