ذكرت في أكثر مقال أن مشكلتنا الكبيرة في الكويت، تكمن في الأزمة الإدارية التي نعيشها، والتي تمثل عائقاً كبيراً أمام نهضة الكويت وتقدمها، ويوجد سبب واحد وراء هذه الأزمة يظهر بوضوح في تلك التعيينات التي تتم على خلفية قبلية أو طائفية أو فئوية... ومع ذلك لم تنجح السلطة التشريعية طوال تجربتنا الديمقراطية في صياغة قانون واضح وشفاف لمعايير اختيار القيادي لأن ذلك يتعارض مع توجهات السلطة التنفيذية التي جُبِلت عبر تاريخها السياسي على استخدام هذه التعيينات لشراء الولاءات السياسية، لذلك يتم معظم التعيينات تحت بند "يستاهل ولدنا"، والأمر يتعاظم إذ تعلق بمستقبل الأمة، لاسيما في تلك اللحظة التي تشهد التشكيل الحكومي.من هنا على سمو رئيس الوزراء التأني في الاختيار وعدم الاستعجال وقراءة معطيات الساحة السياسية جيدا وبما تحمل من توازنات وتجاذبات، ومن المواءمة السياسية عدم "توزير" أي من الوزراء السابقين، والذين يمكن أن يمثلوا مشروع أزمة بين السلطتين، ما من شأنه زيادة التوتر وخلق أجواء تصعيدية؛ وهذا لا يتوافق مع النطق السامي لصاحب السمو أمير البلاد في رسالته للسلطتين عندما ذكر الظرف الجيوسياسي الملتهب والتحديات الاقتصادية التي تواجه الكويت؛ لذلك حري بسمو رئيس الوزراء اختيار رجال دولة من الطراز الرفيع قادرين على مواجهة مجلس الأمة، والإجابة عن كل سؤال حتى لو كان مغلظاً يمثل استجواباً دون تردد أو خوف، والعمل بكل جدية وبروح الفريق الواحد والتعاون مع مجلس الأمة لحلحلة كل القضايا التي يمكن أن تكون مادة لاستجوابات قادمة؛ ومتى ما استطاعوا ذلك فإنهم سيضعون أنفسهم في الطريق الصحيح للوصول إلى تحقيق رؤية قائدنا بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي .
ختاماً:الكويت تأخرت كثيراً، وتستحق قادة قادرين على استرجاع بريقها السابق كما كانت دانة للخليج ومنارة للعلم والثقافة والحرية والفن والأدب، بسواعد أبنائها المبدعين، والشرفاء من أبناء الوطن العربي. اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه... ودمتم بخير.
مقالات - اضافات
High Light: بريق الكويت
04-11-2017