كشف مدير مركز مصادر المياه، المهندس مشعل السعيد، عن قيام وزارة الكهرباء والماء بالتعاون مع معهد الأبحاث بإجراء اختبارات عدة للخزانات الجوفية في الكويت لتخزين المياه العذبة بها.

وقال السعيد، في تصريح خاص لـ «الجريدة»، إن هذا المشروع يطلق عليه «الخزانات الاصطناعية»، وهو مشروع يهدف إلى تخزين ملايين الغالونات من المياه العذبة، بعد التأكد من صلاحية تلك الخزانات الجوفية لتخزين المياه.

Ad

وأشار إلى أن وزارة الكهرباء والماء تعمل حاليا بالتعاون مع معهد الأبحاث من أجل اختبار تلك الخزانات من خلال تخزين مياه «معالجة بها»، واختبار تلك الخزانات ومدى قدرتها على إبقاء هذه المياه صالحة للاستخدام لفترات طويلة.

وبين أن هناك اهتماما كبيرا بالمشروع، وهناك متابعة حثيثة من قبل وزارة الكهرباء لمتابعة مراحله المختلفة، لافتا إلى أن المشروع في مراحله الأولية، والتي تختبر في تلك المرحلة قدرة تلك الخزانات على تخزين المياه «المعالجة».

خزانات جوفية

وقال السعيد إن تلك الخزانات «جوفية»، مصنوعة طبيعيا، تقوم وزارة الكهرباء والماء بتخزين المياه المعالجة بها حاليا لمعرفة تأثير الخزان على تلك المياه، فإذا ثبت فعليا نجاح هذا المشروع سيتم تعميمه على بقية الخزانات الجوفية في الكويت بتخزين المياه العذبة لاستغلالها مستقبلا.

وأوضح أن وزارة الكهرباء والماء لديها إنتاج كبير من المياه، ونستطيع أن نخزن الفائض من استهلاك تلك المياه لاستغلاله في المستقبل، وحاليا نقوم بعملية إيصال الأنابيب إلى تلك الخزانات كمشروع «تجريبي»، وخلال شهر سنقوم بالبدء في عمليات ملء هذه الخزانات الجوفية بالمياه المعالجة لاختبار مدى تأثيرها على الماء، وهل تم تغيره أم لا.

وتابع: هناك خزانات محددة في منطقة كبد يتم تنفيذ المشروع عليها، وحاليا يتم تركيب مضخات وأجهزة مختلفة لقياس كميات المياه الموجودة والمياه التي سيتم إضافتها إلى غير ذلك من أعمال لهذا المشروع.

وأردف: يتم كذلك تركيب مضخات لسحب العينات التي ستأخذ من تلك الآبار لقياسها ومعرفة إذا كانت جودة المياه تغيرت أم أنها لاتزال كما هي صالحة للاستخدام دون تأثير سلبي عليها.

وأضاف: هناك حرص من قبل وزارة الكهرباء والماء على متابعة المشروع والأعمال التي ستجرى به بشكل دقيق، لكي لا تضخ مياه بملايين الغالونات، ومن ثم نفاجأ بأنها تغيرت إلى مياه غير صالحة، وهذا الأمر لا نقبل به.

مركز مصادر المياه

وأوضح أن مركز مصادر المياه متخصص فقط في «جودة المياه»، وهناك متابعة مستمرة وتطوير عمليات الإنتاج المختلفة، للوصول بالمياه المعالجة إلى أعلى جودة وفقا للشروط الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية.

وأضاف السعيد: كانت وزارة الكهرباء والماء في السابق تقوم بتحلية مياه البحر عن طريق التبخير، وحاليا تم تغيير هذا النظام إلى نظام «RO»، ومن خلال هذا النظام يتم اختيار كمية الأملاح الموجودة في المياه المنتجة خلال عمليات التحلية، وبذلك نوفر المياه الجوفية التي كانت تضاف «في السابق» إلى المياه المحلاة من البحر، لافتا إلى أن تكلفة هذا النظام الجديد المستخدم في التحلية أوفر من نظام التبخير.

وقال: نحن في الكويت نصنع المياه المحلاة، ومنطقتنا تختلف على مناطق العالم التي يوجد بها أنهار متنوعة، بخلاف منطقة الخليج، فنادرا ما تتوافق خصائص المياه المحلاة مع المياه الطبيعية التي تنزل من الجبال «على سبيل المثال» في بعض الدول، فالأخيرة تختلف باختلاف الصخور التي تتساقط عليها تلك المياه وتمر عبرها، والمواصفات في كلا الحالتين مختلفة، ومياه الكويت والخليج مواصفاتها واحدة، لأننا نقوم بتصنيع المياه.

وأضاف السعيد: نطمح حاليا وخلال المرحلة المستقبلية إلى المحافظة على مستوانا الحالي في جودة ونقاء المياه المحلاة من البحر، وتكون مياه الكويت من أجود المياه في العالم.