فرض نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس سيطرته على كامل دير الزور، آخر مدينة كبرى يوجد فيها تنظيم «داعش»، في هزيمة جديدة له، تزامنت مع تقدم الجيش العراقي داخل مدينة القائم الحدودية، آخر أهم معاقل التنظيم في العراق المجاور.
وعلى وقع هجمات عدة، فقد «داعش» خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها «خلافته» في سورية والعراق عام 2014، أبرزها معقلاه مدينتا الرقة والموصل، لكنه لا يزال يسيطر على 35 في المئة من محافظة دير الزور، وبعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص، وقرب دمشق، وفي الجنوب.وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله في سورية. ويضع جيش النظام، ومن معه من مقاتلين لبنانيين في «حزب الله»، وأفغان وعراقيين وإيرانيين، نصب أعينهم هذه المدينة، التي تقع على الجهة المقابلة من مدينة القائم العراقية، ويتقدم بغطاء جوي روسي نحوها من الجهة الجنوبية الغربية، لكنه لا يزال يبعد عنها مسافة 40 كيلومتراً على الأقل.ومن المتوقع أن تلتقي القوات السورية والعراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين مدينتي القائم والبوكمال، لتطويق التنظيم المتطرف في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور إلى القائم.
ودخلت القوات العراقية صباح أمس مركز مدينة القائم في غرب العراق بعد تمهيد من سلاح المدفعية، وطيران الجيش، والتحالف الدولي بقيادة واشنطن.وأكد قائد الفرقة السابعة في الجيش اللواء الركن نومان عبد الزوبعي أن «قطعات الفرقة السابعة وعمليات الجزيرة وجهاز مكافحة الإرهاب بدأت باقتحام مركز مدينة القائم».وإلى جانب القائم، ما زال التنظيم موجوداً في بلدة راوة المحاذية، ومناطق أخرى مجاورة لها على الحدود مع سورية. وذكرت مصادر عسكرية أن هذه المدينة باتت محاصرة تماماً بعد قطع كل وسائل العبور بين ضفتي نهر الفرات.وفي بيان غير معهود، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، استعداده لتقديم المساعدة لقرية حضر السورية التي يسيطر عليها الجيش السوري في هضبة الجولان، ووعد بعدم السماح بسقوطها في أيدي فصائل المعارضة المتشددة بقيادة «جبهة النصرة» سابقاً، التي شنت عليها هجوماً واسعاً، وتمكنت من محاصرتها بالكامل.وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال رونن مانيليس، إن القوات جاهزة «لمنع تعرض حضر للأذى، أو الاحتلال، كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي»، نافياً بشدة «ادعاءات تورط إسرائيل أو مساعدتها عناصر الجهاد العالمي في القتال».وتعرضت قرية حضر الدرزية في محافظة القنيطرة لتفجير انتحاري بسيارة أسفر عن سقوط تسعة قتلى، أعقبته فصائل المعارضة بقيادة «النصرة» بهجوم كبير لفك الحصار عن بلدة بيت جن، وتمكنت من تطويقها بالكامل.